الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 20.95 مئويـة
رجاء بن عمار .. الرحيل المبكر والابداع الطويل
رجاء بن عمار .. الرحيل المبكر والابداع الطويل
مسرح
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

هي فنانة ثائرة وطموحه ومتأملة لا يستوعب خيالها سوى المسرح الذي اصبح صوتها والصدى انها فنانة صاحبة رسالة يصدح  صوتها في الارجاء فيشكل موقفا رافضا للظلم والتسلط والفقر والاستغلال وتنادي بتغيير الحياة لواقع افضل للانسان الذي ينبغي ان يعيش دائما واينما يكون بحرية وكرامة ، ساهمت الفنانة في اضافات مهمة للمسرح التونسي وقد ركزت عبر اعمالها الكثيرة والمتنوعة على حركية الجسد وتطويعه للدور. بل اعتبرته هو جوهر عملها وقد تبلور ذلك عبر عروضها العديدة  وما يحسب للفنانة ايضا مشاركتها الفاعلة وحضورها الفاعل في عملية التغيير السياسي التي شهدتها البلاد وتتجة موقفها الرافض للتسلط السياسي تعرضت رجاء بن عمار للمضايقة والاعتداء من قبل رجال الامن وحين اشتد الامر  غادرت تونس واقامت في بلدان عربية كمصر ولبنان ثم عادت بعد فترة  ولم تتخل عن نهجها الانساني ودورها الوطني متخذة من فن المسرح سلاحا ومنهجا لتحقيق افكارها  وتجاربها المسرحية التي ظلت اعمالا تنبض بالحيوية والاقتراب من اشكاليات الشارع وطريقة المعالجة المتميزة فهي فنانة تنتمي للمسرح الجاد وغير التقليدي وظل هذا طابع اعمالها سواء في التمثيل او الكتابة والاخراج منذ ان ابدعت في عملها الامل عام ١٩٨٦ ومسرحية ساكن في حي السيدة ١٩٨٩ وبياع الهوى ١٩٩٥ وفارسا ١٩٩٧ وعرض وراء السكة ٢٠٠١ وهوى وطني ٢٠٠٥ وفيسبوك ٢٠١٢ وطبة ٢٠١٥ وصولا الى اخر اعمالها نافذة على الذي كان ضمن افتتاح مهرجان الحمامات الدولي. اسست رجاء بن عمار مع زوجها الفنان المنصف الصايم مسرحا في مدار قرطاج الذي ارادوه ان يكون مكانا مسرحيا يحتوي افكارهما احلامهما وخيالهما لقد سعوا كثيرا من اجل هذا المسرح وبذلوا جهودا امتدت على مدار سنوات وهما في حالة صراع مع بلدية المدينة الى جانب الازمات الاقتصادية والمشاكل الادارية ورغم ذلك لم تتوانى رجاء بن عمار من مواصلة العمل المسرحي ولم تنقطع عن الانتاج حتى اخر لحظات عمرها  المزدحم بالابداع حتى شعرت يوما ان قلبها المرهف قد اصابع التعب ولابد من مشرط الجراح لكن رغم اجراء العملية لم يستطع الاطباء من اعادة ذلك القلب لنبضه الطبيعي  فتوقف فحأة وانطفأت احدى ايقونات المسرح التونسي  ورحلت الكبيرة رجاء بن عمار تاركة الحزن والحسرة وسيل من العطاء الفني وهي مازالت لديها الكثير من التجريب والافكار المتوهجة في عقلها وروحها ومحبتها للناس والوطن رحم الله الفنانة التي سيظل اسمها عالقا في ذاكرة التونسيين وكل من شاهدها وهي تضىء فضاءات المسرح العربي اينما تكون .

المشـاهدات 816   تاريخ الإضافـة 03/02/2020   رقم المحتوى 3971
أضف تقييـم