عيون المدينة ( بغدادُ يَومُكِ لا يَزالُ كأمسِهِ .. صُوراً على طَرفي نَقيضٍ تُجمعُ ! ) |
الدستور والناس |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : عزالدين المانع
اعتادت أمانة بغداد , أن تستعد مسبقا للاحتفال بيوم بغداد السنوي , ويعد ممثلوها العدة لتهيئة ساحة الاحتفال التقليدي التي ستحتضن الطقوس والفعاليات المركزية التي تشارك فيها نُخَبٌ مُختارة من رجال الفكر والأدب والشعر والعلم والفن من داخل البلاد وخارجها ..
فعسى أن تتواصل حملات التطوير التي تنفذها الملاكات الفنية لمحافظة بغداد في عدد من المناطق السكنية والأحياء التي ما زالت مهمشة بين الأثنين ( الأمانة والمحافظة ) .. وأن تتوحد الجهود ويتم التنسيق بينهما لإنجاز المشاريع التي أوعز بسرعة تنفيذها رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني بدءا من مداخل العاصمة ومنافذها ومرورا بمعسكر الرشيد والأجزاء المتبقية من شارع أبي نؤاس واستكمال عمليات تجديد الإكساء والتخطيط الجارية في معظم الشوارع الرئيسية , والبدء بتنفيذ المشاريع التي تسهم في التخفيف من حدة الاختناقات المرورية , سواء كانت أنفاقا أم مجسرات وإشارات ضوئية , وتسقيط المركبات القديمة والحد من الاستيراد العشوائي للسيارات الذي ما زال يجري على قدم وساق .. مع ضرورة إحياء المناطق الخضراء والمتنزهات وتجديد الحزام الأخضر الذي كانت تتمتع معظم المناطق السكنية المحيطة بالأجواء النقية الناجمة عنه ..
ولا شك .. إن بغداد تستحق أكثر من يوم للاحتفال .
فهي عاصمة للثقافة العربية , وحاضرة الدنيا منذ تأسيسها عام 145 هـ وقد تغنى بها الشعراء , وأشاد بها الرحالة العرب والأجانب والعلماء والأدباء والمؤرخون , ووصفوا طيبة أهلها ونقاء نفوسهم , وغزارة تراثها وعلومها وآدابها وروعة معالمها وفنونها وجسورها وبساتينها ولذة العيش فيها .. فـ( هواؤها أغذى من كل هواء , وماؤها أعذب من كل ماء , ونسيمها أرق من كل نسيم ) كما وصفها قبل أكثر من ألف عام ( أبو الفرج -الببغاء- المخزومي ) !
ولكن .. هل يدري ما أصاب بغداد عند دخول القوات المحتلة .. وكيف أطفأ المحتلون جذوتها ونثروا العشوائيات بين تصاميمها ووزعوا محطات القمامة في معظم أرجائها ..
فعسى أن تكون حكومة السيد السوداني قادرة على مسح ملامح الكآبة التي رسمتها تلك القوات والأحزاب المتحاصصة على ملامح هذه المدينة العريقة , وتتبدل تلك الصورة التي أشار إليها الخطيب الراحل والشاعر المبدع الدكتور أحمد الوائلي في مهرجان الشعر العربي المنعقد في بغداد عام 1965 لكونها عبرت عن واقع حال بغداد ومحنة أبنائها مع مصاصي خيراتها ..
حيث قال رحمه الله :
ويد تكبل وهي مما تفتدى ،
ويد تقبل وهي مما يقطعُ
ويصان ذاك لأنه من معشر ، ويضام ذاك لأنه لا يركعُ
عدنا وبعض للسفين حباله والبعض حصته السفينة أجمعُ
ومشت تصنفنا يد مسمومة ، مُتسنّنٌ هذا وذا مُتشيعُ
** ولو كان الشيخ الوائلي رحمه الله حيا اليوم لما قال غير هذا الذي قاله قبل ثمان وخمسين سنة بالتأكيد !
************ |
المشـاهدات 228 تاريخ الإضافـة 17/07/2023 رقم المحتوى 25710 |
امام انظار وزارة المالية وهيئة التقاعد الوطنية .. احتساب النسبة التراكمية 3 بدلاً من 2.5 للمتقاعدين |
عيون المدينة منغصات بلا حدود !! |
جريدة الدستور ليوم الثلاثاء 21/5/2024 للعدد 5882 |
فذلكة ديمقراطية النسب ام ديمقراطية الاختيار؟ |
الولايات المتحدة والصين وخارطة الطريق في الشرق الاوسط حتى عام 2050 |