الأحد 2024/4/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غيوم متفرقة
بغداد 37.95 مئويـة
الحكومة... وفقراء الوطن
الحكومة... وفقراء الوطن
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب منال الحسن
النـص :

بعد شدٍّ وجذب , وجدل طويل , وخلافات حادة , تمّ التصويت على موازنة 2021 , وعلى الرغم من اعتراضنا على العدد من موادها , إلا أنها أقرّت وانتهى النقاش حولها بين الكتل والأحزاب وأيضا بعض النواب الذي كانت لهم مواقف طيبة من أجل أبناء الشعب وبالذات الشريحة الفقيرة , وذوي الدخل المحدود , الذين لا تفي القرارات المتخذة بشأنهم إلا القليل القليل من احتياجاتهم .

وفي كل الأحوال فإن القضية لا تتعلق بموازنة هذا العام أو العام الذي سبقه أو العام القبل , فهذه الموازنات تبقى محدودة الأمد , ولا تحتوي على مشاريع استراتيجية  جادة , كما إنها لا تحل أزمات الفقر ولا تخفف المعاناة التي يعيشها أبناء وطني في كل مدن العراق دون استثناء , والمتابع للأوضاع التي يعيشها أهلنا يعلم كم من أموال هدرت وكم من الموازنات  ذابت تخصيصاتها , فملف المشاريع المتلكئة شاهد على هذا الوجه القبيح من الفساد , أما الملفات الأخرى التي صار القاصي والداني يعرفها  ويدرك تماما ما ضاع فيها من ثروات البلاد , باعتراف كبار المسؤولين ورؤساء الوزراء المتعاقبين , الذين ما أن يتصدى أحدهم لسدة الحكم حتى يرفع شعارا حماسيا مثيرا , وهو سأضرب الفساد بيد من حديد , وبمرور الأيام يصبح الحديد خشبا , ثم أوراقا خريفية تطير برياح الأحزاب والكتل والمصالح الضيقة , التي لا تفكر بالشعب إلا وهي تستعد للانتخابات , أما شكل وأسلوب هذا التفكير الآني , فهو مفضوح واضح بيّن , يعلن عن سذاجته بل وقاحته في التعامل مع عموم أبناء الشعب .

حين قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم " كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيته " فإنه يضع المسؤولية على الحاكم , الذي يجب أن يكون متفانيا في توفير ما يجعل المواطن آمنا كريما عزيزا يشعر بانتماء حقيقي لوطنه , فسيّد البلغاء الإمام علي عليه السلام قال " المال في الغربة وطن , والفقر في الوطن غربة " , وعليه فإن عددا كبيرا من أبناء الشعب العراقي يعيشون غربة حقيقية , فلا مورد مالي كافٍ , ولا فرص عمل ولا خدمات , على الرغم من أن الشباب يصارعون  ظروف الحياة القاسية جدا من أجل أن يحصلوا على الشهادة الجامعية , لكنهم يصطدمون بغياب فرص العمل , ليس مع القطاع الحكومي فحسب , وإنما حتى في القطاع الخاص الذي شُلَّ نشاطه , وصار الاستيراد بديلا لكل شيء نستهلكه ونتعاطاه , وفي المجالات كافة حتى الزراعية منها , باعتبار أرض العراق من أخصب أراضي المنطقة , وصار الفلاح يعاني وإذا أصر على الزراعة فإنه سيواجه بحرب غريبة عليه , مما يضطره إلى التخلي عن مهنته والبحث عن مهنة  بديلة ...

ألا يرى قادة العراق الجديد ما فعلوه من خراب في البلد ؟

ألا توجد أوقات يتأملون فيها أفعالهم ويراجعون أنفسهم وهم يسمعون ويشاهدون أصحاب الشهادات العليا والكفاءات وهم يعملون سواقا لسيارات الأجرة , أو باعة متجولين أو أصحاب بسطيات على الرصيف ؟

لماذا يحدث هذا , ولماذا لا يدركون أن الانتخابات الماضية لم يشارك فيها إلا القلة القليلة من أبناء الشعب , و هم من أتباعهم فقط ؟

وعليه يجب أن يدركوا أن الكتلة الحقيقية الأكبر في العراق , هم أبناء الوطن الذين قاطعوا الانتخابات احتجاجا على هذه الوجوه التي فتكت بالبلاد وجعلته من أفقر البلدان , فيما هو من أغنى بلدان العالم والمنطقة ..

على الحكومة أن تنتبه لفقراء الوطن , فهم أحباب الله , وإذا أراد الله شيئا يقول له كن فيكون .

المشـاهدات 701   تاريخ الإضافـة 03/04/2021   رقم المحتوى 10379
أضف تقييـم