الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
نقاد مسرحيون
نقاد مسرحيون
مسرح
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 يوسف رشيد

مذ تعرفت عليه في بداية التسعينات كانت تبدو عليه ملامح الذكاء والدقة والمتابعة والحرص على المساهمة في اي عمل ليحيط بمفرادته وتحولاته اثاء التمارين متابعا ومذكرا المخرجين والممثلين بتفاصيل ادوارهم وهو المساعد الكفوء للمخرجين الذين عمل معهم ابتداءا من عوني كرومي وجعفر السعدي وابراهيم جلال وقاسم محمد وسامي عبد الحميد وفاضل خليل وعقيل مهدي ، وفي مجال الدراسة انتقل من الاخراج الذي درسه في مرحلتي البكالوريوس والماجستير التي كتب فيها عن عمل المخرج مع المصمم في العرض المسرحي ليتخصص بالنقد في مرحلة الدكتوراه  ويكتب اطروحته عن التكوين الفني والفكري للبطل في المسرح ، ساهم في الكثير من النشاطات المسرحية والمراكز الفنية والابداعية وهو عضو مؤسس في رابطة تقاد المسرح العراقي وله رصيد طيب من الكتابات النقدية المعاصرة منها الواقعية بين ابسن وبرنارشو ، اساليب بعض النقاد في المسرح العراقي ، نظرات في مهمات النقد المسرحي ، وظيفة التحريض في سلطة  المسرح ومسرح السلطة ، مؤسسة الشكل في العرض المسرحي ، الوظيفة الابستمية للدراماتورجيا في المسرح ولع عشرات المقالالت المنشورة في الصحف والمجلات ، ما يميز ناقدنا يوسف رشيد قدرته التحليلية وفق اساليب النقد الحديث ودقة التشخيص للبنية المشهدية في العروض المسرحية يمنلك لغة نقدية عالية في مفاهيم الدراما

لتحكي قصة اغتصاب وقصة اعتداء وقصة مصادرة الأحلام والطموحات وقصة انتهاك الحريات .أربعة قضايا طرحها أربعة ممثلون ، اختلفت في مضمونها وبعدها لكنها التقت لتؤكد مهزلة الواقع وفوبيا القهر ولا قيمة الانسان في زمن لا يعترف سوى بالقوة ، قوة السلطة ، قوة الجاه وقوة المناصب .ورغم قوة أداء الممثلين وتمكنهم من التشخيص إلا أن تحركهم على الركح بدا مقيدا بحكم محدودية الفضاء الذي حدده المخرج ، وقد تعددت مستويات النص الدرامي بين محكي مسرود وبين صامت ذا دلالات وغايات ، معتمدين على الطرح الجرئ لملامسة القضايا المطروحة بما في ذلك الذاكرة الجماعية وذاكرة الوجود وذاكرة العطاء وذاكرة الأزمنة بين ماض وحاضر .

 

الجنة تفتح أبوابها متأخرة من الأردن / انتظار من نوع آخر

 

بين زغاريد عرس فلسطيني ، وبين أزمنة آتية تستهل رحلة ” الجنة تفتح أبوابها متأخرة” لعروس بهية الطلعة فلسطينية المنبت وهي تعانق فرحا لن يستمر ، إلى حين صفارات الإنذار التي تحملها إلى عالم غير الفرح مع دقات متسارعة لعقارب الساعة وهي تسارع الزمن والتقدم في العمر مستحضرة طيفا مر من هنا وواقعا لامسته هناك ، ليكون الشاب المحارب في بهائه مقتحما لزمنها ، وتتقاطع الدروب لتجمعهما حوارات شعرية تؤثث لعلاقة مضت وما تزال ملامحها شاخصة رغم غزو الشيب والتقدم في السنون ، ما تزال الذكريات قائمة ومنطوقة .وفي ظل انتظار عقيم طال الزوجة ، ما تزال تشكك في حضور هذا الأسير من غياهب الزمن ، متنكرة للعلاقة ، رافضة الاعتراف بوجوده وكأنه لم يكن يوما ، فالمؤلف العراقي  ” فلاح شاكر” وهو يكتب نص ” الانتظار” أراد انتظارا من نوع آخر وانتظارا من طينة أخرى ، فتناولة ” يحي البشتاوي ” بأسلوب أردني أراده جماليا وشاعريا ، محاولا الوقوف عند رفاهية الاحساس وعمق الآه .الأحداث التي تم تناولها بأسلوب شعري لم تتكىء على زمن معين أو حدث درامي واضح المعالم ، بل نحت منحى فلسفيا بكثير من الجدليات ، التي صاغت الذكريات والانتظار والحوار والكثير من الرغبات والمشاعر ما بين الزوجة والأسير وهي ما تزال في صراع الاعتراف بوجوده عبر مسار الزمن والتاريخ بكل حروبه الضروس وصراعاته .فجاء العرض في ثنائيته راصدا لحمى الانتظار ضمن تشكيلات إضاءة كانت مساحة عذرية للبوح والتلاقي ، واستنطاق الذاكرة بأسلوب شعري جدلي لنكون ضمن قاطرة انتظار من نوع آخر ونحن ننتظر ان تفتح الجنة أبوابها ولو متأخرة .وعليه ، فإن العروض المسرحية ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي بالأردن تأتي لتوقظ داخلنا نوعا من العبث ، وكثيرا من الأسئلة المستفزة التي لا محالة تغذي الذائقة الجمالية والفكرية والروحية لهذا المتلقي بمختلف مستوياته .

يستعد الوسط الثقافي الهولندي لمشاهدة العرض المسرحي الأول الذي يجمع ولأول مرة في تفاصيله عوالم مختلفة، بدءا من مؤلفه العراقي ومرورا بمشاركة فنانين من عشرات البلدان وانتهاءا بمخرجه الهولندي المعروف.

هذا العمل الفني الكبير بمعنى الكلمة سيتم تقديمه طوال عام 2020 في أماكن مختلفة

وهو بعنوان " أوقدت النار الازلية لحياتي؟" المستلهم من رواية بنفس العنوان باللغة الهولندية للشاعر والروائي العراقي "رضوان الخالدي" واخراج الفنان الهولندي "فلورس فان دلفت" فضلا عن مساعد المخرج "فنست فاينفوزن".

وسيقدم العرض الأول في الشهر القادم بتاريخ 13-2-2020 على خشبة المسرح الوطني الهولندي "ستادس سخاوبورخ"، في قلب العاصمة الهولندية امستردام، لفرقة Wat we doen

وسيستمر حتى نهاية شهر أبريل القادم في عدد كبير المدن الهولندية. فيما سيصمم الرقصات والغوريغراف الفنانين (ايمو كريكو، وبيتر سخولتن) بمرافقة فرقة "الاندلس" الموسيقية.وتوظيف مصطلحاتها والتعبير عن جماليات الفن المسرحي ،مازال يواصل عطائه الابداعي استاذا اكاديمبا وباحثا حصيفا ومواكبا لتطورات المسرح محليا وعربيا وعالميا .

المشـاهدات 775   تاريخ الإضافـة 28/01/2020   رقم المحتوى 3696
أضف تقييـم