الجمعة 2024/5/3 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 20.95 مئويـة
من الشارع البغدادي .. حكاية بائع ((السميط)) !
من الشارع البغدادي .. حكاية بائع ((السميط)) !
ديرة
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

( السميط )  لمن لا يعرفه من المعجنات الصلبة التي تنتمي لفصيلة الكعكيات ، فقطعة السميط مدورة وتتكون من طحين وماء وسمسم !!) كنت جالسا في المقهى الصغير في الصالحية حينما رأيته (يهفّ) في الإتجاه الذي أنا فيه .. ناديته .. فتوقف ، وضع صينيته على المنضدة التي أمامي فأخذت منه سميطيتين ، ثم طلبت منه ان يجلس معي ليشرب شايا فآستجاب .. لم أسأله عن إسمه ، لكنني سألته عن عمره فقال انه من مواليد 1949 ، يعني عمره 75 عاما حسب التقويم الإلهي و750 عاما حسب التوقيت العراقي !!! جلس.. فتجاذبت معه أطراف أحاديث ..قال : منذ صغري وأنا أبيع السميط ، كبرت وأنا أبيع السميط ، طلبوني للخدمة العسكرية فخدمت ثلاث سنوات، وتسرحت لأعود الى بيع السميط، ثم طلبوني لخدمة الإحتياط لمدة ثلاث سنوات ، وعدت منها الى بيع السميط ، نشبت الحرب العراقية الايرانية فذهبت اليها لكنني وقعت أسيرا ، كانت مدة أسري 11 عاما ، نعم .. أطلقوا سراحي بعد 11 عاما ..، ثم عدت .. الى بيع السميط ..أيها المواطنون .. لا يستحق الحكاية فاصل ونواصل .. بل نواصل ونواصل ..يقول : أعطتني الدولة راتبا تقاعديا مقداره 420 الف دينار ...أيها المواطنون ..هذا الرجل بالخمسة والسبعين عاما .. يقول انه في كل يوم ، من الصباح الباكر، يبدأ طريقه من الباب المعظم حيث المكان الذي يشتري منه السميط ، ويعبر مشيا من شارع الرشيد على جسر الاحرار عبر الصالحية وعلاوي الحلة ومرورا بمتنزه الزوراء وصولا الى الحارثية ..أي إنه يقطع يوميا المسافة من الباب المعظم الى الحارثية مشيا على الأقدام وصينية سميطه واقفة على رأسه لا يأكل الطير  منها بل الذي يتعاطفون معه ومحبو السميط ..أيها المواطنون .. المحليون والمغتربون ..هذا الرجل يسكن في منطقة حسينية الراشدية ..شمالي بغداد يقول : ذات مرة .. ناداني أحدهم ،فشعرت بتعاطفه معي وهو يقول كلمات عن جهدي وعمري وتعبي حتى ظننت إانه سيجد لي عملا ، لكنه قال لي : بدل هذا العمل المتعب كان عليك ان تستجدي !!يقول غضبت منه .. وشتمته ، انا أستجدي .. لماذا؟ وقد منّ الله عليّ بالصحة والعافية ..أرتشف شايه وشاركنا الحديث شخصان متعبان ثم نهض ليحمل صينية السميط ويمضي في طريقه الى الحارثية !!!.

 

عبد الجبار العتابي

 

المشـاهدات 322   تاريخ الإضافـة 20/01/2024   رقم المحتوى 37967
أضف تقييـم