الثلاثاء 2024/4/23 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 28.95 مئويـة
انهيار الحضارات هل هو المصير الذي ينتظرنا ؟؟
انهيار الحضارات هل هو المصير الذي ينتظرنا ؟؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. حسين الانصاري
النـص :

نشأت عبر التأريخ  الكثير من الحضارات  التي امتد نفوذها اصقاع الدنيا وهيمنت على  مساحات شاسعة من المناطق  والبلدان التي اصبحت تحت حكمها وتابعة لها  ولكن مهما تبلغ هذه الحضارات مدى في النهوض والتوسع  فهي  تحمل اسباب انهيارها  كما يقول ذلك المؤرخ المعروف  تونبي  رثمة عوامل عديدة منها خارجية واخرى داخلية تساهم في اضمحلال تلك المجتمعات واحيانا تقودها الى الزوال تماما فمثلا إن الحضارة الرومانية واليونانية وقبلها الاكدية والاشورية والفينيقية التي بلغت شأنا هائلا ألت الى الانهيار فيما بعد  نتيجة التوسع الاستعماري  وكذلك ساهم التغيير المناخي والتراجع في الاهتمام البيئي اضافة الى سوء الادارة  والقيادة  ، كل تلك الاسياب عجلت في  اضعاف مراكزها  وزوال مصادر قوتها  وتفوقها وهذا الحال واجهته عديد الحضارات السابقة لكن بعضها استطاعت النهوض ثانية ولكن بعد معالجة اسباب السقوط  كما هو الحال  للحضارتين  الصينية وكذلك الفرعونية والبعض الاخر. انتهت  واندثرت ولم يعد لوجودها سوى اطلال  تشهد على ماضي تاريخها كما هو الحال لحضارة المايا وغيرها وتشير الدراسات الى انه  كلما تراجع التطور التنموي وزاد الاختلاف المناخي  ادى ذلك الى ا التدهور البيئي الذي سيؤدي الى نقص العائدات  والموارد الزراعية واعتماد البلدان على الغير  وكذلك  من الناحية الصناعية اذ ان عدم  مواكبة التطور العالمي في حسن استخدام معطيات التكنولوجيا الحديثة  سيقود الى نقص عائدات الطاقة المستثمرة   والمنتجة من الموارد الطبيعية ناهيك عن  العوامل الخارجية

الاخرى كالحروب والكوارث الطبيعية والمجاعات

والاوبئة ،  وامام  هذه الازمات  المتفاقمة كيف  تستطيع البلدان  مواجهتها  والصمود امامها؟  إن هذا يتوقف على قدرتها وحسن ادارتها  لمعالجة الازمات وقدرتها على التكييف مع المتغيرات والاستجابة لها بكفاءة وذكاء  حال وقوع الازمة وليس بعد فوات الاوان ،  واليوم نتيجة التطور التقني والاتصالي الذي يشهده العالم انعكس  ذلك على  مستوى  التحكم  بالمعلومات  من قبل الدول الكبرى  التي انفردت  بالهيمنة  التقنية والاقتصادية وكذلك   انتشار الاسلحة النووية  والتجارب المتعلقة بها تشكل تهديدا وجوديا   كل ذلك زاد من مخاطر انهيار المجتمعات. الحديثة رغم امتلاكها  كل تلك المقومات لان عمليات التغيير المناخي اصبحت الان اكبر و زادت الهوة بين الشمال ودول الجنوب وارتفعت نسبة  الفقر في العالم امام ثراء المتحكمين والى جانب تفشي الازمات او صناعتها كما نشهده  اليوم من تفاقم الوضع

الراهن وتلوح في الافق مؤشرات واضحة لانهيار العديد من البلدان مالم تسرع في اتخاذ خطوات عملية لانقاذ ما يمكن انقاذه وهذا يحتاج الى  ادارة ذكية قادرة على مواجهة الازمات  والتعامل بوعي مع مختلف المتغيرات بداية من معالجة ازمة اقتصاد البلد و الحد من ظاهرة الفساد وايقاف التدهور البيئي وتنويع  مصادر الدخل والعمل على تحقيق الامن  لتشجيع للاستثمار والوقوف بوجه الخارجين على القانون   وفي مقدمة ذلك ضرورة مواجهة جائحة كورونا. بحكمة والعمل على توخي العدل في توزيع اللقاحات وكل ما من شأنه ان يحقق المساواة بين فئات الشعب فهل نتعظ مما واجهته الحضارات السابقه ام سيكون مصيرنا السريع نحو الانهيار الكامل والزوال.

المشـاهدات 810   تاريخ الإضافـة 06/03/2021   رقم المحتوى 10003
أضف تقييـم