عدنان سلمان

قلت له الا تستطيع الانتظار خمس دقائق حتى تترك السيارة (الكيا) ؟!  ألا ترى ان السيارة مملوءة بالركاب وجلهم كبار السن ؟ ألم تسمع ان العالم قاطبة يمنع التدخين  في الأماكن العامة؟! لم يُعر الشاب المملوء حيوية ونشاط وهندام حسن، يحسبه الناظر إليه من اولاد الذوات، وأنه دو وعي وثقافة جيدين . أشاح بوجهه عنّي ناحية شبّاك السيارة ، وبدأ ينفث دخان سيكارته بعنف .. نصفه يذهب مع الريح خارجاً والنصف الثاني نستنشقه صاغرين !!  هذا السلوك .. وهذه اللّا أُبالية ليست غريبة عن واقعنا الراهن، وإنما هُناك مواقف وتصرفات يندى لها الجبين، وينتابك التأسي والتأسف والحيرة كذلك لما آل إليه وضع الشباب خاصة والشعب عامة مُنذ السقوط ودخول القوات الأجنبية إلى البلاد ولحد الان !!  سلبيات لا تعد ولا تحصى ... أهيَ تمرُّد على الواقع .. ام نقص في التربية ؟ لا أعلم !!  كنا نحلم بعد تغيير النظام ان تكون استراتيجية الدولة التركيز على الشباب وانتشاله من (وئدته ) وتوفير الأجواء الثقافية والصحية والمادية، وتحصينه من الانزلاق الى مهاوي الرذيلة والعدم .. ولكن!  قلت لهذا الشاب ، أنت كولدي ، وانا اكبر من والدك ، ارجوك أن تستمع لما اقوله لك .. بعد ذلك ان شئت الأخذ به أو لا .. فهذا متروك لك ..  عندئذٍ عدّل من جلسته ، واعطاني أذناً شبه صاغية ، وقال : (تفضل عمو) .. قلت له الله يساعد صدرك ، عند استنشاقك للدخان تسحب مع النيكوتين والقطران المضرة بالصحة أصلا زفير ركاب السيارة . والهواء الذي تتنفسه مملوء بكتريا وأتربة ودخان عوادم المركبات ، ورائحة القمامة النتنة ذات الفيروسات المركزة . استغرب الفتى.. هذا الشاب ( العاق) الذي كلمته أول مرة ولم يحترمني.. رمى ما تبقى من سيكارته من شباك السيارة كتصرف لا ارادي .. وقلت له في نفسي الحمد لله هذا أول الغيث. وشكرني كل من كان في (الكيا) وبعدها ودعتهم، داعياً لهم بالسلامة والامان والصحة التي هي تاج على رؤوس الأصحاء ولا يعرفها سوى المرضى ..