وأخيرا أعلن رئيس الجمهورية تكليف الدكتور محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة بعد أشهر من تظاهرات مختلفة عن السابق وكانت معبرة عن إرادة جماهيرية واعية تنشد التغيير وإعادة الدولة إلى المسار الصحيح بعد سنوات صعبة وقاسية على المستوى السياسي  والأمني والإقتصادي والإجتماعي وما شهدته البلاد من تحديات أسهمت في تأزيم الأمور وسط تنافس عميق وعقيم في بعض الأحيان .أول الإشارات المبشرة من هذا التكليف الكلمة التي ألقاها الدكتور محمد توفيق علاوي ووجهها إلى الشعب وإلى المتظاهرين الذين قدموا 600 شهيد وآلاف الجرحى وطالبهم بعدم التوقف عن التظاهر السلمي ، والبقاء في الساحات حتى تتحقق جميع المطالب وأن يعاقب المتسببون بإستهداف المتظاهرين وأن يعالج الجرحى وتضمن حقوق أسر الشهداء والذين تضرروا كثيرا من الأحداث الأخيرة .الكلمة تعد عنوانا لبداية مرحلة مهمة يمكن أن توفر ضمانة كبيرة لتحولات سياسية وأمنية وإقتصادية مؤمل منها أن توفر ضمانات التحول السياسي وإجراء إنتخابات حرة نزيهة تأتي بوزراء ونواب يمثلون إرادة الشعب والجماهير المنتفضة التي خرجت رفضا للسائد والتي صبرت على عذابات مرحلة مرهقة إتسمت بالتوتر وعدم الثقة بين الفرقاء السياسيين وشهدت تدخلات خارجية وصراعات بالنيابة لا يمكن ضمان أن تعود بالخير على العراق ولابد من مغادرتها لأنها جعلت من العراق أرضا خصبة للنزاعات والفساد والمغالبة السياسية .بقي أن نقول إن إختيار الدكتور محمد توفيق علاوي يمثل الخيار الأصح والأصلح لهذه المرحلة حيث يمثل إختياره تلبية لرغبة المتظاهرين الذين يطالبون بالتغيير المنشود وهذا ما أكده سماحة السيد مقتدى الصدر وعده إنتصارا للمتظاهرين وإرادتهم الحقة وتضحياتهم الكبيرة والمؤلمة التي رسمت مستقبل الدولة ووجودها الحق الذي يجب أن يكون كما تريده الجماهير بعيدا عن إرادة القوى الفاعلة .