امريكا الراعي الإرهابي للكيان الصهيوني المسخ تلوِّح لدول الإقليم والقوى الفاعلة فيه تارة بالترغيب وشراء الذمم وأخرى بالترهيب والوعيد بالرد لكي تضمن عدم اتساع رقعة الصراع ، فيما تغض الطرف بكل وقاحة عن الجرائم التي يرتكبها ربيبها الصهيوني والمخالفة للقانون الدولي الإنساني من دون حتى أن تطلب منه الكف عن أفعاله وهي التي ترفع لواء حمايته أمام كل خطوة يخطوها المجتمع الدولي لمعاقبة هذا الكيان المارق المحتل.

هذه الانتقائية والكيل بمكيالين وعدم الالتفات الى جرائم الاحتلال المتواصلة بحق المدنيين قلبت الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية حيث تراجعت العديد من الدول المؤيدة بالمطلق للصهاينة عن مواقفها وصارت تتحدث بلغة اكثر موضوعية ومقبولية وهي تقدم الاعتدال على ما سواه لاسيما بعد انكشاف زيف الادعاءات على أن الاحتلال يدافع عن نفسه ، وهي الذريعة البائسة التي تستخدمها امريكا ووزير خارجيتها الذي لم يفارق المنطقة ويجول على دولها مستخدماً كل الأساليب والوسائل لضمان عدم فتح جبهات أخرى ، لكنه يتجاهل أن الأمر الوحيد الذي يمنع توسع نيران المواجهات هو أن يوقف الاحتلال عدوانه وتهجيره واستيلاءه على الأرض ويمتنع عن الاجراءات الوحشية التي استخدمها الصهاينة في استهداف المدنيين ودورهم وتشريدهم وقطع الماء والكهرباء ومنع دخول المساعدات وغلق المعابر لاجلاء المرضى والجرحى.

من يريد أن لا يتوسع الصراع ولا تنتقل النار إلى هشيم الجوار عليه أن يرغم ابنته المدللة على وقف اطلاق النار والمجازر وهو ما قاله صراحة السيد محمد شياع السوداني رئيس الوزراء وجهاً لوجه لوزير خارجية امريكا في زيارته السريعة والتي جاء يتوعد ويحذر وكأنه وصي على السيادة العراقية.

استمرار السياسة الأمريكية بهذا الشكل المقرف لن يأتي بالاستقرار وليس حماس هي سبب ما تعيشه المنطقة من ازمات وصراعات ، بل السبب الحقيقي هو مغتصب الأرض وسالب الحق ومن يقف وراءه من قوى غاشمة لا تستحق الاحترام.