الجمعة 2024/5/3 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 22.95 مئويـة
السبيكة المجتمعية والمصالح الجيوسياسية
السبيكة المجتمعية والمصالح الجيوسياسية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد حسن ابراهيم
النـص :

 

 

مع أننا ينبغي علينا جيداً أن نعي خطورة المرحلة وبثقة عاليه .. لابد لنا من أن نتبصر وبمنظار الفطنة و وضع الأحداث بميازينها كيما تتجلى لنا الرؤى واضحة و دون لبس أو ضبابية و التي لطالما اصطنعها أعداء الإنسانية لتمرير مخططاتهم وتنفيذ مآربهم .. و لعل من أهم وسائل الإيضاح القراءة التدبيرية للتاريخ وبتبصر للوقوف على مسلسل الحقد والخسة والحسد والغل والغدر والكراهية المستديمة للإنسنة الحقة وخصوصاً التي تملك ما يفتقر له الأعداء من تراث ونعم لا من أجل شيء إلا لأجل التسلطية والسيطرة على الثروات وبالتالي الاستحواذ عليها وسلبها .. ومهما كلف الثمن حتى وان كان على حساب دماء البشرية وهلاكها ..

إن قوى الاستكبار والاستدمار العالمية وبمر قرون من الزمن وعلى مستوى الكرة الأرضية برمتها لم تدخر جهداً من إدامة زخم العدوانية وبوسائل و آليات مختلفة ومتنوعة دون رعاية لأية حرمة بغية تحقيق أطماع لها سواء كانت مادية أو سياسية .. ولعل سفر الإحداث التاريخية خير شاهد ومصداق على الحقيقة .. فمنذ عصور ما قبل الإسلام مروراً بعصور ما بعد الإسلام وحتى يومنا هذا .. لم تؤل سعياً في مواصلة انتهاكها لكل الحصن وبأدوات خفيفة كانت أو معلنة .. غير آبهةٍ لكل التبعات المترتبة على ذلك من أضرار في الأرواح أو البنى الاجتماعية والتحتية .. المهم أن تبقي هيمنتها وهذا هو الغرض و الغاية والهدف لهم .. فبحكم امتلاكهم لعناصر القوة تسليحاً و تقنياً فهم يتعاملون مع من هم أدنى منهم امتلاكاً لهذه العناصر تعاملاً فوقياً أكثر صفه براغمانيا فضلاً عن سعيهم الجاد للحفاظ على هذه المستويات وبوسائل و أساليب قد لا تخضع للشرعية كالغدر والكذب والمكر والخدع أضافه لممارستهم لسياسة التلويح بالقوة وتكميم الأفواه وتضليل الحقائق وشراء الذمم بالترغيب والترهيب بغية عدم تمكينهم (الشعوب و الدول ) من القدرة على النهوض وعلى جميع الصعد فكرياً و ثقافياً و اقتصادياً وبلدياتيا وحتى الجانب التسليحي إن لم يكن هو الجانب الأهم .. الأمر الذي يديم تسلطهم وغطرستهم .. " و لو يسلط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء انه بعباده خبير بصير " الشورى /27 .. وما هو التاريخ لم يرحم احد سرده لجملة الأحداث منذ بدء الخليقة ..سيما و أن الشواهد العينية تثبت ذلك .. فذاك هو نبي الله زكريا (ع) .. كمثال و شاهد من شواهد كثيرة .. تقول الرواية أنه حاول كنبي بما لديه من براهين أن ينقذ قومه من براثه الحقد الدفين والأطماع الحقيرة في التشبث بالمناصب لكن دون جدوى .. فقد أكالوا له التهم و المؤامرات العديدة للحيلولة دون تحقيق هدفه السوي القويم .. ولعل الأمر بدى واضحاً ومن دون غبار في كيفية تكفل مريم العذراء (ع) بعد وفاة أبيها عمران (ع) .. حيث ذهبوا لأجراء القرعة بطريقة رمي الأقلام (العيدان) في الماء فمن يغطس قلمه في الماء يكون هو الفائز بتكفل مريم (ع) حيث كان العض منهم قد بينوا مكراً في أن يضعوا قطع من الحديد في جوف أقلامهم كي تغطس .. ورغم ذلك فالنتيجة كانت أن طفت أقلامهم وغطس قلم (عود) زكريا (ع) .. الأمر الذي جعلهم يمتعضون و يرفضوا هذه القرعة .. بعد أن أظهروا شكوكهم بهذه العملية .. وصاروا يذهبون إلى طريقة أخرى .. وهي أن يرمون بأقلامهم في نهر جار .. فالقلم الذي يتجه عكس جريان النهر هو الذي يفوز بتكفل مريم (ع) ..وهكذا فعلوا .. ومرة أخرى و إذا بقلم (عود) زكريا (ع) فقط يتجه عكس جريان النهر .. بالتالي قول تعالى " وكفلها زكريا" آل عمران / 37 .. بعد أن أصبحوا أمام أمر واقع ومر بالنسبة لهم حيث لم يتبقى لهم حجة " و لله الحجة البالغة " الأنعام / 149 .. فأجبروا على الاستسلام للحقيقة التي فرضت عليهم رغم عنادهم الأجوف .. " وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أبهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون " آل عمران /44 ..إن جذوره الصراع بين عناصر الحق وعناصر الباطل لم تكن وليدة اليوم .. و لم تهفت ليومنا هذا .. فمنذ الأزل هناك جدية وهزل للكشف عن مواطن الخلل ولا يمكن لهذه القضية أن تختزل فهي قضية مبدأ وقيم و أسباب وعلل .. والمتتبع للأحداث التاريخية بعين البصيرة من المؤكد أنه على استبيان كونتراستي للمواقف .. خصوصاً إذا ما كان حيادياً وعلى مسافة واحدة مثل كل عناصر الصراع .. فلكل له دوافعه و أسباب نفوره .. ولاشك أن عناصر تريليون دولار ما اعتبره الخبراء دليلا على أن البلاد تسير في مسار مالي غير صحيح ويمكن أن يعرض الأمن الاقتصادي للخطر وان هذا الدين العام الذي في ذمه الاقتصاد الامريكي يعود إلى دول عالمية كثيرة، من أهمها الصين التي لها دين عند الحكومة الأمريكي يقدر بنحو 3.2 تريلون دولار.ومن شأن مستوى الديون هذا أن يتسبب بزيادة تكاليف الاقتراض وأسعار الفائدة، وإثقال الميزانية.ليس هذا فحسب بل ان الفوائد المادية التي تفرض على الدين العام مكلفة جدا، ورسوم “فوائد” على تأخير السداد، يضاف إلى الدين العام، وقد خصصت الحكومة مبلغ 376 مليار دولار لدفع أسعار الفائدة على الديون، علما بأن عجز الميزانية الأمريكية بلغ 984 مليار دولار في 2019.ظهور الصين وروسيا وتراجع الاقتصاد الامريكي خلق واقع جديد جعل من الامريكان غير قادرين على اداء مهامهم كما كان في السابق وهذا جعلهم ان يفكروا بالانسحاب من الكثير من المهام التي كانوا يقوموا بها لانهم وببساطة اصبحوا غير قادرين على تحمل هذه التكاليف الباهضه بينما بدات الصين تنظر الى الامور بشكل اخر فهي اليوم تسعى ولاول مرة على بناء قواعد عسكريه خارج حدودها.هذا هو الواقع الاقتصادي للولايات المتحدة الأمريكية، ويمكن لنا أن نتصور كيف سيكون الانهيار قاسيا بحال أعلنت الحكومة الأمريكية عن إفلاسها، ولا أعتقد أن هذا اليوم سيكون ببعيد.مع كل هذا الانهيار الاقتصادي الا ان الوضع العسكري للولايات الامريكية مازال في القمة ومما لاشك أن سبب ما أصاب هذه الدولة الأمريكية من انهيار اقتصادي‘ وتمتعها بالقوه العسكرية الاعلى قد جعلها تتصرف وكانها دولة مارقة، ولهذا نرى اليوم امريكا كالوحش الكاسر حروب وعربدته في كل مكان ابتزاز وتهديد وعقوبات هنا وهناك. ان عدم قدرة امريكا على مواكبة العصر جعل منها دولة تعمل على خلق حروب واضرابات هنا وهناك وفرض اتاوات هنا وهناك. العربدة التي تمارسها الإدارة الأمريكية في اتجاهات الأرض الأربعة تشير إلى حالة انكسار وانحسار المد الأمريكي في ظل نمو أمم ودول وحضارات قديمة متجددة، فالبلطجة الأمريكية والتهديد بالقوة لم يعد يجدي نفعا بعد ان بدى واضحا ان هناك تغييرا في خارطة التوازن العالمي والعودة الى عالم ذو اقطاب متعدده.ومع تزايد النفوذ الصيني في العالم وانحدار اقتصادي امريكي تزايدت مؤشرات الاحتكاك بين البلدين‘ ولا احد يستبعد أن تسير الأمور بين الولايات المتحدة والصين نحو الحرب، بل ان حتمية الحرب اليوم هي الاقرب من اي وقت مضى.وإلى جانب خلافهما التجاري، يتواجه البلدان استراتيجيا بشأن تايوان وطريق الحرير وبحر الصين الجنوبي اللذين تؤكد الصين سيادتها عليهما بعد ان كانت القوات الامريكية تسرح وتمرح هناك‘ وكذلك مشكلة الاضطرابات في هونغ كونغ يمكن أن تشكل «الشرارة» لهذه الحرب.عندما حذر وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر من أن النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة يمكن أن يتحول إلى حرب فعلية بين البلدين العملاقين الواقعين على المحيط الهادي‘ لم ياتي هذا الكلام من فراغ بل ان كيسنجر يعي ما يقول ويعرف ما يدور.العلاقة الأمريكية-الصينية تحولت من تنافس ناعم إلى شرس ومواجهة جديدة لم نعهدها من قبل وازداد التوتر بين البلدين ولم يعد هذا الخلاف هو مجرد خلاف تجاري‘ بل تطور الى ماهو ابعد من ذلك.لكن هناك من يرى من الصعوبة في إمكانية وقوع حرب عالمية جديدة، وماهو نوع هذه الحرب، هل تبقى كما هي تجاريه أم أم تكنولوجي ام ستتحول الى حرب عسكريه.. وهل ستكون محدودة ام شاملة ؟فلم تعد المسافة بين البلدين حاجزاً شاسعاً كما كان سابقاً‘ فبضغط أزرار على الكمبيوتر يمكن البدء بحرب وسيكون كل شي قريب وبمتناول اسلحتهم التكنلوجيه المتقدمة.

المشـاهدات 755   تاريخ الإضافـة 28/01/2020   رقم المحتوى 3683
أضف تقييـم