السبت 2024/5/4 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم جزئيا
بغداد 17.95 مئويـة
ملح الارض .. ميلاد مجيد
ملح الارض .. ميلاد مجيد
رأي الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب باسم الشيخ
النـص :

في مرحلة الدراسة المتوسطة أبان فترة السبعينيات من القرن الماضي فقط أنتبهت الى ان مجموعة من الطلاب في الصف الدراسي هم من الديانة المسيحية وكانوا الاقرب الى روحي وقلبي دون حواجز او اعتراض او توجس.

رافقني في رحلتي الدراسية الى الاعدادية والجامعة عدداً منهم حتى بدأ مسلسل الاغتراب والتشظي بتباعدنا وما زال البعض منهم يراسلني ويتواصل معي من بلدان مختلفة وبعيدة ، بعد ان نال الزمن من أمنهم وطالتهم يد التهجير والنزوح فغادروا حياة احبوها وابعدوا عنها قسراً.

لاتظن ان المسيحيين الذين توزعوا في اصقاع العالم هم فرحون بما آلت اليه امورهم فما زالت قلوبهم تنزف حنيناً وشوقاً لمراتع الصبا ولبيوتهم وجيرانهم في احياء بغداد ، يستذكرون تفاصيل عشرتهم وما خلفوه وراءهم من ذكريات غير قابلة على مغادرة نفوسهم ، فالكثير منهم يعلق الامال على العودة ان استقرت الاوضاع وصاروا بمأمن من الاستهداف لكن ذلك ما زال بعيد المنال.

المسيحيون الذين نتبادل معهم التهاني هذه الايام ونحرص على مراسلتهم لمناسبة اعياد الميلاد جميعنا مقصرون بحقهم لاننا لم نستطع ان نحميهم ونؤمنهم ليبقوا معنا ، تواطئنا كلنا تجاه عشرتنا وصداقتنا معهم والتي نتبجح بها لكننا بدونا عاجزين عن الحفاظ على جيراننا وعدم المساس بهم ، وكان بامكاننا ان نحول دون مغادرتهم لكننا لم نمتلك الشجاعة الكافية ففرطنا بهم لاننا كنا نخشى على انفسنا.

الوجع الاكبر الذي نشعر به هو اننا عندما نلتقيهم بعد كل ما حصل معهم ورغم تقصيرنا بحقهم ، نراهم يقابلونا بقلوب بيضاء ملؤها المحبة والسلام ، يلتقونا وكأن شيئاً لم يكن برغم كل الجراحات التي سببها لهم نكران العشرة والجفاء والانانية ، من اي معدن صيغت قلوب النقاء هذه.

احبتنا واخوتنا بالوطن المسيحيون ملح الارض نقولها على استحياء ميلاد مجيد وعيدكم سعيد لقد ملئتم ارضنا مسرة وحياتنا سلام فاقبلوا محبتنا وتهانينا لكم.

المشـاهدات 635   تاريخ الإضافـة 25/12/2023   رقم المحتوى 36152
أضف تقييـم