الأحد 2024/5/5 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غيوم متفرقة
بغداد 26.95 مئويـة
طرائف الأمير وحكمته وغرائبه في ذكرى ميلاده ودخوله مصر ..
طرائف الأمير وحكمته وغرائبه في ذكرى ميلاده ودخوله مصر ..
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

د.محمد فتحي عبد العال

كاتب وباحث وروائي مصري

يعد "أبو العباس أحمد بن طولون" مؤسس الدولة الطولونية أكثر حكام مصر ارتباطا برمضان فأكثر مناسباته كانت في الشهر الفضيل فجاء مولده في 23 رمضان 220 هـ ( 835م )   لأب   من أتراك "القفجاق"  يدعى "طولون أي البدر الكامل " من مماليك "نوح بن أسد الساماني"عامل بخارى وخراسان أهداه الأخير بدوره إلى الخليفة العباسي المأمون عام 816م فأعجب به وولاه رئاسة الحرس لمدة عشرين عاما  ولقب بأمير الستر وأم جارية تدعى "قاسم " أو "هاشم " وقيل كان ابن لأبيه "طولون " بالتبني..كما دخل مصر للمرة الأولى نائبا عن زوج أمه القائد التركي "بايكباك أو باكباك" في  7 رمضان 254هـ(868م) ومن بعده حماه "يارجوخ " والذي قال له "تسلم من نفسك لنفسك  أي أمض في طريقك كما تشاء" وبذلك  استطاع بالتدريج أن يؤمن لمصر استقلالا جزئيا عن الخلافة العباسية وأن يؤسس ملكا له ولأسرته من بعده فشيد عاصمته "القطائع" في شعبان عام    256هـ (870م) كما سك الدنانير الذهبية تحمل اسمه ولم يحذف اسم الخليفة العباسي المعتمد على الله .وفي  12 رمضان  عام 265هـ ( 879 م) جاء بناء  مسجده الجامع الشهير ثالث الجوامع الإسلامية في مصر بعد جامع عمرو بن العاص (بني في الفسطاط) وجامع العسكر(بني في مدينة العسكر)وهو أول من سن تحديد ساعات العمل للعمال حتى صلاة العصر فقط  ..

من طرائف ما يروى عنه أنه خرج ذات مرة في قاربه وبصحبته خادمه "نسيم" فوجد شيخا صيادا ومعه ابنه صبي وتبدو من هيئتهما الرثة وملابسهما البالية أمارات الفقر المدقع فرق لحالهما وأمر خادمه "نسيم" أن يدفع للصياد الشيخ عشرين دينارا ..

ما أن قفل ابن طولون راجعا حتى وجد الصياد ملقى على الأرض مفارقا الحياة وبجواره ابنه يبكي ويصيح فظن "ابن طولون" أن أحدا قتل الصياد طمعا في دنانيره فذهب لاستجلاء الأمر بنفسه وسأل الصبي عما حدث فقال الصبي وهو يشير الخادم "نسيم" : "هذا الرجل وضع في يد أبي شيئا ومضى فلم يزل أبي يقلبه من يمينه إلى شماله ومن شماله إلى يمينه فسقط ميتا". ولعل الرجل المسكين مات من فرط فرحته بالمال الذي هبط عليه من السماء فلم يحتمل قلبه هذه المفاجأة ففارق الحياة ذلك أن ردة فعل القلب عند الفرح الشديد تتشابه تماما مع ردة فعله عند الحزن الشديد (متلازمة اعتلال القلب المنكسر  "  Takotsubo" أو جرة الأخطبوط في اللغة اليابانية ) حيث تزيد هرمونات التوتر والإجهاد مثل "الأدرينالين" مما يؤثر على القلب فتزيد من قوة تدفق الدم وترفع دقاته بشكل مؤقت ومفاجىء ويصاحب ذلك عدم قدرة عضلة القلب على القيام بعملها بانتظام فتصاب بالضرر ويشعر المريض بألم في الصدر وصعوبة في التنفس وفي حالات نادرة تؤدي للوفاة..

أمر "ابن طولون" غلمانه بتفتيش الصياد الميت ولعله أراد أن يستوثق من رواية الصبي ومدى صدقها فوجدوا الدنانير في جيبه ولما هم ابن طولون أن يدفع بالدنانير للصبي رفض بشكل قاطع قائلا : " أخاف أن تقتلني كما قتلت أبي "..هنا فطن  أحمد بن طولون لما قصده الصبي فقال معلقا : " الحق معه فالغني يحتاج إلى تدرج وإلا قتل صاحبه ".

لا تستقل عزيزي القارىء بقيمة هذه الدنانير وكونها ثروة قد حلت بالرجل ذلك أن الدينار الأحمدي الذهبي ذاعت شهرته في زمنه لأنه الأقرب إلى الوزن الشرعي للدينار 4,25 جرام كما أن عياره كان الأعلى بين ما عرفته الدنانير الإسلامية عبر عهودها إذ كان يصل إلى 23,5 قيراط وذلك بفضل حركات التعدين النشطة في عهده في صحراء العلاقي بالصحراء الشرقية وحتى جنوب شرق أسوان وقيل أن إصراره على دقة صنع ديناره بمواصفات قياسية نابعا من رغبته في منافسة دنانير من أجود العيار عثر عليها  في حوض أثناء الحفر بجوار الأهرام فتشدد أن يكون ديناره مثله .

والحقيقة أننا لو اسمينا "أحمد بن طولون" بالحاكم "المحظوظ" أو "المرزق" لن نكون في ذلك قد جنحنا للشطط  أو نطلق مسميات على عواهلها دون أن تصيب كبد الحقيقة والحقيقة الجلية أن الرجل كانت الكنوز المخبأة تسارع في أثره وتتبع خطاه ففي رحلة له نحو الصعيد وبينما هو ممعنا في رمال الصحراء الممتدة ساخت قدم فرس لأحد غلمانه في رمالها وإذا بنفق فتح فيه ألف ألف دينار استخدمها في بناء "البيمارستان الطولوني" بجوار جامعه (أي المستشفى وقد أُنشئ عام 259 هجرية (872م) بتكلفة  60 ألف دينار وخصص لعلاج العامة من المصريين بالمجان وكانت دلالات شفاء المريض قدرته على تناول دجاجة ورغيف خبز) بعد أن استأذن الخليفة المعتمد في بغداد كما أصاب بعده مالا عظيما "الكنز" فبنى منه جامعه ولذلك لا نستغرب أن لوحة التأسيس لجامعه قد حملت "أمر الأمير أبو العباس أحمد بن طولون مولى أمير المؤمنين أدم الله له العز والكرامة، والنعمة التامة في الآخرة والأولى، ببناء هذا المسجد المبارك، الميمون من خالص ما أفاء الله عليه وطيبه، لجماعة المسلمين ابتغاء رضوان الله والدار الآخرة، وإيثاراً لما فيه تسنية لدين، وألفة المؤمنين، ورغبة في عمارة بيت الله وأداء فرضه، وتلاوة كتابه، ومداومة ذكره" وجاء كذلك  ذكر قوله تعالى في سورة النور :  (لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38)).

ومن طرائف ما يروى عن طريقة تربيته لابنه " العباس"من أنه أرسل ذات يوم في منتصف الليل يطلب كاتب ابنه "العباس" ويدعى  "عبد الله بن القاسم" فأقبل الأخير خائفا مذعورا وربما خشي أن يكون على مقربة من الموت أو العقاب لوشاية من حاقد أو حاسد كطبع تلك الأزمنة ..مضى  الكاتب في أثر الحاجب حتى وصل بيت مظلم فأمره الحاجب أن يسلم على الأمير فسلم فقال له "أحمد بن طولون" والظلام يظلل مكانه: "لأي شيء يصلح هذا البيت؟ " فقال الكاتب وكأنه لم يجد تفسيرا آخر لهذه الحالة : " لـلفـكر" .قال "ابن طولون "مستفسرا وكأنه يختبر ذكاء كاتبه : "ولـم؟" .قال الكاتب :"لأنّه ليس فيه شيء يشغل الطرف بالنظر فيه". قال "ابن طولون" مبتهجا : "أحسنت!"..ثم مضى يأمر الكاتب بأن يحضر له ابنه  "العباس" وأن يمنعه تماما من الطعام حتى يصل إليه ليأكلا معا وكان "العباس" لا  يصبر على الجوع وهم أن يأكل شيئا يسيرا قبل ذهابه إلى أبيه لكن الكاتب منعه امتثالا لأمر سيده ..كان "العباس " يتضور جوعا وما أن وضعت أمامه البقول المطبوخة الباردة حتى التهمها عن آخرها ولم يبال حتى شبع وكان الأب يجلس ولا يشاركه الطعام وما أن انتهى "العباس " من الأكل حتى أمر "ابن طولون" بإحضار مائدة أخرى فيها كل ما لذ وطاب من الأطعمة: الدجاج والبط والجدي والخروف  وانطلق الأب منبسطا يأكل بينما ابنه "العباس "يمنعه شبعه الشديد من مشاركة أبيه هذا الوليمة العامرة وهنا قال له "ابن طولون " معلما :"إنني أردت تأديبك في يومك هذا بما امتحنتك به، لا تلق بهمّتك على صغار الأمور بأن تسهل على نفسك تناول يسيرها فيمنعك ذلك من كبارها، ولا تنشغل بما يقل قدره فلا يكون فيك فضل لما يعظم قدره"..

لكن الواضح أن  جهود "أحمد بن طولون" لابنه "العباس" لم تنجع وهذه سنة الله في خلقه فهو عز وجل لا يمنح عباده كل شىء قال تعالى في سورة الشورى  : (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27)).

وحدث أن خرج "أحمد بن طولون" إلى الشام  لإخضاعها بعد وفاة واليها " أماجور " واستخلف على مصر ابنه الأكبر  "العباس " وأوكل تدبير شؤون البلاد للوزير "أحمد ابن محمد الواسطي " غير أن "العباس" طمع في الملك  أثناء غياب أبيه وأغراه بذلك بعض رفقاء السوء ومنهم قادة مضمرين الشر بأبيه  فنصحه الوزير بطاعة أبيه فامتهنه وقبض عليه وقيده..ثم خشي "العباس" أن يكون الأمر قد وصل لأبيه فتظاهر أنه خرج إلى الإسكندرية بأوامر من أبيه   وفر  إلى برقة حاملا معه مافي خزائن الدولة من أموال وعليها ما اقترضه من أموال كبار التجار بضمان والي الخراج   ومعه "الواسطي" مكبلا في الحديد  وذلك عام 265 هـ(879م) فلما عاد "أحمد بن طولون" إلى مصر حاول استرضاء ابنه وبعث إليه وفدا ضم القاضيين " بكار بن قتيبة" و"الحسين بن عبد الرحمن القاضي المعروف بابن الصابوني الانطاكي الحنفى  " لإقناعه بالعدول عن عصيانه والعودة مقابل العفو عنه ولما لم تفلح هذه الخطوة وجه جيشه إلى إفريقية للقضاء على حركة عصيان ابنه " العباس" والذي أنفق كل ما اختلسه من مال وانكسر وحمل إلى مصر حيث أمر أبوه بضربه وسجنه مقيدا وظل في السجن حتى مات والده وتولى خلفا له أخوه "خمارويه ابن أحمد بن طولون "ولما رفض العباس مبايعته أمر بقتله..

ومما يروى أن علاقات وطيدة عميقة الدلالة شديدة الأثر ربطت بين "أحمد بن طولون" بالرهبان المصريين  وكان دائم الزيارة لأديرتهم ومنها دير القصير (في الطريق لحلوان وقريب من المعصرة) ويخلو ويعتكف بها وكان يأنس بالراهب "  أنطون منية أندونة " ودائم الحديث معه..

كما كان حاجبه الخاص قبطيا يدعى "أبي الذؤيب(يقال اسمه نعيم)"يرافقه كظله في جميع أحواله ويستشيره في بعض الشئون..

وعلى عكس ما يشاع عنه فقد كان ميالا لتمكين المصريين في الجهاز الإداري لدولته حيث حدث أن كان كاتبه "أحمد بن محمد الواسطى" في مهمة بالعراق وأوكل بعمله كاتب مصري يدعى "جعفر بن عبد الغفار" ولما قيل له أن مستواه دون "الواسطي"قال :"أنا احتمله وأقنع به لأنه مصري" .

لكن تظل أكثر جوانب شخصية "أحمد بن طولون" غرابة هي حدسه وفراسته التي كانت موضع إجماع معاصريه مما عاونه على توطيد مركزه وكشف جواسيس الخلافة العباسية والتخلص منهم وكان "ابن طولون"  في ذلك  يحمل وجها لا يعرف الرحمة أو الهوادة مع مناوئيه أو من يشتم منهم رغبة في الانتقاص من صلاحياته أو  الانقضاض على حكمه.

حينما جاء "أحمد بن طولون لمصر" كانت السلطة فيها منقسمة بين ثلاث مراكز للقوى السياسية يتجسسون على بعضهم البعض أولها :"منصب وكيل الوالي" وقد آل إليه ويأتي بعده :"منصب عامل البريد "وكان عليها  "شقير الخادم" مولى "قبيحة  " أم الخليفة المعتز بالله وهمزة الوصل المباشرة مع الخلافة وآخرها: "منصب القاضي" وعليه "بكار بن قتيبة" ..استطاع "أحمد بن طولون " عبر عيونه في قصر الخلافة العباسية ومنهم " الوزير "الحسن بن مخلد بن الجراح(ذو الوزارتين)" أن يطلع على جل المؤامرات التي تحاك من وراء ظهره ومنها شكاوى مرسلة من عامل البريد "شقير" والذي مثل أهم وأخطر جواسيس الخلافة لذا أسرع "أحمد بن طولون " للتخلص منه فأرسل رجال شرطته لإحضاره من بيته على قدميه جريا وكان "شقير " رجلا بدينا فلما مثل بين يدي "ابن طولون " كان قد أصابه الإعياء الشديد فأمر الأخير بضربه بالسياط وهو يستغيث من الألم حتى أصبح جليا أنه موشك على الهلاك وبينه وبين  الموت سويعات فأمر " ابن طولون"  بالإسراع بحمله إلى داره راكبا ليموت هناك ولما مات أرسل الشهود لداره للإقرار بأنه مات بشكل طبيعي بدون سبب غير حضور أجله!!..أما "أحمد بن المدبر "صاحب الخراج فقد كان الخلاص منه قدريا إذ ولاه الخليفة خراج الشام وخرج من مصر بشكل نهائي  لكن "ابن طولون" وأثناء حملته على الشام التي أشرنا لها آنفا أرسل إليه رسولا يدعى "إينح"   احتال عليه وخدعه وأحضره لابن طولون فحبسه حتى فقد بصره ومات ولم تشفع له ضياعه العظيمة التي منحها له يسترضيه وتزويج ابنته لابنه "خمارويه" ..كما قبض أيضا على " الحسن بن شعره " مضحك الخليفة المتوكل ومن بعده "ابن المدبر" في مصر وعرف بتندره على "ابن طولون" ومات تحت السياط .

هذا خبر كبار خصومه والجواسيس عليه فما بال الصغار  هل لم تطالهم قبضته؟!!!  من طريف ما يروى عنه أنه رأى ذات مرة من شرفة قصره  جنازة  فأمر بإحضار النعش ومن فيه ولما فتح أمامه صاح في الجسد المسجى أمامه  قائلا : "قم يا متماوت "ثم دعا بالسياف وقال: اضربه، فنهض  الميت من نعشه وقد انكشف سره فقال له "ابن طولون" : "أنت متجسس من ناحية أحمد( يقصد الأمير أبو أحمد الموفق العباسي )؟" قال: "نعم!" قال:" لو لم أتقدم إليك لقتلتك وقتلت من معك، وأمر من أخرجهم عن عمل مصر."

لما سئل ابن طولون كيف علم بأمره ؟! قال :" رأيت القوم ليس عليهم كآبة من مات له ميت، ورأيتهم يطوفون بالقصر، ونظرت إليه في النعش فرأيت رجليه قائمتين ورجل الميت تسترخي؛ فحكمت أنه حي، فلما حضر رأيته يسارق النفس ( يتنفس صعودا وهبوطا) فصحت القضية"!!..

كانت نهاية ابن طولون الأكثر طرافة في كل ما سبق إذ خرج مقاتلا "بازمار أو يزمان الخادم"الذي استولى على حكم " طرسوس" التابعة له والذي فتح نهر البردان "نهر طرسوس " على قوات "ابن طولون "فاضطر للانسحاب وعلى إثر إسرافه في شرب لبن الجواميس  والواضح أنه كان ملوثا أصيب "ابن طولون "بالقىء والإسهال  الشديد جراء إصابته بالهيضة " الكوليرا ولا استبعد أن تكون مياه النهر الملوثة هي المسؤولة عن وفاة "ابن طولون" بالكوليرا . وقيل أن طبيبه المسيحي "سعيد بن توفيل أو نوفيل" نصحه بعدم تناول الغذاء ليومين لكنه لم يستمع لنصحه وأثقل في الطعام فأكل خروفا ودجاجا (طبعا اللحوم الدهنية تزيد من خطورة الإسهال)فساءت حالته ونقل على محفة يحملها الرجال عبر البحر في طريقه لمصر وهناك هدد أطبائه وفيهم  "الحسن بن زيرك" بضرب أعناقهم قبل موته  إن لم يعالجوه على الوجه السديد ولما اشتد به المرض خرجت جموع المصريين من  مسلمين  بمصاحفهم  ويهود ومسيحيين بالتوراة والإنجيل والمعلمون بصحبتهم الصبية من تلاميذهم  إلى الصحراء للدعاء له في مشهد فريد وكانت آخر دعواه "يارب آرحم من جهل مقدار نفسه وأبطره حلمك عنه" ليلقى ربه في 10 ذو القعدة 270 هـ الموافق 10 مايو 884م

المشـاهدات 123   تاريخ الإضافـة 30/03/2024   رقم المحتوى 42810
أضف تقييـم