جبار الجباري

قال لي محدثي وهو سائق أجرة تجاوز الخمسين من عمره "لن أفعل أي خير بعدما حصل لي في مرة من المرات , فقلت ُ له : وماذا حصل لك ؟ قال : مرة وأنا في طريقي شاهدت مجموعة من الناس تحتشد حول امرأة كبيرة السن مصابة أغمي عليها وقد ضربتها سيارة ما وهرب سائقها , فما أن شاهدني الناس بسيارتي حتى طلبوا مني نقل هذه المسكينة الى المستشفى وهو عمل خير لا يضيع عند رب العالمين , وهكذا حملتها في سيارتي وذهبت الى المستشفى , فطالبوني بتقرير من الشرطة , وهكذا ذهبت للشرطة وتحدثت لهم عن القضية فأعطوني كتابا أخلت بموجبه المستشفى , ولكن بعد حجزي في مركز الشرطة حتى تستفيق المصابة وتقول بأنني لا علاقة لي بالأمر , وهكذا حتى قضيت ثمانية عشر يوما , استفاقت بعدها المرأة , فأخذوني لها , وقالت عني أنا الفاعل وأنا الذي كدت أقضي على حياتها , وعجزت عن الدفاع عن نفسي بعد أن حلفت بالمقدسات كلها , لكن لم يصدقني أحد , وهكذا جاءت عشيرتي لعشيرتها ودفعت بعد تدخل "الأجاويد" مبلغ أربعة ملايين دينار وهو ثمن طيب لفعل الخير !!