السبت 2024/5/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 27.95 مئويـة
في الهواء الطلق مؤشرات تراجع الهيمنة الامريكية
في الهواء الطلق مؤشرات تراجع الهيمنة الامريكية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي عزيز السيد جاسم
النـص :

يبدو ان فشل الادارة الامريكية في اعادة صياغة ادارة العلاقات مع الشرق الاوسط باتت تشكل هاجساً إزاء بدء تراجع سيطرتها وتزعزع نفوذها خصوصاً بعد تصاعد خطوط العلاقات الصينية في المنطقة.

هذه المؤشرات دفعت بريطانيا (الحليف الاستراتيجي لامريكا) لتوجيه تحذيرات مبطنة  لدول الشرق الاوسط ـ من بينها العراق ـ تشكك في نوايا (بكين) على المستوى البعيد وفرضها الهيمنة الاقتصادية على المنطقة.

هذه التحذيرات الغريبة تصدر من جهة هي اساساً تفرض هيمنتها على دول المنطقة ولعبت دوراً كبيراً في زعزعتها وقلب انظمة الحكم فيها ليس للاسباب المعلنة وادعاءات تخليص الشعوب من حكوماتها الرجعية والدكتاتورية غير القادرة على ادارة مواردها بشكل صحيح ، وانما لفرض السيطرة على موارد تلك البلدان وترك شعوبها في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار ، وخير دليل على ذلك ما حصل في العراق من خسائر فادحة بمئات مليارات الدولارات مع تردي الاوضاع الامنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، فتتحمل الادارة الامريكية وحليفتها بريطانا وحلفائها الاخرين جميع تبعات الفشل وهدر الثروات وسوء ادارة السلطة في العراق ، ومن يقع عليه وزر تحطيم البنى التحتية للبلد (في قطاعات الزراعة والصناعة والتجارة والتصنيع العسكري و الخدمات العامة الاساسية ... الخ) لا يجوز له التحذير من دخول جهات دولية اخرى في علاقات جيدة مع العراق والمنطقة ، فالحذر يقع عليها وينبهها الى فشل ادارتها في المنطقة ووجوب اعادة النظر بسياستها الخاطئة المبنية على احادية المنفعة وليس على المصلحة المتبادلة بين الطرفين.

القلق البريطاني الامريكي يتصاعد بالتوازي مع الوساطات الصينية بين الرياض وطهران من جهة ، وبين المد الروسي المتسع الذي فشلت المخططات الدولية في كبحه عبر الحرب الاوكرانية ، وبين الصمود الايراني بوجه الحصار الاقتصادي الدولي ، وبين تمدد العلاقات التركية ، وبين العلاقات الروسية مع كوريا الشمالية وتفاقم قدرات الاخير من الناحية العسكرية ، فضلا عن توجه الدول المذكور اضافة لدول اخرى عربية وخليجية في صناعة تكتل مالي عالمي جديد يعتقها من هيمنة الدولار الامريكي عبر طرح عملة بديلة للتبادلات التجارية والتعاملات المالية الدولية والتي من المرجح ان تكون (اليوان) الصيني او (الروبل) الروسي او (اليورو) او  الاتفاق على اصدار عملة جديد عبر تكتل (بيريكس) اذ لم تقف الدول مكتوفة الايدي اما التغول الامريكي في العالم وضربه للمصالح الدولية مقابل مصلحة امريكا فقط ، كما ان دول الشرق الاوسط بدأت التفكير بالخروج من عنق الزجاجة والانفتاح على العلاقات الدولية بما يحقق مكاسب مضافة لها خصوصاً بعد العلنية والافتضاح بطريقة التعامل الدونية من قبل الادارة الامريكية لدول المنطقة ومنها التصريحات المتلفزة من قبل الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب عقب حصوله على مليارات الدولارات من السعودية بطريقة استفزازية مهينة مقابل توفير الحماية لها! يضاف الى ذلك الدعم السافر لجرائم الابادة الجماعية التي ترتكبها الصهيونية ضد الابرياء العزل من الشعب الفلسطيني وما قابله من تعاطف عالمي وتنديد من قبل جميع شعوب العالم ومنها امريكا وبريطانيا ، كل ذلك وغيره جعل الدائرة تضيق على المخططات الامريكية ـ البريطانية.

مؤخرا عزز البنك المركزي العراقي رصيده بعشرات الملايين من (اليورو) كدفعة اولية في خطوة لتسهيل تعاملات التجار وعكس تسديد فواتيرهم الى تركيا بالليرة التركية ، اضافة الى التوجه ـ قريبا ـ الى تعزيز التعاملات مع بنك ابو ظبي بالدرهم الاماراتي ، وهذا انذار ببدء الانعتاق من هيمنة الدولار ومؤشر لخفض سعر الصرف في قادم الايام ، وذلك مرتبط بالمتغيرات الدولية الحاصلة.

 

المشـاهدات 203   تاريخ الإضافـة 11/12/2023   رقم المحتوى 35158
أضف تقييـم