الجمعة 2024/5/3 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غيوم متفرقة
بغداد 28.95 مئويـة
صفاء النية اساس العمل
صفاء النية اساس العمل
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب راهي الحاتم
النـص :

لكل عاقل قصد معين وراء أقواله وأفعاله، وكل ما يصدر منه بمعنى، ما نقوم به بمختلف مجالات الحياة يكون لغرض ،  قد يكون ظاهرا لمن حولك في تصرفات جوارحنا  لستارها في سرائرنا، هذا الأمر بالذات مسؤول فعلي عن ما نلقاه في حياتنا من خير وشر، مثلما لجوارحنا الظاهرة أعمال، كذلك لسرائرنا وكوامن انفسنا أعمال كل هذا يكمن بالنية هو الغرض الخفي للقول والقصد الباطن من الفعل يعني  النية أمر باطني أو قلبي لها آثار ملموسة يترجم خارجيا يتطلب مهلة زمنية لتطفو على السلوك.البشر يتصرفون وفق ما يحملونه من نوايا، منها ما يكون صافيا دالا على صدق القول، وحسن العمل، ورقي الأخلاق،  ومنها ما يكون ملوثا معبرا عن تلطخ القلب بالنفاق بفساد ما يصدر عن النفس، بلا شك النية الصافية يترتب عليها إظهار مكامن تعتبر قوة نابعة من نقاء الداخل بأثرا جميلا للتربية القائمة على كثير من الفضائل، والقيم النبيلة، من هنا يجدر بنا أن نشير إلى أن النية الصافية هي أساس الأعمال الصالحة، والأفعال الحسنة، والأقوال الصادقة .النيه هي قوة هامة دافعة للوصول إلى النجاح بشرف، وعزة، وبلا لف ودوران لتحقيق الأهداف المنشودة من دون استخدام طرق التحايل الملتوية بتحويل الرغبات إلى أعمال ملموسة، وإنجازات محققة بعيدا عن المحاباة، والتملق لأي كان، فصاحب النية الصافية مبرمج بتعاملاته على التصرف بصدق، وأمانة، وإخلاص بغض النظر عن عواقب تلك،من المستحيل أن يكون البشر على، وتيرة، واحدة، وفق نفس الشاكلة فمنهم الطيب، ومنهم السئ لهذا نجد أن صاحب النية الصافية يعيش في هذه الحياة بمنطق‏ عامل الناس جميعا بالصدق قلبا ولبا سواء من الذين يستحقون تلك المعاملة، أو ممن ليسوا أهلا للتعامل معهم بشفافية تامة .برغم كثرة الذين يظهرون لك عكس ما تخفيه نواياهم، تجدهم يتصنعون بإظهار الجانب الإيجابي لكن في باطنهم عكس ذلك أنهم لا يتوانون، ولو للحظة حين تتاح لهم الفرصة لطعنة مدمية بكل قوة، ترى ظاهرهم الخير، وباطنهم الشر يتصيدون، وينهلون منه، يحملون في قلوبهم غلا يحقدون لا لشئ فقط لجوهرهم الخبيث يأبى التعايش مع نقاء صاحب النية الصافية.أنتم الغالبون بنيتكم الصافية، إن تباعدت الازمنه، أو تقاربت من حرص على صفاء نيته رزق الخير فوق ما يتمنى، ولا تعتبر صفاء النية ضعفا لصاحبها ، وساذج كل من يصفه بالبلادة، أو بالغفل، الأمر ليس كذلك،  هناك خيط رفيع بين النية الصافية، والسذاجة فالأولى تعني نقاء الجوهر، والتصرف بشفافية، أما السذاجة فإنها تشير إلى الغباء، ويكون صيدا سهلا للخداع، والمكر ،صاحب النية الصافية  يحمل مبدأ إنسانيا راقيا يترفع به عن التمويه، والخداع، فبنيتك الصافية تعطي الناس،  وتتعامل بنزاهة، معاملة طيبة حتى، وان قوبلة بسوء الضن ستظل تتصرف بالمسامحة، ولين العريكة لا بالمقايضة، هذا ديدن دروب الأفاضل الذين لا تجد بدواخلهم الا العطاء بهذه الحياة بصفاء النية، ولتعلموا ان قوتكم الحقيقية تكمن في مطابقة نقاء ما تخبؤنه بعمقكم مع ما تظهروه على سطح الحقائق الماثلة للناظرين .

المشـاهدات 561   تاريخ الإضافـة 16/11/2021   رقم المحتوى 12745
أضف تقييـم