الأحد 2024/4/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 29.95 مئويـة
دراما رمضان بين الكم والنوع مسلسل نعمة الافوكاتو: بين شروط التلقي وخطاب الافتعال
دراما رمضان بين الكم والنوع مسلسل نعمة الافوكاتو: بين شروط التلقي وخطاب الافتعال
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. حسين الأنصاري
النـص :

وسط تراكم المسلسلات الدرامية الرمضانية يحار المشاهد كيف يمكنه ان يحيط بكل هذه الأعمال التي تغيب طوال العام وتظهر فجأة في شهر رمضان لتغرق الشاشات بفيض الدراما التاريخية والاجتماعية والسياسية والكوميدية المختلفة في اساليبها وأفكارها وتوجهاتها  وهنا يصبح  المشاهدون امام حالة اختيار  للأعمال التي تنسجم مع رغباتهم وأذواقهم  وعليهم ان يختاروا ما يعجبهم من مسلسلات ليتابعوا حلقاتها وربما  يؤجلون  اعمالاً اخرى  لوقت قادم ،  وسط هذا الكم الكبير من الأعمال والمشاهدة الكثيفة ينبغي ان يكون للنقد دوره باعتبار ان الخطاب المرسل يتوجه إلى الجمهور ويتحقق اثره عبر نص التلقي  من خلال الاستجابة  والفهم بتحليل علاماته وبالتالي إنتاج المعنى  عندها يتكامل العمل وتبلغ رسالته واهدافه ،  وفي الدراما  ينبغي ان  تدرك جهات الإنتاج لاسيما من هم معنيون بالمعالجة الدرامية من المؤلفين وكتاب السيناريو وكذلك المخرجين والمؤدين ايضا  ان جمهور اليوم  ليس جمهور الأمس فقد اصبح  عارفا  بتفاصيل صناعة الحدث الدرامي وخبيرا بأساليبه كونه  بات يستخدم ادق وارقى منتجات التقنية الحديثة في الاتصال ويشاهد من خلال اجهزتها اللوحية او المحمولة  احدث البرامج والأفلام  وكذلك يتابع مستجدات مواقع التواصل وبمختلف  اشكالها وتوجهاتها  الامر الذي اكسب الجمهور  خبرات مضافة وجعله يدرك مكامن  العمل الدرامي وعناصره  التي تساهم  في بناء الحدث وطرق معالجته  الاخراجية  باستخدام مختلف الوسائل و الوسائطيات لكن من خلال متابعتنا لبعض الاعمال التي سنتناولها  لمسنا ان المعالجات الدرامية تفتقد احيانا دقة بناء الحدث  وضعف واضح بصياغة الحبكة و تناقض في سلوك الشخصيات ومواقفها  فثمة اختلاف واضح  بين ما تحمله أبعادها  النفسية والطبيعية والاجتماعية وبين تصرفها ضمن سياق الحدث  وانعكاساته ، ويبدو ان بعض كتاب الدراما يلجئون إلى استخدام  عنصر المبالغة والافتعال واعتماد المصادفة في ظهور الشخصيات او المبالغة في الأفعال  دون مبرر وخارج سياق المنطق  فأحياناً نجد سذاجة كبيرة وتجاوز على العقل والواقع  فمثلا في مسلسل نعمة الافوكاتو  الذي شارك في تأليفه المخرج محمد سامي ومهاب طارق وتمثيل مي عمر وأحمد زاهر ، والذي تتلخص فكرته حول دعم الزوجة وتضحيتها امام زوج فاشل  هنا اعلن العمل منذ اول حلقاته عن  الانحياز والتناقض  بين  الشخصيتين الرئيستين فالرجل يظهر سلبيا وشريرا  تماما والمرأة المحامية تظهر بكل إيجابية و مثالية ،  ومع تصاعد الأحداث  وفي مشهد مفتعل حين يلحأ الثري المليونير إلى محامية بسيطة لا تملك حتى مكتبا ويتجاوز مشاهير المحامين لتترافع عن ابنه المتهم وفي ليلة واحدة تغير مجرى الحكم في حين كان يجب ان يظهر لنا الحدث دور المحامية في التحري وتقصي التفاصيل لملف القضية والاتصال بأطراف معنية من اجل الحصول على ما يسند أقوالها ويثبت براءة المتهم خلاف ما رأينا فبرمشة عين تكسب المحامية نعمه القضية وتربح عشرة مليون ، التناقض الاخر يظهر في سلوكها حين تبذخ في أعطاء ما حصلت عليه من أموال لزوجها بحجة انه قد كسب لقضية ارث او ما شابه ذلك دون ان نعرف جذورها كذلك إعطاء نص مليون لصاحبة المقهى  وهو مبلغ كبير  يتناقض مع ذكاء وجهد وخبرة الشخصية باعتبارها محامية  شاطرة ومثابرة ، اما اختيارها مديرة للشؤون القانونية في شركة المليونير الذي يعمل لديه شلة من خبراء القانون بينهم استاذ المحامية ، الدكتور الجامعي الذي يتصرف مع العامل الذي يخدم في مطبخ الشركة تعاملا لا يرتقي إلى أبعاد شخصيته الجامعية  ، كذلك سلوك ابن المليونير واعجابه بالمحامية وهو يعلم انها متزوجه ومحترمة وانقذت حياته ، اما سلوك الزوج جاء مفتعلا ودون منطق فهو امام زوجة رائعة مضحية باعترافه اذن كيف يقدم على الزواج من امرأة اخرى ويتأمر على زوجته  التي انتشلته من الحضيض كان الأجدى  بفريق عمل هذا المسلسل ان يعيدوا النظر بكثير من المواقف والأحداث لبناء مسلسل درامي واقعي ومنطقي بعيدا عن المبالغة والافتعال الذي جعل العمل فاقدا لتأثيره  واقناع جمهور  امتلك الذائقة والخبرة بالدراما الحقيقية .

المشـاهدات 113   تاريخ الإضافـة 22/03/2024   رقم المحتوى 42308
أضف تقييـم