الأحد 2024/4/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 28.95 مئويـة
الشاعر معروف الرصافي ... توفى ولم تشيعه الحكومة...ومنعت حفلة تأبينيه !!
الشاعر معروف الرصافي ... توفى ولم تشيعه الحكومة...ومنعت حفلة تأبينيه !!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب جواد الرميثي - بغداد
النـص :

ولد الشاعر معروف عبد الغني في محلة(القره غول) في جانب رصافة بغداد سنة 1875 للميلاد وتوفى في ليلة 16 اذار سنة 1945 ودفن في مقبرة الاعظمية ، ففي احد ايام اذار في العام ذاته ، اشتد البرد على سكان بغداد وتجمد الماء في الانابيب وقد اظطرهم ذلك الى ملازمة دورهم بعد غياب الشمس واشعالهم نيران الحطب والفحم)حيث لم تكن المدافئ النفطية والغازية متوفرة بسبب ايام الحرب الصعبة( وكان الرصافي قد اصابه البرد فأعتكف في منزله وجلس بجانب موقد النار ) .

وفي صباح يوم الجمعة 16 اذار فوجئ العراقيون بنعي الرصافي من دار الاذاعة اللاسلكية ، فساد الوجوم والحزن اهالي بغداد وهب الشباب واصدقاء الشاعر بتشيعه ، وتكفل السيد حكمت سليمان بدفع مصاريف الدفن وقام العلامة حمدي والد السيد عطا الاعظمي بالصلاة عليه في جامع الامام ابي حنيفة النعمان وبعد الصلاة شيعت الجنازةوقد وضعت عليها كوفية وعقال الرصافي ودفن في مقبرة الاعظمية من اليوم نفسه ، وارتجل على قبره الشاعر محمد صالح بحر العلوم قصيدة مؤثرة والشاعر اكرم احمد قصيدة اخرى هزت المشيعين كما القى الشباب كلمة حمل بها على الحكومة التي لم تشيّع الرصافي بما يليق بمكانته ومقامه الكبير .

وقد نشرت الصحف التي كانت تصدر انذاك خبر وفاة الرصافي وكتبت عنه بما يستحق من اجلال وتكريم ، كما اقيمت له حفلة تأبينية في نادي التجدد شارك فيها عدد كبير من الخطباء والشعراء وشكلت لجنة تضم اقطاب الاحزاب لاقامة حفلة كبرى في اربعينية الشاعر يشترك فيها ادباء من الاقطار العربية واقيمت له مجالس الفاتحة في اماكن عدة من بغداد ، فقد اقام السيد حكمت سليمان مجلسا في قاعة مدرسة التفيض الاهلية وكذلك آل (عريم) مجلسا اخر في الفلوجة ، هذه وقد سميت المقهى القريبة من داره بأسمه وسمي داره في الفلوجة بأسم (مقهى الرصافي) والشاطئ المقابل للدار بأسم(مسبح الرصافي) كما واعد ابناء الفلوجة نصبا تذكاريا لتخليد الشاعر الذي اقام فيها بضع سنوات ، وشرع الشاعر عبد الرحمن البناء ببناء قبر فخم له بعدان زوده السيد حكمت سليمان بمصاريف البناء .

بعد كل هذه العواطف الصادقة النبيلة التي ابداها ابناء العراق لشاعرهم الكبير ، فقد قوبلت (بالجحود) من قبل الحكومة القائمة انذاك ، فلم توافق على اقامة الحفلة التأبينية الكبرى ومانعت في اقامة النصب التذكاري الذي تبرع به ابناء الفلوجة واقدمت على محاسبة الموظف الذي اذاع خبر الوفاة من دار الاذاعة اللاسلكية واصدرت الاوامر الى الرقيب في مديرية الدعاية العامة بعدم السماح بنشر اي مقال في ذكرى اربعينية الرصافي !!.

 

 

المشـاهدات 222   تاريخ الإضافـة 25/07/2023   رقم المحتوى 26336
أضف تقييـم