الإثنين 2024/5/6 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم جزئيا
بغداد 30.95 مئويـة
نافذة من المهجر مع إطلالة العام الجديد : أمنيات بالسلام والمحبة وحقن الدماء
نافذة من المهجر مع إطلالة العام الجديد : أمنيات بالسلام والمحبة وحقن الدماء
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب منال الحسن
النـص :

ونحن نطوي أوراقاً متنوعة لعام شهدنا فيه أحداثاً مختلفةً أغلبها موجع حزين , لا نملك إلا أن نرجو ونتمنى ونتأمل وندعو الباري عزّ وجل أن يحفظ أبناء شعبنا وكل شعوب العالم المحبة للسلام الطامحة لتحقيق الحرية والعدالة وإعلاء شأن الإنسان أينما كان ...

على الصعيد الشخصي , أشعر بمرارة وأنا أكتب هنا مستقبلة العام الميلادي الجديد , لأن ما أشاهده على القنوات الفضائية , وأنا بعيدة عن وطني جسداً لا روحاً , عبارة عن مشاهد مروعة وجرائم بشعة تمارسها إسرائيل المجرمة الوحشية ضد أهلنا  في غزة بشكل خاص وفي فلسطين الغالية بشكل عام , وهي تزداد ضراوة ووقاحة يوماً بعد يوم , وكأنها تتشجع على المضي بارتكابها حملات الإبادة وعلى مرأى  من العالم كله , وخصوصاً عالم الغرب الذي يصرُّ معظمه على الدفاع عن هذا الكيان المجرم وتبرير أفعاله المشينة على اعتبار أنها دفاع عن النفس , وهي نكتة صارت مكشوفة للجميع لأنها تنطوي على أكاذيب ومغالطات لا يمكن إخفاءها بادّعاءات واهية وتزييف للحقائق من خلال إعلام غير مهني يزوّر الحقائق وينتصر للقاتل وهو يرى الضحايا الذين جلّهم من الأطفال والنساء والشيوخ الذين لا ذنب لهم سوى أنهم عرب مسلمون فلسطينيون ...

لا أريد هنا أن أشجب أو أناشد أو احتج , فما عادت هذه الأفعال سوى شعارات وكلمات لا تؤدي إلى تحقيق أي هدف , فالعدو لا يفهم هذا المنطق , والمتهاونون معه , من عرب التسمية فقط يبعدون أنظارهم ويغمضونها عن مشاهد المجازر الوحشية , ويغلقون آذانهم عن سماع أصوات الاستغاثة أو الألم ..أريد أن أنبّه هؤلاء وغيرهم , وأذكّر المجتمع الدولي بواجباته الانسانية والأخلاقية , وأن تأخذ المنظمات الدولية دورها الحقيقي , لا أن تنفذ تعليمات راعي الشر والدمار أمريكا , التي تقف مع المجرمة إسرائيل مهما فعلت , وإذا حاولت أي منظمة أن تصدر ما يجرّم إسرائيل فإن أمريكا تستخدم حق النقض – الفيتو – والأسلم أن يسمّى ظلم النقض , فهو غطاء للمجرمين واستهانة بمصير شعب يريدونه أن يباد , لكنه بطل صامد ولا ينكسر وهو يزفُّ خيرة شبابه شهداء , ويعطي من الأبرياء ضحايا تزداد أعدادهم بشكل مخيف ....

ومع مولد رسول المحبة والسلام السيد المسيح عليه السلام , وإطلالة السنة الجديدة , أجدد دعوتي لكل من يستطيع التصدي لمسؤولية الحل العادل لكل قضايانا المعلّقة , فالعالم العربي كله يعاني , بسبب الويلات والتدخلات والأزمات التي يصنعها الكبار في العالم كي يحققوا مآربهم وطموحاتهم , التي أقرأ بقلق بعض التلويحات عن مشاريع استراتيجية  تستهدف الانسان العربي ببرود وموت ضمير وعقل مدمر , لا يحمل أي ذرة إنسانية ...

واسمحوا لي هنا أن أحيي أخوتنا في اليمن المكابرة , وهو في أعلى درجات انتمائهم لقضية فلسطين يقدمون صور البطولة من أجل الضغط على قوى الشرّ كي توقف هجماتها المسعورة ضد غزة , وهم قد قدموا درساً بليغاً أتمنى أن يتعلّم العرب جميعاً منه , فالتكاتف والتلاحم والتآزر سيفشل المشروع الصهيوني ومن ورائه المشروع الأمريكي القذر ...

كم أتمنى , ولتكن هذه الأمنية من منطلقات العام الجديد , أن تصدر الجامعة العربية قراراً عربياً حقيقياً حازماً , تدين فيه إسرائيل , وتقدّم حلولاً عملية تتمثل بالحرب الاقتصادية والكفاح المسلّح الذي لو أعلن لاستجاب عدد كبير من الشعوب العربية له ولصار قرار إنهاء إسرائيل المجرمة أمراً محسوماً , ولكن تبقى مثل هذه المواقف الكبيرة أمنيات نتمنى أن تأتي في يوم ما قيادات عربية مخلصة لانتمائها كي تنفذها بتفانٍ وإخلاصٍ وصدق ..

وفي الختام أقول للجميع كل عام وأنتم بخير , وأن يكون عامنا الجديد عام محبة وتآلف وسلام , وأن تحقن فيه دماء الأبرياء وأن يحفظ الله عز وجل كل الخيّرين والشرفاء والأبرياء في جميع بقاع الأرض ..

 

 

المشـاهدات 363   تاريخ الإضافـة 29/12/2023   رقم المحتوى 36412
أضف تقييـم