كل المعطيات المتوافرة عن سلوك القيادات السياسية والحزبية في تعاطيها مع ازمة الاحتجاجات لاتشير لوجود مؤشرات استجابة حقيقية لديها لمطالب المتظاهرين ، لاسيما المتعلقة بالرسالة الحقيقية من وراء الاحتجاج والتي باتت عصية على فهم الساسة.

لاتدرك القوى السياسية انها المستهدف الاول بالتغيير الذي ينشده المتظاهرون لانها موسومة بالفشل والاخفاق والفساد ، وان اية قرارات ترقيعية لاتوقف غضب الشارع خاصة ما يقدم الان من مغريات ووعود وتعيينات تبدو رشاوى فجة وساذجة ، وهو ما يعكس عدم فهم الطبيعة الاحتجاجية ، فالمسؤول ما زال يضع نفسه خارج دائرة الاتهام ويعتقد ان الحل ما زال بيده وهو يتجاهل ان الشارع يرى فيه المشكلة.

لاتريد اغلب القوى السياسية مغادرة مواقعها او التخلي عن منافعها  لصالح التغيير او الاصلاح ، فهي تمسك بالسلطة بقوة على الرغم من الضرر الذي تسببه للناس وتدعي انها مسؤولة عن اصلاح ذات الضرر والجمع بين الاثنين لايستقيم لان فيه من تقاطع المصالح ما يمنع من المضي بخيار الاصلاحات ، حيث تمتنع اكثر القوى عن التنازل عن مكاسبها ومواقعها.

الحل الذي يراه الشارع الغاضب في ازالة هذه الطبقة السياسية لانها باتت عنواناً للفشل والانتهازية ، وهذه لن تتم الا بالاليات الدستورية التي لاتحترمها اغلب هذه القوى وتخرقها وتستخف بها وتفسرها حسب اهواءها وامزجتها لكنها هي المحددات الضرورية ، من خلال استقالة الحكومة وحل البرلمان وتشكيل حكومة مؤقتة تدير العملية الانتقالية ولايرشح اعضاءها للانتخابات ويشرع قانون انتخابي يعكس ارادة الشعب العراقي ومفوضية انتخابات مستقلة واجراء انتخابات باشراف الامم المتحدة..

الحديث عن حلول تخديرية غير ما طرح اعلاه هو مجرد تهدئة مؤقتة لحريق كبير سيعاود الاشتعال ليحرق الاخضر واليابس ان لم يدرك اصحاب الشأن خطورة ما يجري.

باسم الشيخ