تضاعف عدد العاطلين عن العمل في العراق خلال العقدين الأخيرين وخصوصا من الخريجين في ظل عدم وجود سياسة تخطيط واضحة من قبل الدولة لاحتواء هذه الأزمة حيث اتجه الكثيرون من الشباب العاطل ، ومعظمهم من حملة الشهادات إلى مصادر رزق متنوعة ومبتكرة لكسب قوتهم وقوت عوائلهم ولهذا انتشرت على الأرصفة ومحرمات الأسواق التجارية ومجمعات الفواكه والخضروات أشكال مختلفة من الباعة والبضاعة كلا حسب إمكاناته ..ولكن السؤال المطروح أمام المعنيين في الدولة هو هل يبقى هؤلاء الشباب على ما هم عليه أم سيجدون امامهم في يوم ما فرصة للاستقرار بوظيفة تتلائم مع دراستهم وتحصيلهم العلمي وشهاداتهم سواء كان ذلك في القطاع الحكومي أم الخاص ؟!لقد تجاوزت قضية استغلال الأرصفة ومحرمات الشوارع والأسواق التجارية حدود المعقول حتى بات الموقع الصغير يباع من شخص لآخر حسب موقعه الجغرافي في الأسواق والشوارع فالأرصفة يتراوح سعر الموقع فيها ما بين الخمسين ألف ومائتي ألف أحيانا .. أما في محرمات الشوارع والأسواق فالأسعار فيها مضاعفة ..وقد أصبح استغلال هذه المواقع وسط الشوارع والأرصفة بشعا وراح يعيق حركة مرور المركبات وحتى العربات الخشبية التي تدفع باليد من قبل ( العتالة ) والباعة الجوالين والمتسوقين .. وراحت تتسع هذه الظاهرة عاما بعد عام كلما زاد عدد الخريجين الذين لا توجد أمامهم أية فرصة للتعيين !!وقد حجزت الأرصفة والمواقع التي تمتد في بواطن الأسواق ، وبات أصحابها يتنافسون عليها ويحتكرونها وارتبطت بأسماء أصحابها واتخذت أشكالا متعددة ، منها البسطيات والأكشاك العشوائية والعربات الخشبية الكبيرة ..أن تعدد المهن والبسطيات على الرصيف تأتي ضمن عملية العرض والطلب التي تحكم شراء البضائع ، وأن الزبون دائمآ يشتري من البسطيات باعتبارها أرخص ثمنآ من المحلات التي تحكمها الإيجارات الباهضة ..ولا ندري إلى متى يبقى الخريجون بلا أمل للتعيين ؟! وإلى متى يستمر مسلسل البسطيات على الأرصفة وبواطن الأسواق والشوارع التجارية ؟! ومتى تعالج الحكومة هذه التجمعات التي بات يستهدفها الإرهاب في عملياته الإجرامية ؟!