الخميس 2024/3/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 18.95 مئويـة
نقار الخشب حازم جابر ... شاعراً  ثائراً
نقار الخشب حازم جابر ... شاعراً  ثائراً
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن عبدالحميد
النـص :

 

 

يُعرّفْ  أحد  فلاسفة  الحداثة  و الفكر المعاصر " الشِعر " على إنه فن تنظيم أحزان العالم ، ترآى لي  ذلك  التعريف  الموجز و المدهش و أنا  أتهيب ألسنة لهيب  قصائد  الشاعر الشعبيالشاب " حازم جابر "  الذي لم يحدث أن ألتقيه - يوماً - بشكلٍ مباشرة ، ولم أراه  إلا عبر لقاءاتٍ  تلفازية كشفت عن موهبته و حقيقة  ملكاته في  ملكوت شعره العاطفي ، و أسراب أغانيه المحلقة  في حناجر مطربين  من أقرانه ، فيما - اليوم - أسمو به شاعراً ، صادحاً ، وطنياً  بإمتياز وعي  و عمق ذائقة و براعة تلقائية  وسطو  تأثير ، تجعله يرتقي  مرتبة الشعراء الثوار ممن قرأنا عنهم في سجل البطولات الوطنية بلداهم و قضايا التحرّر في العالم ، أمثال الاسباني " لوركا " و التركي " ناظم حكمت" وغيرهم ، الأمر الذي  جعلتنيمأخوذاً ، متأثراً بالنمط و النسق الذي يفكر و ينهل منه ، و هو يلقي على سجيته الواثقة من  سيول  مشاعره  الصادقة ، و دفق  أحاسيس  قصائدهالتي جاد ينشدها من أعلى " جبل أحد " - المطعم  التركي ، كما كان يُعرف كما وسط  حشود و قوافل الرفض في ساحة التحري و متواليات  التعبير في  سوح  وغى  الإحتجاجات  التي عجت بها عقول و أرواح و حناجر مظالم شباب  و شعب  بلاد  ما بين النهرين الذي أبتكر أجدادهم العِظام  أشراقات  الحرف  و مباهج  العجلة  و ألق المسلة ،و نهج القوانين  ، فيما  أورثوهم  سياسيو الصدفة - اليوم ، و الأمس القريب - نكد الحياة و سخطها ، للحد الذي  حدا بغالبية المتظاهرينأن يكونوا من جيوش الرافضين ،الباحثين عن ملمح  لفرص عمل تعينهم على متاعب الدنيا و قحطها ، تلك التي  يخلقها و  يتفنّن  في  صيغ  إبتكرها و تمرير تبريراتها  كل من شاءو أعتلي و تسنّم  إدارة  السلطة في وطن  نعمةالنفط  قبل أنتتحوّل   إلى  نقمة " النقمات " - أن صحت صيغة الجمع - ، تزيدني  قصائد " حازم جابر " ثقة و تعميقا  بقدراته، و حقيقة  من  كان يقول ؛ " إذا خلا رأس السياسي من الشِعر يصبح طاغية " ، و ما أكثر طغاة هذا العصر ممن  ينفردون بحشر إمتيازات السلطة في جيوبه و خزائنهم  ، و يدعوا  شعوبها  تنتفض غاضبة مدويّة  في ساحات الإحتجاج .

المشـاهدات 682   تاريخ الإضافـة 18/11/2019   رقم المحتوى 3144
أضف تقييـم