الإثنين 2024/5/6 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
نافذة من المهجر شهر رمضان المبارك.. وقلق ارتفاع الأسعار
نافذة من المهجر شهر رمضان المبارك.. وقلق ارتفاع الأسعار
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب منال الحسن
النـص :

أيام قلائل وندخل شهر الخير والطاعة والمغفرة والعطاء، شهر رمضان المبارك أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات والعافية، شهر الصيام المجيد الذي ذكره الله تعالى في كتابه الكريم (بسم الله الرحمن الرحيم... شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)...

هكذا يسهّل الخالق الكريم علينا أداء الفريضة , لنستقي الدروس والعبر , ولنشعر بما يشعر به الفقير , ولنعطي لأرواحنا فسحة للعبادة والتأمل وإيجاد أيّ منفذ لتقديم المعونة لمن يحتاج .

وفي هذا الشهر الفضيل أيضاً , فرص لمراجعة الذات، فأبواب المغفرة مفتوحة، لذلك يسعى الجميع لاستثمار هذه الأيام الإيمانية للتقرب من الخالق عز وجل، بالعمل الصالح الذي يقع في مقدمة أولوياته التعامل القويم مع الآخرين وحسب موقع كل واحد منا وأسلوب تعامله مع أبناء وطنه، وبما أن وطني , الذي لا أشعر أبداً بالمسافات التي تفصلني عنه , فأنا بين أهلي وأبناء شعبي , أعيش تفاصيل أزماتهم ومعاناتهم , أقول بما أن وطني يعيش وضعاً خاصّاً وبالذات مع قرب شهر الخير والعبادة , وهذا الوضع يتعلّق بارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية , وهو أمرٌ أشعر فيه شخصيّاً بالأسى والحزن , لأن التاجر الذي يسمح لنفسه بأن يستغلّ متطلبات العائلة العراقية لهذا الشهر , من أجل زيادة أرباحه على حساب العمل الصالح الذي يرفعه أكثر منزلة عند ربّ العالمين , لكنه يختار المرتبة الدنيا فيسعى للربح غير المبارك , فرفع الأسعار في توقيت يتزامن مع شهر الله يُعَدُّ خطيئة نتمنى أن يتجنبها كلّ الذين يعملون في تجارة المواد الغذائية وكذلك اللحوم التي صارت هذه الأيام  الشغل الشاغل لمتابعي الشأن العراقيّ ,  فرئيس الوزراء محمد شياع السوداني يعد بتخفيض الأسعار , وجعل اللحوم الحمراء في متناول العائلة العراقية التي أصبح العدد الأكبر منها غير قادر على شرائها , بعد أن بلغ سعر الكيلو غرام الواحد بحدود الخمسة وعشرين ألف دينار , وهو سعرٌ لم تصل إليه هذه المادة التي تعتبر من أساسيّات المائدة العراقية في شهر رمضان الكريم ...

وعود السيد السوداني اقترنت بإجراءات أثارت ردود أفعال مختلفة , والحق يقال أن هذه الإجراءات تنمّ عن حرص صاحب القرار على أبناء شعبه , ودعوته للتجار هي دعوة مخلصة الغرض منها التخفيف من أعباء المواطن ومحاولة السيطرة على سقف مقنع للأسعار وبالذات في ما يخصّ المواد الأساسيّة ..

ومن الإجراءات التي اتخذها السيد رئيس الوزراء , استيراد الأغنام والمواشي والأبقار , التي قد تتوفر لحومها , بسعر أقلّ مما هو موجود حالياً في الأسواق المحليّة , وربما شاهد العراقيون والمتابعون فيديوهات تتحدث عن هذه الخطوة ومدى قدرتها على تحقيق التوازن المنشود , وبالتالي اضطرار أصحاب المواشي والأبقار داخل العراق بخفض أسعار اللحوم , وهو أمر نتمنى أن يتحقق بتوقيت يتزامن مع حلول الشهر الفضيل ...

إن استيراد الأغنام والأبقار والمواشي من دول أخرى , وإن كان حلاًّ يمكن أن يخفف الأزمة , ويقود الأحداث إلى خطّ الشروع بالتنافس الاقتصادي بين المنتج المحلّي والمنتج المستورد , الذي يكلّف الدولة أموالاً بالعملة الصعبة , قد لا يكون بالنجاح المتوقع , وأسباب ذلك تكمن أولاً في طبيعة اللحوم العراقية , طعماً ونكهة , وكذلك في خطوات نقل المستورد من الحيوانات , هذه الخطوات التي لا تخلو من عقبات ومصاعب , لذلك أدعو من هنا , وعبر نافذتي من المهجر , جميع المعنيين بأمور المواشي والأغنام والأبقار , أن يحققوا ما سعت إليه الحكومة , وأن يخفضوا أسعار اللحوم , حفاظاً على الثروة الوطنية والأموال وكذلك تخفيفاً لأعباء المواطن العراقي , وكل هذه الأمور لن تضيع في ميزان الأعمال في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون

المشـاهدات 170   تاريخ الإضافـة 02/03/2024   رقم المحتوى 40848
أضف تقييـم