على ورق الورد موسيقى الطبيعة وتأثيرها في النفس منذر عبد الحر |
فن |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : ليس هناك أبهى وأكثر تأثيرا ً من تحليق الروح بأجنحة الموسيقى , هذا التحليق الذي ينقل النفس إلى أجواء مدهشة من الحلم , وتتجلى فيه قدرة الإنسان على الإفصاح عن توقه للتحرر من كل قيود الحياة المادية , التي تحرّك انفعالاته باتجاه القسوة من العوامل المحيطة بكلّ شيء فينا ...
الموسيقى , ليس عزفا ً على آلات ٍ حسب , وليست كلمات تترنم بها حنجرة عذبة الصوت , تموّج الكلمة وتحملها على طيف ٍ من أداء , فالموسيقى في طبيعة الأشياء , وإيقاعها المنعكس على تحوّلات الروح , لذلك فهي ليست بحاجة لترجمتها والتعبير عنها بكلمات في أكثر الأحيان , بل هي المؤثر الذي تتداعى فيه ذواتنا فتستجيب لنغمة سريّة ربّما علقت على أهداب شجرة , أو أغصان معنى , ومعذرة للقاريء العزيز على هذه الإستعارات اللغوية المقصودة , فهي نافذة أولى لفكرة إحساسنا العالي بموسيقى الأشياء , وتأثيرها علينا , سلوكا ً ورؤية ً ومسار حياة أيضا ً , فالذي يتعاطى الموسيقى , وكما أسلفت ُ ليس بالمعنى التقليدي للموسيقى , يتميز بنسق خاص في مفردات يومه , وحساسيّة عالية تجاه كلّ الظروف ...
تحت هذا التصوّر , ألجأ في الكثير من الأحيان , إلى الموسيقى الكلاسيكية , من خلال الاستماع إلى سمفونيات المشاهير , وإلى أبرز المقطوعات العالمية التي خلدت في أذهاننا , وقد كانت في أيّام بثّها تمثّل ظاهرة فنيّة واجتماعية أيضا ً , حين كانت الثقافة , ميّالة للتأمل , وكان المثقف , كائنا ً يتعاطى الثقافة بوصفها سلوكاً بشريّاً رفيعا ً , وأداء ً إنسانيّا ً بليغا ً , تكون عودتي للموسيقى , عودة كيان كامل , أعود سنوات , كما أنتقل إلى مكان , سرعان ما ترسمه نبضات الموسيقى وتحرّكات أوتارها , وكأنها سحر ٌ يحملني على بساط سحريّ , فأجدني بين أشجار حقل ٍ عرفته , بكامل غصونه , وثماره , وقبل كلّ ذلك زهوره , وهذه العودة دائما ما تقترن بالوجع الجميل , والألم الذي ينتج رؤية إنسانيّة عميقة ً , تراني متفاعلا ً معها , مسحورا ً بها , وكأنني تحت تأثير عقار ٍ طبيّ , مخدّر , أو مهدئ , هكذا تكون عودتي عند إصغائي لأثر ٍ فنيّ عميق , وأعيد هنا ليس بالضرورة أن تكون الموسيقى عزفا ً , فهناك موسيقى اللوحة وموسيقى الشعر وموسيقى المسرح والسينما وكل الفنون , فهي تؤثر تأثيرا ً حيويّا مباشرا ً على أعماق الإنسان .
يقول أحد المشاهير " أتمنى أن يصل تأثير الشعر إلى مستوى تأثير الموسيقى" , فالتأثير الموسيقي , حيّ , سريع , فيه سرّ الروح ونشوة القلب , وقد قلت ُ مرة لأحد الأصدقاء حين سألني عن رأيي بالموسيقى , إنني عاشق ٌ لها , حد أنني حين أهمّ باتخاذ قرار مهم وحيويّ وجرئ وحاسم في حياتي , فإنني ألجأ لسماع الموسيقى قبل أن أتخذ القرار , لأن الموسيقى تمنحني مساحة من التأمل , والاسترخاء الروحي العميق والهدوء , وبالتالي التجلي , الذي يؤدي إلى إعطاء القرار الدقيق , غير المتعجّل , هكذا أنا , ولا أعرف إن كان غيري , يسعى لهذا الخيار أم لديه سبل أخرى , فلا بديل عندي في صعود شمس صباحي سوى الإصغاء لهمسات فيروز , فأنطلق معها إلى فضاء من الأمل , ناسيا ً كل مصدّات الكونكريت التي تمثل واقعنا القاسي , متفائلا ً بالإنسانية العظيمة , التي تحقق في الموسيقى حقولا ً من المحبة والتراحم والسلام .
|
المشـاهدات 97 تاريخ الإضافـة 31/03/2024 رقم المحتوى 43002 |
معهد التطوير النيابي ينظم ورشة عمل حول قانون حق الحصول على المعلومة |
لستم من الشيعة.. التنسيقي يرد على تلويح تقدم بمغادرة العملية السياسية |
وزير الصناعة: العراق لا يمتلك خامات حديد صالحة للإنتاج ونعتمد على الاستيراد السوداني: الحكومة جادة بالانتقال الى الاقتصاد المتنوع ودعم القطاع الصناعي |
البنداوي: تنسيق عالي مابين القوات الأمنية في ادارة العمليات ضد الارهابيين اللواءان المشتركان يباشران مهامهما الأسبوع المقبل في الفراغات الأمنية بين محافظتين |
حرس الحدود تضبط متهم بحوزته كميات كبيرة من الحبوب المخدرة في عرعر ضبط مليون و400 ألف حبة مخدرة ببغداد مخبأة داخل رولات القماش |