عز الدين المانع

المرحلة الجامعية ، حلقة علمية متقدمة ، يستوعب خلالها الطلبة مختلف انواع المعارف والعلوم ضمن أختصاصاتهم وعناوينهم ومهما وصلت عملية التعليم خلالها من نجاح في أطارها النظري ، فأنها تبقى قاصرة ما لم يرافقها أو يختمها تدريب عملي لترسيخ ما استوعبه الطالب من الدروس النظرية خلال السنوات الأربع أو الخمس ... وكانت الجامعات العراقية حتى السبعينيات من القرن الماضي تكرم الطالب عند حلول العطل الصيفية بممارسة التدريب أو التطبيق بحسب تخصصه الدراسي في المختبرات و الورش الجامعية والمؤسسات الصحية وغيرها لدعم ما اكتنزه من دروس نظرية ..لأن حصيلة المعارف العلمية تبقى غير مكتملة ما لم يرافقها تطبيق عملي قبل منح شهادة التخرج للطالب ، وبشرط أن يتم ذلك عبر منهاج علمي رصين تتوفر فيه مستلزمات النجاح .

وعلى جامعاتنا اليوم ، حكومية كانت أم أهلية أن تحرص على عودة ذلك النهج السليم الذي كان ينفذ قبل عقود وهذا ما تمارسه معظم الجامعات الرصينة في البلدان المتقدمة وتعتبر التدريب في الحقول الاختصاصية ذات العلاقة موازية للتعليم النظري، وهذا ما كانت تعتمده جامعاتنا العريقة انذاك .. وقد تضاءلت حصة التدريب الصيفي، وتناست عمادات الكليات بجميع اختصاصاتها هذه الحلقة بعد التوسع العشوائي بافتتاح الجامعات الاهلية في عموم البلاد .. وما يحصل أحيانا هنا أو هناك هو مجرد مبادرات محدودة .... ولهذا أضحت الفجوة واسعة بين ما يتعلمه الطالب من دروس نظرية في جامعته وبين ما كان يطبقها ويمارسها عملياً في المختبرات وورش المؤسسات ذات العلاقة خلال العطل، الأمر الذي أدى إلى حصول تباين في حصيلة الخريجين النظرية، وأدائهم الفعلي في مؤسساتهم عقب التعيين.