الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 28.95 مئويـة
التعليم العالي والبحث العلمي..مركز وطني للتعليم الالكتروني الذكي بين التفعيل و التسويف !!
التعليم العالي والبحث العلمي..مركز وطني للتعليم الالكتروني الذكي بين التفعيل و التسويف !!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب أ.م.د. أكرم سالم
النـص :

قبل اكثر من خمس سنوات تم تأسيس مراكز وطنية للتعليم الالكتروني في دول منطقتنا و عدد من الدول المجاورة  لتضطلع بمهام حيوية كبيرة على مستوى حوكمة التعليم الالكتروني وضبط  مستوى جودته ومعاييره وتطويره والعمل على تعزيز الثقة بمخرجاته من قبل سوق العمل والارتقاء بمستويات التنسيق مع متطلبات بيئة الاعمال ومتغيراتها المستمرة التي لابد ان تتوافق مع توجهات المؤسسات الاكاديمية وبنيتها الاساسية ونظمها وعملياتها التربوية وبالتالي التعشيق مع طبيعة مخرجاتها السنوية.ما يحزّ في النفس اننا عادة لانواكب الحداثة والعمل على تحديث وتكييف برامجنا ومشاريعنا وبخاصة في الحقول التربوية والتعليمية بشكل استباقي يعدّ لتلك البرامج ويخطط تخطيطا بعيد المدى لهذه الشؤون، ولكن تخطيطنا لايتجاوز امد وروتين الموازنة المالية السنوية في احسن الاحوال، بل يقتصر التحديث على المواكبة العلاجية الآنية عند حدوث الأزمات والوقوع بالمطبات وبعد وقوع الفأس بالرأس كما يقال !! .جائحة كورونا هذه الكارثة الكبرى التي حلّت بالبشرية وبقدر فداحة نتائجها الوخيمة على كل العالم وعلينا بالذات فانها قد قرعت نواقيس الاخطار الداهمة والسيناريوهات المرعبة والرهيبة المحتملة..وإنها اعطت دروسا مهمة في اهمية التخطيط والاعداد الاستباقي من منظور استراتيجي بعيد الأمد او حتى على المدى المتوسط الذي يقاس بخمس او سبع سنين مثلا . فعلى صعيد الحقل التعليمي ومؤسساته الاكاديمية التي فقدت استقلاليتها المفترضة كليا واخذت تتقاذفها امواج متلاطمة من التعليمات وسيل يومي لا ينقطع من توجيهات اللجان الوزارية  التي تتسنم المستويات العليا في الهرم الاداري بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ودوائره المختلفة والمتعلقة بالتعليم الالكتروني ومنصاته الرقمية المختلفة. في الواقع لا نريد التقليل من اهمية هذه التوجيهات الآنية وضروراتها في ظل الظروف الراهنة غير ان ما يسجل عليها بأنها يومية فورية علاجية غير مستقرة متذبذبة ومتنافية مع بعضها في كثير من الاحيان محكومة بطابع الازدواجية وتعدد هيكلية الدوائر المتشابكة واللجان المشكلة اثناء حدوث الأزمة وخلال وقوعها كالقدر المستعجل!! ، حتى اخذ يحتار رؤساء الجامعات و العمداء والاقسام والاساتذة كيف يعملون وفي اي طريق يسيرون او أي اسلوب يتبعون ؟؟ اذ انها تجعلهم شذر مذر من امرهم . مع كل ذلك والله كان ومازال دور الكادر التدريسي والادارات الاكاديمية واللجنة الوزارية العليا للتعليم الالكتروني دورا مشهودا ومميزا في استيعاب صدمة الجائحة والتكيف مع متطلباتها وانجاز المهام بسرعة قياسية نسبة لعجالة وقوع كارثة الجائحة وحجم مصابها !!  لكن ذلك الامر متأخر كثيرا وروتيني بطيء الاثر اذ انه بالتأكيد غير كاف للايفاء بالاشتراطات الراهنة وهي الضرورة الكبرى لحوكمة التعليم الرقمي الالكتروني من خلال تقنيات المنصات الذكية، وعلى رأس المهام المطروحة بالحاح هو تأسيس واقامة المركز الوطني العراقي للتعليم الالكتروني ، لتوحيد وتنسيق وتنظيم وادارة وحوكمة هذه النشاطات التعليمية وقياس مؤشراتها وبيانات الاداء والابتعاد نهائيا عن التخبط التجريبي والاجتهادات المتضاربة المربكة للمربين والاساتذة وللواقع التعليمي ومؤسساته وكادره .هذا المركز الوطني يقوم ويؤدي دورا استراتيجيا في كل الاوقات الحلوة الجميلة والمرّة الكئيبة وفي ظل الأزمات والمخاطر الداهمة . ويقدم الاستشارات ،ويعزّز الثقة ببرامج التعليم الالكتروني، ويلتزم بوضع المعايير ولوائح الجودة البرامجية ،ويجري الابحاث والدراسات ذات الصلة ، وينظم اللقاءات والمؤتمرات وورش العمل ويديم التعليم الالكتروني المستمر عبر المنصات الذكية ويتيح تمكين برامج التعليم والتدريب الالكتروني ومواءمة المخرجات مع متطلبات سوق العمل  ويعزز فعاليتها وكفاءتها ومتابعتها  من خلال تحليل مؤشراتها ،ويقود الابتكار في التحول الرقمي بحقل التعليم ، وتحسين مرونتها وسرعة تعامل الجهات التعليمية مع احتياجاتها المتغيرة المتوافقة مع بيئة الاعمال في العراق والسوق العالمي . واتاحة فرص التعليم المفتوح المستمر مدى الحياة . كما انه يعمل على الاستثمار في التقنيات الحديثة المعاصرة في الذكاء الصناعي والنظم الخبيرة والبلوكتشين لغرض تقديم الحلول الذكية المبتكرة .على حد معرفتي المؤكدة ان السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نبيل كاظم عبد الصاحب مهتم جدا بذلك وقد وجّه مؤخرا بالعمل على دراسة و تنفيذ هذا المشروع الحيوي للعراق ومؤسساته الاكاديمية بمختلف تشكيلاتها وجامعاتها وكلياتها ووجه باختيار جامعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ببغداد نحو تأسيس واقامة هذا المركز الوطني للتعليم الالكتروني الذكي بالتنسيق مع مكتب اليونسكو الاقليمي ببيروت والمعهد الدولي للتعليم العالي والابتكار. فهل سيصار لتنفيذه جديا وفعلا لا قولا ؟ أم سيجري تسويف هذا المشروع الاستراتيجي التعليمي الحضاري المتقدم تحت مظلة الروتين والذرائع التي لا تنتهي.؟نأمل خيرا ونبارك مقدما مثل هذه الخطوات الواعدة والمبشرة!!

المشـاهدات 819   تاريخ الإضافـة 06/03/2021   رقم المحتوى 10000
أضف تقييـم