كلية بغداد هي من المدارس الثانوية المتميزة للبنين في بغداد وتعتبر هذه المدرسة من أنجح مدارس العراق . تقع المدرسة في حي الشَمّاسية(الصليخ حاليا) ضمن قضاء الأعظمية في بغداد ،وسمي بحي الشماسية نسبة الى سكانها من رجال الدين المسيحيين .وكان تأسيس وبناء المدرسة في عام 1932م على يد الآباء اليسوعيين الأمريكيين، وما تزال المدرسة تحافظ على تدريس العلوم والرياضيات باللغة الإنكليزية اعتماداً على أسلوب مؤسسيها.وبتوجيه من البابا بيوس الحادي عشر قام مجموعة مكونة من أربعة آباء يسوعيين أمريكيين (الاب وليم رايس مع ثلاثة من اليسوعيين هم : جون ميف من كاليفورنيا وادورد مادراس من شيكاغو وادورد كوف من نيويورك)وصلوا إلى بغداد وأسسوا كلية بغداد كمدرسة ثانوية للبنين. عرفت بـ "BC on the Tigris". المدرسة كانت تحتوي على كادر من الآباء من مقاطعة نيو أنكلاند اليسوعية. وأن هذه المؤسسة التربوية بدأت بداية بسيطة جداً في عقار مستأجر احتل موقعاً متميزاً في مركز العاصمة بغداد، يطل على شارع الرشيد في محلة المربعة، وكانت يومذاك مدرسة صغيرة للغاية تشغل بناءين صغيرين، تم استئجارهما لهذا الغرض .ونظراً للازدياد المستمر في أعداد الطلبة، فأن المبنى المؤجر في المربعة ضاق بهم ولم يعد المكان كافياً لاستمرار الدراسة فيه هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى كان للنجاح الذي لاقته كلية بغداد والقائمون عليها بفعل الإقبال الكبير عليها سبباً كافياً في أن يتخذ الآباء اليسوعيون قرارهم بنقل موقع الكلية بعد مرور عامين على افتتاحها، إذ وقع اختيار الآباء على الحافة الشمالية لبغداد في منطقة الصليخ وذلك في عام 1934، في بيت مستأجر يقع على ضفاف نهر دجلة.إلى أن تم شراء أرض قريبة من العقار المؤجر في الصليخ من قبل الجمعية التعليمية العراقيةالأمريكية، هذه الأرض الجديدة تقرر أن تكون موقعاً ثابتاً لكلية بغداد، تبعد حوالي أربعة أميال شمال مركز العاصمة بغداد وهي عبارة عن أرض زراعية تبلغ مساحتها حوالي (25) ايكر .وتباينت الآراء حول سبب أختيار الموقع المذكور لكلية بغداد، فهناك من يرى أن الآباء اليسوعيين اختاروا هذه المنطقة لموقعها الممتاز وهواؤها النقي وهدوؤها الشامل وبالتالي العمل بحرية في هذا المكان الواقع في منطقة بعيدة عن مركز المدينة ومشاكل الناس وعن كل ما يعكر صفو الدراسة، مما يدل على أن الآباء كانوا يقدرون جيداً ما للموقع الصحي من تأثير على المستوى العلمي والثقافي للطلبة .وكان من أسباب اختيار هذا المكان ايضا الدوافع الدينية ، إذ أن هذه المنطقة المسماة (الشماسية) فيما مضى كانت تحفل بعدد من الأديرة أهمها، دير (درمالس) و(دير سمالو).وصاحب ذلك البناء، تشييد كنيسة القلب المقدس والمقبرة الخاصة بالآباء وذلك في عام 1953م.أبعادها الخارجية كانت (164×84) قدم وارتفاع الصليب الذي وضع في أعلى برج المبنى حوالي (90) قدم عن سطح الأرض.تم افتتاحها في 1954/3/26م. وتم تصميم هذة الكنيسة من قبل الأب مادارس والاب ليو كاي استاذ الكيمياء في ثانوية كلية بغداد بتصاميم قد تم جلبها من امريكا سنة 1950م مشابهة لمباني موجودة هناك وعلى الطراز القوطي، وألحق بهذا المبنى فيما بعد المقبرة الخاصة بالآباء، إذ احتوت هذه المقبرة بعد عدة سنوات على رفاة عدد منهم، وهي ما تزال موجودة إلى الآن.تم تاميم ثانوية كلية بغداد  من قبل الدولة بداية عقد السبعينات من القرن الماضي، ووهبت الكنيسة للبطريركية وحولت كلية بغداد الى وزارة التربية بعدما كانت باشراف الآباء اليسوعيين.  ولما كانت توجد كنيسة أخرى باسم القلب الاقدس، فقد ابدل اسم كنيسة الصليخ إلى الحكمة الالهية. وكانت الكنيسة آية من الجمال سواء على مستوى المعمار او الحدائق الخضراء التي تحيط بها، وأضحت اليوم اثراً بعد عين، فلا ناقوس يدق، ولا شموع، وأغلقت ابوابها قرابة اربعة عقود، وما زالت .

محمد صالح