الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 28.95 مئويـة
"جان دو فلوريت" يتميز بقوة أسلوبه ودقته في تقديم الشخصيات النموذجية
"جان دو فلوريت" يتميز بقوة أسلوبه ودقته في تقديم الشخصيات النموذجية
سينما
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

عمّان ـ يعتبر فيلم "جان دو فلوريت" الذي عرضته مؤسسة عبدالحميد شومان، للمخرج كلود بيري؛ واحداً من أنجح الأفلام الفرنسية في الثمانينيات في الأسواق الخارجية.
يتميز الفيلم بقوة أسلوبه ودقته في تقديم الشخصيات النموذجية، إضافة إلى جمال تصويره للريف في جنوب فرنسا ومضمونه الذي يناقش مسائل الخير والشر، الثقة والخيانة، القتال من أجل العيش والهزيمة.
والفيلم مقتبس عن رواية للكاتب مارسيل بانيول "ماء التلال" والتي حولها المخرج إلى فيلمين أولهما "جان دو فلوريت"، والثاني هو "مانون الربيع" المنوي عرضه في مؤسسة "شومان" لاحقاً.
تجري أحداث الفيلم عام 1930، نتعرف في البداية على المزارع اوغلان (دانيال اوتيه والذي فاز عن دوره بجائزة أفضل ممثل مساند) والذي يرغب في إنتاج القرنفل في مزرعته التي ورثها، هناك أيضاً عمه سيزار من عائلة سوبريان العريقة والذي يحلم بأن يعيد أمجاد العائلة التي لم يبق منها أحد غيره وغير أوغلان.
وسيزار يحرض اوغلان بالحصول على أرض جارهم لتوسيع مزرعته والتي تحتوي على نبع الماء الوحيد في المنطقة. غير أن الجار وهو عدو لسيزار يرفض البيع ثم يموت بعد شجار مع الاثنين ويقوم سيزتر واوغلان بسد النبع بالإسمنت سراً في وقت لاحق.
ويفاجأ الجميع بحضور جان الموظف في المدينة والوارث لأرض الجار، ليقيم فيها مع عائلته المكونة من زوجته مغنية الأوبرا السابقة وابنته الطفلة مانون.
يجيء جان إلى الريف وهو يحلم بتطوير الأرض وزراعتها حسب أحدث الأصول العلمية. وبالرغم من الحدبة في ظهره، فإن جان ليس شخصية نمطية بقدر ما هو شخصية غنية يجسد الفنان العشق للطبيعة والعائلة والصداقة ومحبة الناس. وهو يجد نفسه في وسط معاد. سيزتر واوغلان: اللذان يسدان النبع للقضاء على زراعته، وأهالي القرية المتواطئون والساكتون عن الجريمة.

مخرج الفيلم كلود بيري اعتمد في تصويره للمشاهد الخارجية على اللقطات البعيدة العامة ووضع أشخاصه داخل إطار الطبيعة، أما في المشاهد الداخلية فاستخدم اللقطات المتوسطة التي تعكس حالة الشعور بضيق المكان

ويعمل جان في الأرض بكل همة مع زوجته كما أنه يقوم بتربية الأرانب في مزرعته. يكافح جان ببطولة لإحياء أرضه وإنقاذ زراعته من الجفاف وانحباس المطر. غير أن كل جهوده تفشل مما يؤدي إلى موت الأرانب في مزرعته ويكافح جان ببطولة لإحياء أرضه وإنقاذ زراعته من الجفاف وخراب الزرع وإفلاسه.
من أبرز ما في الفيلم التمثيل المذهل لأبطاله الرئيسين والذي أعطى عمقاً لشخصيات قد تبدو مسطحة للوهلة الأولى. فأداء جيرار ديباردو لدور جان جمع بين القدرة على القيادة والتصميم وتحمل التضحية. وعكس أيضاً البراءة الإنسانية بالرغم من العزلة والإدمان على الكحول والمرارة لكونه أحدب ملعوناً من الطبيعة ومحارباً من الناس. ورغم وصوله لحافة اليأس فهو لا يتخلى عن حبه للحياة.
أما دانيال اوتيه فيقدم شخصية متناقضة. فشخصية أوغلان تعكس إنساناً ساذجاً تسوقه أحلامه وتضعف شخصيته أمام عمه فيشاركه في المؤامرة، وهو يتقرب من عائلة جان طمعاً في خديعتهم وإغوائهم لبيع الأرض ولكنه في المقابل يقع تحت تأثير الصداقة فيعيش حالة التمزق بين عاطفته الإنسانية ورغباته الأنانية.
ويجسد ايف مونتان، المغني والممثل الفرنسي الشهير، شخصية سيزار بكل براعة، فهو القادر على محبة ابن أخيه في حين أنه يبدو مجرداً من العواطف تجاه جان يتصرف نحوه بدافع الجشع والانتقام.
اعتمد مخرج الفيلم كلود بيري في تصويره للمشاهد الخارجية على اللقطات البعيدة العامة ووضع أشخاصه داخل إطار الطبيعة، أما في المشاهد الداخلية فاستخدم اللقطات المتوسطة التي تعكس حالة الشعور بضيق المكان. كما استفاد من التناقض الحاد بين الإضاءة الداخلية الخفيفة والإضاءة المشرقة لمشاهد الطبيعة الخارجية.
حصل الفيلم على عدة جوائز مهمة، منها: جائزة أفضل فيلم وأفضل ممثل ثانوي وجائزة أفضل إعداد سينمائي وجائزة التصوير.

المشـاهدات 370   تاريخ الإضافـة 05/12/2019   رقم المحتوى 3561
أضف تقييـم