الوطنُ موجودٌ وصورته حيَّة في حنايا الضمير لـدى عبد الناصر الجوهري |
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : بقلم الدكتور : على محمد السيد الجزء الاول "عبد الناصر الجوهري " شاعرٌ شاب أتمَّ العقد الخامس من عمره ، قيمة وقامة في الشِّعْرِ العربيِّ ، اُختير ضمن أفضل خمسة وثلاثين شاعرًا في الوطن العربي في مسابقة "أمير الشعراء" عام 2008 بالإمارات. صدر له سبعة عشر ديوانًا شعريًّا ومسرحيتان من النص الطويل ، تناول أعماله بالدراسة والنقد كبارُ النقاد ، وأشادوا بموهبته وعلو كعبه في فن الشِّعْر . عندما تقرأ شعره تشعر أنكَ تقرأ " للمُتنبّي " في قوة ألفاظه وجزالتها وأصالتها ، وفي اعتداده بذاته وثقته بنفسه ،وهو شاعر يعرف قيمة الشِّعْر والشُّعراء ودورهم في النهوض بأمتهم . عندما تقرأ شعره أيضا تشعر أنكَ تقرأ لشاعر من شعراء مدرسة " أبوللو"، تقرأ لإبراهيم ناجي أو أحمد زكي أبو شادي ، ففي شعره الرومانسية ، وفيه الرقة والعذوبة ، وفيه الاندماج في الطبيعة والتناغم معها. وإن كان "الجوهري " يختلف عن مدرسة "أبوللو" في موقفه من المرأة ، "فالجوهري" لا يتذلل ولا يتصاغر ولا يتنازل ، ولا يسْتجدى عطف المرأة . ويتضمن شعره أيضا الواقعية والاهتمام بقضايا الوطن والوعي التام بهمومه ، والدعوة إلى الثورة على الظلم والاستكانة والخضوع ، في كل هذه الاتجاهات كتب "الجوهري" فأجاد، و"الجوهري" أيضا كتب المسرحية الشعرية التي تحتاج من الشاعر النضج الفني ، والتمكن من أدواته وعمق التجربة وطول الخبرة وحسن التمرس ، فلم يكتب المسرحية الشعرية إلا كبار الشعراء ، وهم يكتبونها في وقت متأخر نسبيًا من حياتهم . بينما كتب "الجوهري " مسرحيته الشعرية وهو شاب ، وأيضا كتب فأجاد والجوهري ليس شاعرًا فقط ولكن له دور بارز في النهوض بالأدب والأدباء في الدلتا بالدقهلية ، ويتضح لمن يقرأ أشعار عبد الناصر الجوهري أنه على قدرعالٍ من سعة الاطلاع والمعرفة، والوعي بالتاريخ، فضلا عن كونه شاعرًا ذا موقف ورؤية وقضية. ⁎⁎⁎⁎ ديوان "ماذا الآن أسمِّيكِ ؟! " هو الديوان الثامن لــ عبد الناصر الجوهري من بين دواوينه صادر عن سلسة أدب الجماهيروبنظرة إلى الغلاف الأمامي تجد شجرة كبيرة متعددة الأغصان تملأ الصفحة ترمز للوطن "مصر" ويتضح من العنوان ـ لمن يقرأ هذا الديوان ـ أن ضمير "الكاف" يعود على مصر . أما عن الغرض من الاستفهام فسيأتي في حينه ،ولا شك أن العنوان أداة تحدد النص وتعينه ، فهو رسالة لغوية تعرف بــ "هوية النص" ، وتحدد مضمونه ، وتجذب القارئ إليه ، وقد نجح الشاعر في ذلك . - وفي الغلاف الخلفي للديوان نجد أيضا صورة الشجرة الرامزة للوطن ولكنها تبدو أقل وضوحًا ، وكأنها إشارة إلى أن الوطن موجود وصورته حية في حنايا الضمير وفي أعماق النفس ، ووقد اختتم الشاعر ديوانه بقصيدة طويلة يتحدث فيها عن وطنه ؛ دلالة على حبه لهذا الوطن وتعلقه به ؛ فبه يبدأ وبه ينهى قصائده.
|
المشـاهدات 424 تاريخ الإضافـة 28/02/2024 رقم المحتوى 40708 |