الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 27.95 مئويـة
القتل الاسود
القتل الاسود
رأي الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

الذين يتجرأون على سفك دم المتظاهرين والاعلاميين ببرودة اعصاب وهم غير مبالين بالمساءلة والحساب لانهم مطمئنون الى غياب النيات الجادة لكشفهم وملاحقتهم ، وليقينهم ان لا احد يجرأ بالاشارة اليهم تلميحاً ولاتصريحاً.

هؤلاء القتلة يتوهمون انهم يدافعون عن معتقداتهم بقتل الاخرين وترويعهم وانزال القصاص بهم لانهم يستحقونه لمجرد انهم رفعوا اصواتهم بالاعتراض او الرفض للسلوكيات التي ينتهجها اصحاب السلطة ، وهؤلاء غير معنيين بالحوار او قبول الاخر المختلف معهم بقناعاته او مبادئه او حتى تصوراته لشكل النظام الذي يريده ، فالمختلف منهم اما عميل او خائن او بعثي او جوكر وتطول قائمة وصفات التخوين الجاهزة التي تصلح ابسطها لتكون ذريعة للقتل وافناء اي انسان.

ما يجعل هؤلاء بمأمن ويشجعهم على الاستمرار باستهداف الاخرين المختلف معهم هو غسيل الادمغة الذي مورس عليهم ، فقد تم حشو ادمغتهم بسيل من الحقد والبغضاء على اخوتهم في الدين والوطن حتى وصل الحال ببعضهم لتسويق ان من يتظاهر ويطالب بالتغيير انما يهدد المذهب والطائفة وهو وجه اخر من وجوه داعش الذي يريد الاستحواذ على السلطة ويعيد البعث اليها او يمكن العدو الامريكي الاكبر من رقاب اهل المذهب وهو بذلك يستحق القصاص ويبدو القتل اقل عقوبة يمكن تنفيذها بحقه.

غياب الدولة بمؤسساتها وتواطؤها تجاه محاسبة وملاحقة الجناة كان سبباً فاعلاً في استمرار القتلة للدم العراقي ، فالدولة ومؤسساتها بتراخيها وعدم جديتها في ايقاف النزيف تشكل شريكاً مسؤولاً في عمليات الاستهداف فعلى مدى مائة يوم من الانتفاضة واغتيال المئات من الناشطين والاعلاميين لم تفلح جهود الدولة ولا اجهزتها بتقديم فاتل واحد للعدالة ، والسبب كيف لقاتل او لشريكه ان يفضح نفسه.

باسم الشيخ

 

المشـاهدات 582   تاريخ الإضافـة 14/01/2020   رقم المحتوى 3648
أضف تقييـم