الجمعة 2024/5/3 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 19.95 مئويـة
نافذة من المهجر في عيد الجيش الأغر.... المجد والخلود لشهداء الوطن والإنسانية
نافذة من المهجر في عيد الجيش الأغر.... المجد والخلود لشهداء الوطن والإنسانية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب منال الحسن
النـص :

تحل علينا اليوم الذكرى الثالثة بعد المائة لتأسيس الجيش العراقي الباسل، بانبثاق نواته الأولى عام ١٩٢١ م لتكون منطلقا للجيش العراقي في بغداد في عهد الانتداب البريطاني وقد سُميت الوحدة الأولى منه باسم الإمام موسى الكاظم عليه السلام ، جرى بعدها، أي في 1931، تشكيل القوة الجوية العراقية، وفي 1937 تشكلت القوات البحرية، وقد قطع الجيش مراحل تطور من خلالها وشارك في اهم الاحداث السياسية التي شهدها العراق، وكذلك شارك في معارك وحروب عربية شهد الجميع فيها على قدرته وكفاءته وصور البطولة و التضحيات التي قدمها، ولعل التاريخ قد وثق هذه المآثر التي لست هنا بصدد احصائها او الإشارة إليها، فهي متوفرة في كل الوثائق التي حفظتها الذاكرة.

وقد وصل عدد أفراد الجيش العراقي القمة في تعداده في أواخر الحرب الإيرانية-العراقية، إذ بلغ المليون، وبعد غزو قوات التحالف بقيادة القوات الأمريكية للعراق في 2003 اتخذ الحاكم المدني الأمريكي في العراق بول بريمر قراراً بحل الجيش العراقي وتم الشروع ببناء ذلك الجيش من جديد.

وبغض النظر عن موقفنا ورأينا في حل الجيش وإعادة تشكيله، فإننا لا يمكن أن نقطع هذه المؤسسة الوطنية عن تاريخها وظروف نشأتها التي جاءت بعد تأسيس الدولة العراقية و تنصيب الملك فيصل الأول كأول ملك في حكومة وطنية تشكلت عام ١٩٢٠.

وبمناسبة ذكرى تأسيس جيشنا الباسل، في السادس من كانون الثاني، أتقدم بالتهنئة القلبية إلى كل القادة والضباط والمراتب الذين استطاعوا الحفاظ على سمعة هذه المؤسسة، وأن يمنحوها أرواحهم قبل اجسادهم من أجل قيم الشجاعة والبطولة و الأصالة العربية، كما أرفع دعواتي للباري عز وجل أن يحفظ جميع المنتسبين إليه وأن يشمل الشهداء الأبرار بالرحمة وجنان الخلد الواسعة، لأنهم كانوا بوابة الفلاح والانتصار وتحقيق الأمجاد والحفاظ على الوطن وأبنائه.

وهنا وفي هذه المناسبة ذات الدلالات العميقة  , ليسمح لي القراء الأعزاء بالاستذكار الذي لا يخلو من مواجع شخصية، للشهيدين العزيزين والدي حسن سلمان  وأخي الأكبر هيثم رحمهما الله ، الذين منحا روحيهما الطاهرتين للوطن ولبيا نداء الواجب المقدس، فوالدي الذي كان ضابطا في الجيش، شهد جميع زملائه على شجاعته ومبدئيته، فارق الحياة تحت سماء غريبة وأرض بعيدة , بعيدا عنا نحن أهله وذويه، أما الراحل هيثم الضابط هو الآخر، فقد نال الشهادة بعد التغيير، وايضا شهد له كل زملائه من الضباط والمراتب على حنكته وشجاعته واصراره على ابعاد الشر و الوحشية والإرهاب عن أهله وابناء شعبه، فالرحمة والمغفرة وجنان الخلد لأبي وأخي ولكل الشهداء الذين تركوا غصة في قلوب ذويهم، وكذلك ظلوا أوسمة فخر في وجدان كل إنسان يشعر الآن بالأمان والسلامة والحرية.

وفي عيد الجيش , العيد الذي يمثل كبرياء العراق والوطن العربي أيضاً , كم أتمنى من أعماق قلبي , أن تسمح الظروف لأبطالنا بالمشاركة الحقيقية بردع الكيان الصهيوني الذي يبالغ في استهتاره ووحشيته واستخفافه بالقرارات الدولية والقيم الإنسانية فيزيد من جرائمه وارتكابه المجازر بحق أهلنا الأبرياء في فلسطين الغالية , فالمعركة التي تدور رحاها الآن ويبذل فيها أبطال المقاومة جهداً وتضحيات ويذيقون الأراذل الصهاينة الويل بقوة الإيمان , وبدعم كل الشرفاء في هذا العالم , هذه المعركة لا تخص حماس وحدها ولا حتى فلسطين فحسب ,,بل  هي معركة وجود ومنازلة هوية وتاريخ , لا يمكن أن ننظر إليها بعين ضيقة أو رؤية قاصرة , ولو استطاع جيشنا البطل أن يجد منفذاً يسمح له بالمشاركة الفعلية , لأعطى لإسرائيل ومن معها ومن يقف خلفها دروساً وعبراً لن ينسوها أبداً ...

المجد والثناء والنصر المؤزر إن شاء الله لكل المقاومين في فلسطين , والرحمة والخلود وجنان الله الواسعة للشهداء والشفاء العاجل للمصابين والجرحى ...

ولجيشنا الباسل جيش الوطن الغالي أقول كل عام وأنتم سور منيع للعراق وفخر لنا جميعاً

المشـاهدات 168   تاريخ الإضافـة 05/01/2024   رقم المحتوى 36868
أضف تقييـم