بعد أن بعثرت أحداث جلسة اختيار رئيس البرلمان الأخيرة أحلام بعض القوى في تمرير مرشحيها حسب ما رسمته مخططاتهم وطموحاتهم السياسية ، ومع ما شاب تلك الجلسة المشهودة من هرج ومرج وخلاف واختلاف وشد وجذب وبيع وشراء وتخوين وتهديد صار لابد من انتهاج مسار آخر يختلف بكل خطوطه عن طريقة التفكير السابقة.

ولأن طرفي النزاع طرقا الآن باب المحكمة الاتحادية كل منهما يحمل معه حججه وأسبابه القانونية لتمرير وجهة نظره وقناعته وكلتا الجهتين محقة فيما ذهبت إليه ، سيكون من الأفضل التخلي عن سياسة كسر العظم والتمسك بسقف المطالب العالي ومنها الإصرار على مرشح كل منهما وهو أمر بالغ الصعوبة مع تطبيق التفسير الأخير للمحكمة الاتحادية والذي ينص على توفر الأغلبية المطلقة (نصف + واحد) من عدد أعضاء البرلمان الكلي وليس من عدد الحضور واشتراك جميع المرشحين في الجولة الثانية للتصويت ، سيدفع القوى السياسية إلى اللجوء الى أنصاف الحلول بتسوية مرضية للجميع تبدأ من سحب المرشحين الأكثر أصواتاً والذين دار حولهما النزاع وتقديم مرشح تسوية بمواصفات مقبولة وموضوعية ولا بأس أن يكون من حزب تقدم ومن خارج الأنبار ويحظى بتأييد جميع القوى وله من المؤهلات ما يدعم حظوظه ، وربما نرى ويرى من تداول اسم النائب الدكتور ياسين العيثاوي إنه المرشح الأنسب والأفضل في ظل هذه الظروف ، لأنه يتمتع بخصال ومؤهلات ومقومات تجعله يمر بالتصويت وبالإجماع وربما تتفق عليه جميع الكتل السنية ، وهو مكسب للعملية السياسية لأنه سيكون عنصر تهدئة ، ويعيد لساحة مجلس النواب الأداء المستقر ، فلو قيض لأحد المرشحين السابقين الفوز بالمنصب فنحن على ثقة أن مجلس النواب سيعاني من أجواء مضطربة بسبب شعور كل طرف إنه استهدف وتمت غلبته.

النائب الدكتور ياسين العيثاوي ، رجل علم وسياسة وشخصية يتفق عليها الجميع وليس من النوع الاستحواذي أو المشاكس ناهيك عن أخلاقه العالية وتواضعه ووطنيته ومحبته للعراق ولا يستطيع أحد التشكيك بنواياه ومقاصده .

لعل أصحاب الشأن يلتفتون لذلك فهو الرجل الأجدر باستحقاق لتولي المنصب في هذه المرحلة.