الإثنين 2024/4/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 31.95 مئويـة
الوطنُ موجودٌ وصورته حيَّة في حنايا الضمير لـدى عبد الناصر الجوهري
الوطنُ موجودٌ وصورته حيَّة في حنايا الضمير لـدى عبد الناصر الجوهري
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

بقلم الدكتور : على محمد السيد

الجزء الاول

"عبد الناصر الجوهري " شاعرٌ شاب أتمَّ العقد الخامس من عمره ، قيمة وقامة في الشِّعْرِ العربيِّ ، اُختير ضمن أفضل خمسة وثلاثين شاعرًا في الوطن العربي في مسابقة "أمير الشعراء" عام 2008 بالإمارات. صدر له سبعة عشر ديوانًا شعريًّا ومسرحيتان  من النص الطويل ، تناول أعماله بالدراسة والنقد كبارُ النقاد ، وأشادوا بموهبته وعلو كعبه في فن الشِّعْر .

عندما تقرأ شعره تشعر أنكَ تقرأ " للمُتنبّي " في قوة ألفاظه وجزالتها وأصالتها ، وفي اعتداده بذاته وثقته بنفسه ،وهو شاعر يعرف قيمة الشِّعْر والشُّعراء ودورهم في النهوض بأمتهم .

عندما تقرأ شعره أيضا تشعر أنكَ تقرأ لشاعر من شعراء مدرسة " أبوللو"، تقرأ لإبراهيم ناجي أو أحمد زكي أبو شادي ، ففي شعره الرومانسية ، وفيه الرقة والعذوبة ، وفيه الاندماج في الطبيعة والتناغم معها.

وإن كان "الجوهري " يختلف عن مدرسة "أبوللو" في موقفه من المرأة ، "فالجوهري" لا يتذلل ولا يتصاغر ولا يتنازل ، ولا يسْتجدى عطف المرأة .

 ويتضمن شعره أيضا الواقعية والاهتمام بقضايا الوطن والوعي التام بهمومه ، والدعوة إلى الثورة على الظلم والاستكانة والخضوع ، في كل هذه الاتجاهات كتب "الجوهري" فأجاد، و"الجوهري" أيضا كتب المسرحية الشعرية التي تحتاج من الشاعر النضج الفني ، والتمكن من أدواته وعمق التجربة وطول الخبرة وحسن التمرس ، فلم يكتب المسرحية الشعرية إلا كبار الشعراء ، وهم يكتبونها في وقت متأخر نسبيًا من حياتهم . بينما كتب "الجوهري " مسرحيته الشعرية وهو شاب ، وأيضا كتب فأجاد والجوهري ليس شاعرًا فقط ولكن له دور بارز في النهوض بالأدب والأدباء في الدلتا بالدقهلية ، ويتضح لمن يقرأ أشعار عبد الناصر الجوهري أنه على قدرعالٍ من سعة الاطلاع والمعرفة، والوعي بالتاريخ، فضلا عن كونه شاعرًا ذا موقف ورؤية وقضية.

⁎⁎⁎⁎

 ديوان "ماذا الآن أسمِّيكِ ؟! " هو الديوان الثامن لــ عبد الناصر الجوهري من بين دواوينه  صادر عن سلسة أدب الجماهيروبنظرة إلى الغلاف الأمامي تجد شجرة كبيرة متعددة الأغصان تملأ الصفحة ترمز للوطن "مصر" ويتضح من العنوان ـ لمن يقرأ هذا الديوان ـ أن ضمير "الكاف" يعود على مصر . أما عن الغرض من الاستفهام فسيأتي في حينه ،ولا شك أن العنوان أداة تحدد النص وتعينه ، فهو رسالة لغوية تعرف بــ "هوية النص" ، وتحدد مضمونه ، وتجذب القارئ إليه ، وقد نجح الشاعر في ذلك .

-  وفي الغلاف الخلفي للديوان نجد أيضا صورة الشجرة الرامزة للوطن ولكنها تبدو أقل وضوحًا ، وكأنها إشارة إلى أن الوطن موجود وصورته حية في حنايا الضمير وفي أعماق النفس ، ووقد اختتم الشاعر ديوانه بقصيدة طويلة يتحدث فيها عن وطنه ؛  دلالة على حبه لهذا الوطن وتعلقه به ؛ فبه يبدأ وبه ينهى قصائده.

 

المشـاهدات 424   تاريخ الإضافـة 28/02/2024   رقم المحتوى 40708
أضف تقييـم