ليس غريباً ان يتخلى الصدر عن ساحات التظاهر بهذه السهولة لاسباب لاتعد مقبولة ، فما بدر من بعض المتظاهرين ليس مقياساً للعلاقة الطيبة التي تربطه طوال سنوات الاحتجاج والتظاهر بشرائح المجتمع المختلفة المشاركة فيها.

وربما سيكون قراره بالنهي عن التظاهر هو المنفعة الوحيدة التي خطت بها الساحات بخلاصها من اللوثة السياسية التي اتهمت بها ، فضلاً عن ما يتبع انسحاب جماعته ، الذين تصدع رأيهم فاختار بعضهم الاستمرار بالتظاهر لان القضية ليست لعبة سياسية وانما قضية وطن ، مما شجع وحفز الكثيرين للالتحاق بالساحات والتحشيد ليكون رداً مزلزلاً لكل من راهن على انتهاء الاعتصام وتلاشي التظاهرات بمجرد تخلي الصدر عنها بسحب اتباعه.

الذي يجب ان تفهمه الكتل السياسية وجيوشها الالكترونية والمستفيدين منها ان التظاهرات غير مقترنة بجهة سياسية تتعامل بمزاجية مع قضية مصيرية تتعلق بالاصلاح والتغيير ، لان هدف القضاء على الفساد ومحاسبة الفاسدين وطرد الفاشلين اكبر من الشخوص واهم من اية جهة سياسية ، وان ما حدث من ردود فعل تجاه قرار السيد الصدر في ساحات التظاهر دليل على نزع الوصاية عن المتظاهرين من اية جهة مهما كان حجمها وتأثيرها.

الارادة الشعبية الناقمة الممتدة في نسغ المجتمع العراقي تجاه طغمة الفساد والفشل لن توقفها قرارات فردية ولن يمنعها قمع السلطة من تحقيق اهدافها ، فما حدث يعكس توافق الارادة السياسية بانواعها باستغلال معاناة الناس والمتاجرة بهمومهم للحصول على مكاسب ومنافع وقتية ، وهو ما ادركه المتظاهرون فاسقطوا من حساباتهم وصاية اي طرف عليهم.

محاولة تصوير انسحاب الصدريين من الساحة على انها اشارة للسلطة لتمارس عنجهيتها في فض ساحات الاعتصام هذا ايضاًَ امر خاطئ لان الساحات لم تعد ورقة سياسية يمكن لاحد اللعب بها لصالحه ، وان الساحات محمية باصرار الشعب العراقي وبدستوره وبالمنظمات الدولية التي ستقف بالضد ممن تغول السلطة ضد الحريات السياسية.

باسم الشيخ