السبت 2024/4/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 23.95 مئويـة
متابعات موسوعة الشعراء الكاظميين في منصة اليونسكو
متابعات موسوعة الشعراء الكاظميين في منصة اليونسكو
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. عبدالحسين الدرويش 
النـص :

المستشار الإعلامي لبغداد مدينة الابداع الادبي/ اليونسكو
 

في اصبوحة متميزة استضاف نادي الكتاب في بغداد مدينة الابداع الادبي-اليونسكو هذا الخميس الاستاذ عبد الكريم الدباغ للحديث عن كتابه "موسوعة الشعراء الكاظميين" وسط حضور نوعي من ادباء وشعراء وكتاب وأكاديميين وصحفيين اشادوا بجهوده الابداعية المتميزة واغنوا الجلسة بحوار معمق معه حول جهوده الثرية في إعداد هذه الموسوعة  الغنية وادار الجلسة باقتدار الاستاذ الدكتور محمد النجم مدير النادي وذلك بتاريخ ٢٠١٩/٩/٢٦ في قاعة المدينة في بيت الحكمة

      الكاظمية مدينة مقدسة، وهي من العتبات المقدسة في العراق والعالم الإسلامي، بل والعالم أجمع. وهي مدينة علم وأدب، وزيارة وتجارة، وصناعة وزراعة، وفلاحة وملاحة. ومن أهم سمات المدن المقدسة، العلم والأدب. وقد مرت الكاظمية بأدوار علمية وأدبية مهمة، وكانت في بعض الأحيان مدرسة قائمة بذاتها، ولا يحتاج طالب العلم إلى غيرها، فيتكمّل فيها، ويحصل على أعلى الشهادات العلمية، كما في النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري، أيام العلامة السيد محسن الأعرجي، والعلامة الشيخ أسد الله الكاظمي، والعلامة السيد عبد الله شبّر. وكانت محط رحال أهل العلم من مختلف الأقطار، كلبنان والبحرين والهند والقطيف وإيران، وغيرها.

      ولا شك ان الشعر من مقومات الحياة العلمية والأدبية، وتختلف أغراضه باختلاف ثقافة قائليه، والمناسبات التي قيلت فيه. غير ان شعراء المدن المقدسة، خصّوا أهل البيت (عليهم السلام) من شعرهم بجزيل قسمه، وتنافسوا في إبداء هواهم الذي يجنون، وحبهم الذي يكنون.

      تعود علاقتي بالشعر إلى أيام طفولتي، فمذ سمعت أذناي الكلام، وميزت بين الأصوات، تعلّقت بالكلمات التي تتلوها الأمهات على أطفالهن. وقبل دخولي المدرسة، كنت أسمع والدي (رحمه الله)، يردّد أبياتاً شعرية (بعضها من نظمه) وباللسانين الفصيح والدارج، حفظت قسماً منها لكثرة سماعي لها. وبعد دخولي المدرسة الابتدائية، حفظت ما كان يطلب من الطلاب حفظه، فأحببت الشعر، وعرفت أسماء بعض الشعراء. وهكذا بدأت أتعلق بالشعر شيئاً فشيئاً، وأحفظ المزيد منه، وبقيت أهواه بالرغم من ان تخصصي الدراسي كان بعيداً عنه.

      وكنت أشاهد بعض خزانات مكتبة جدي خطيب الكاظمية الشيخ كاظم آل نوح (رحمه الله)، وهي مليئة بنسخ من ديوانه المطبوع ببغداد سنة 1368ﻫ/1949م، في ثلاثة أجزاء - وهو أول ديوان شعري إطلعت عليه- ومن خلاله تعرّفت على (التاريخ الشعري) وأحببته، وكانت لي محاولات مبكرة لتقليده، ونظم بعض التواريخ الشعرية في مواضيع شتى، وهو مشتت هنا وهناك، ونشر منه في كتب متفرقة.

      ومذ إهتممت بتاريخ مدينتي - الكاظمية المقدسة- وتراثها، بدأت أجمع ما أطلع عليه من الشعر، من بطون الكتب والمجلات والجرايد والأوراق. وما كانت أشد فرحتي حين أهدى إلي شيخنا الأجل، العلامة الموسوعي الشيخ محمد حسن آل ياسين (رحمه الله)، الجزء الأول من كتابه شعراء كاظميون، سنة 1980م، ثم صدر الجزء الثاني، وتلاه الثالث. والكتاب بمنهجية محددة وضحها الشيخ المؤلف في بداية كتابه.

      ولما قررت أن استدرك على ما نشره الشيخ محمد حسن آل ياسين (رحمه الله)، وهي ثلاثة أجزاء، ضمت ( 25) شاعراً، راجعت أوراقي وبدأت أنقل منها ما جمعته وهو مما لم ينشر في الأجزاء الثلاثة المذكورة، وفق منهج الكتاب.

      ولما أنجزت عملي، اقترح عليّ بعض الأفاضل إضافة شعراء آخرين، لتتم الفائدة. فقررت أن أغوص في هذا البحر العظيم، لأستخرج بعض لآلئه، لتكون موسوعة للشعراء الكاظميين (أحياءً وأمواتاً). وإذا بالأبواب تفتح لي يوماً بعد يوم، وأتعرف على شاعر جديد بعد آخر، وأعثر على أبيات لم أرها من قبل.

لماذا هذه الموسوعة:

-        عدم وجود مثل هذا العمل، الذي يجمع شعراء هذه البلدة.

-        الشعر يعد سجل تاريخي للحوادث وما يجري في البلدة بل والعراق والعالم بشكل عام. وما التاريخ الشعري الا لون من ذلك.

-        قلة الإشارة إلى الشعر الكاظمي والشعراء الكاظميين في الموسوعات التي تهتم بالشعراء والشعر، وبالذات على مستوى الوطن العربي.

 -            جمعتُ هذه الموسوعة الشعراء الذين عاشوا في القرون الخمسة الأخيرة، وعرّفتُ بكلّ واحد منهم. أمّا الشعر، فإن كان للشاعر ديوان مطبوع أو أكثر، فقد أثبت ما يُستدرك على الديوان من شعر، وقمت بإثبات بعض الشعر من الديوان. وذكرت المستدرك على كتاب (شعراء كاظميون) كلّ في محله، وأوردت بعض القصائد للشعراء المذكورين فيه، والذين ليس لي إستدراك على شعرهم. أمّا الشعراء الآخرين (غير الأحياء)،  فقد أوردت أكبر قدر ممكن من شعرهم، بما يصح أن يكون ديوان جمع في هذه الموسوعة.

-              وفي الموسوعة أيضاً مجموعة كبيرة من الشعراء المعاصرين، الذين أثبت تراجمهم ومجموعة مختارة من أشعارهم.كما ضمت الموسوعة الشعراء الذين لم أعثر على شيء من شعرهم، ولكن وردت النصوص على انهم شعراء.

-              وبين الشعراء من هم من المشاهير، ومن المعروفين لدى الجميع كشعراء،  مثل الشيخ عبد المحسن الكاظمي، والشيخ جابر الكاظمي، والشيخ كاظم آل نوح، ونازك الملائكة، والمحامي علي جليل الوردي، ومظفر النواب، والسيد طالب الحيدري، والاستاذ الدكتور عبد الأمير الورد، والاستاذ الدكتور محمد حسين آل ياسين، والأستاذ راضي مهدي السعيد. ومنهم من هو معروف عند المهتمين وأهل الاختصاص، كالاستاذ جواد أمين الورد، والشيخ حسن الأسدي، والاستاذ الدكتور حسين علي محفوظ، والدكتور داود العطار، والشيخ سلمان الانباري، والمحامي عبد الغني الجلبي، ومحمد جعفر النقدي، والدكتور محمد علي الحسيني،  ومنهم من غير المعروفين، ومنهم من يفاجئ البعض بإدراجهم ضمن أسماء الشعراء

-              وقد وفقت - بحمد الله ومنّه - في المساعدة (بشكل أو بآخر)، على إصدار مجموعة دواوين لعدد من الشعراء، مثل: مجموعة (من وحي آل الوحي)، للشاعر العربي الكبير السيد طالب الحيدري، وهي مجموعة شعرية من أربعة أجزاء، وكذلك باقي دواوينه الأخرى. وخواطر وسوانح شعرية، للسيد محمد هادي الصدر، والمدامع الحمراء، للشيخ حسن الأسدي. وهناك مشاريع لإصدار دواوين مجموعة من الشعراء، منهم: الدكتور السيد عبد الأمير الورد، والسيد مهدي السيد عبد اللطيف الوردي، والشيخ حسن الأسدي، والشاعر حسن عبد الباقي النجار، والشاعر عبد الهادي بليبل، وغيرهم.

-              ولا بد من الإشارة إلى ندرة المصادر الباحثة عن الأدب الكاظمي وقلّتها، مما اضطرني لمراجعة مصادر ومراجع ودوواين كثيرة، فضلاً عن المجلات والجرايد والدوريات، والمخطوطات والجذاذت والقصاصات والأوراق، للحصول على المبتغى. ولا أريد أن أذكر الصعوبات التي واجهتني في عملي هذا.

-           ومن المهم التنبيه إلى ان هناك معايير مختلفة اعتمدها الباحثون في نسبة الأشخاص إلى المدن، أما المعايير التي اعتمدتها.

فقد عُدّ الشخص كاظمياً: إذا سكن الكاظمية مدة طويلة من الزمن، ولا يمكن أن ينسب إلى مدينة أخرى، أو ان نسبته إلى الكاظمية أولى وأقرب من نسبته إلى أية مدينة أخرى، أو عُدَّ واشْتُهر بكونه كاظمياً. وكذلك من انتسب إلى بيوتات الكاظمية التي ذكرها الاستاذ الدكتور حسين علي محفوظ (ره) في موسوعة العتبات المقدسة. ومن سكن الكاظمية عدة سنين، وكان له نتاجً فيها، أو شارك في إثراء حياتها العلمية والأدبية.

المشـاهدات 989   تاريخ الإضافـة 12/10/2019   رقم المحتوى 2493
أضف تقييـم