الإثنين 2024/4/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 27.95 مئويـة
جبار المشهداني : على المسرح العراقي أن يتخلص من السوداوية المعقدة
جبار المشهداني : على المسرح العراقي أن يتخلص من السوداوية المعقدة
مسرح
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

ميسون الشاهين

 

يعتبر مسرحيون تحدثت إليهم شبكة 964، أن اليوم العالمي للمسرح “أبو الفنون” المصادف في 27 آذار، هو فرصة لمراجعة وتقييم التجربة المسرحية في العراق، وبينما يصف بعضهم حالة المسرح بأنها “بين مد وجزر من الازدهار إلى الركود” يرى آخرون أن المسرح العراقي خسر جمهوره ولم ينجح في استعادته مرة ثانية، لأسباب تتعلق بالتركيبة والتركيز على العمل الأكاديمي والتجريدي، على حساب العروض القريبة والملامسة للجمهور.ويعتقد هؤلاء أن السوداوية التي طغت على العروض، قسمت المسرح إلى نصفين، الأول معقد وغير مفهوم حتى لأصحاب الاختصاص، والثاني تجاري “مبتذل” يجعل الأسر تغادره لأنه لا يراعي الذوق العام، ويعزو البعض أسباب التراجع إلى نقص في التمويل إلى جانب تعقيدات تتعلق بكوادر الإنتاج وتغير المزاج العام، والأساليب المسرحية الجديدة التي لا يتبعها الكتاب والمخرجون الذين يتمسكون بقواعد الرواد الأوائل، فيما يصر آخرون على أن المال لوحده لا يصنع مسرحاً متميزاً، وأن مأزق العراق يكمن بعدم وجود إدارة فنية ترعى المشروع الفني.وكتب الفنان المسرحي حقي الشوك على صفحته على موقع فيسبوك، قائلاً “مسرح بلا جمهور مضيعة للوقت” مترحماً على الفنان قاسم محمد، الذي يعد من رواد المسرح الأوائل.وقدم رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، في نهاية 2023، دعماً للفن العراقي بمبلغ قدره 13 مليار دينار، وخصص 500 مليون خارج هذه المبادرة لإقامة مهرجان المسرح العربي في بغداد، وفقاً لنقيب الفنانين، الذي أكد لشبكة 964 أن الحكومة تخصص 2 مليار سنوياً لدعم الإنتاجات المسرحية.المسرح العراقي غرق في التجريب والعمل الأكاديمي، وترك العرض المفهوم والقريب من الجمهور، وأصبح هناك نوعان من المسرح، الأول؛ أكاديمي لا يكاد يُفهم منه شيء، وحتى المختص بالمسرح لا يمكن أن يفهمه، فهو سوداوي، معقد ويعتمد على الظلال والصراخ كأنه لوحة تجريدية وكل شخص يفسر وفقاً لرؤيته.أما النوع الثاني، مسرح تجاري يتسم بالإسفاف والعري، وباتت العوائل تتحاشى الذهاب إلى هكذا عروض لا تناسب الذوق العام.الجمهور الذي أورثنا إياه الآباء المؤسسون مثل يوسف العاني، سامي عبد الحميد وأسعد عبد الرزاق، تلاشى، أولئك صنعوا لمن جاء بعدهم جمهوراً كان يقف بالطوابير على مسرح بغداد، وبعض العروض كانت تستمر لأشهر وسنوات.جوائز المهرجانات في معظمها تمنح بناء على العلاقات، والدول التي تقيم المهرجانات تحاول إرضاء الأشخاص، وكثير من القائمين على المهرجانات المسرحية العربية يعملون بمبدأ “التخادم”، في حين أن الجمهور، وهو المادة الأساسية في أي عرض مسرحي، غير موجود.المسرح العراقي سابقاً كان لديه مكانة متميزة في المسرح العربي، وفقد مكانته الأولى وتراجع ترتيبه في المسرح العربي إلى المرتبة الرابعة أو الخامسة، بعد المسرح السوري واللبناني والمغربي والتونسي، وهذا انعكاس للتخبط الإداري وإسناد المناصب لأناس غير مختصين والعلاقات الشخصية، إلى جانب الوضع السياسي والاجتماعي السائد.المال لوحده لا يصنع مسرحاً متميزاً، وهناك دول غنية مثل الإمارات وقطر والسعودية ولكنها لا تمتلك مسرحاً متميزاً، ولا ننكر الدعم الذي قدمه رئيس مجلس الوزراء في هذا المجال، لكن مأزق العراق في الإدارة الفنية للمشروع، يوجد كادر مميز من ممثلين ومخرجين وكتاب لكن دون إدارة ناجحة.السوداني قدم الدعم المطلوب، ثم ماذا بعد؟ خصصوا مبالغ لإقامة مهرجان المسرح العربي وصُرفت الأموال دون أن يكون لدينا بنية أساسية للمسرح أو السينما.في العراق تُسند إدارة المسرح والثقافة إلى أناس غير مختصين، ومن الطبيعي حينها أن نسمع مقولة نحتاج “الدعم والتمويل”، وعند تقديم الدعم لا يحصل شيء لغياب الفكر الإداري الفني.اليوم هو مناسبة لمراجعة تجربة المسرح وتقييمها، ويمكن القول أن المسرح العراقي بين مد وجزر، يمر بفترات ازدهار ثم فترات ركود، لأنه لا ينفصل عن الحركة السياسية والاجتماعية في البلد، ويحتاج إلى الاستقرار السياسي والاقتصادي.دائرة السينما والمسرح “شبه مفلسة”، وهناك نقص في التمويل لإنتاج عمل مسرحي متكامل.المزاج العام للمسرح تغير، والمسرح التجاري انتهى، وخسرنا كثيراً من الجمهور بسبب الثورة التكنولوجية، فالناس لديها مساحة كافية لمشاهدة أي عمل من خلال المنصات الجديدة، بالتالي لن تتحمل عناء الذهاب للمسرح.الدراما لها شروط خاصة تختلف عن المسرح وشركات تنتجها وأحيانا تنتج على حساب الجودة.غالبية من يشارك بالدراما اليوم غير أكاديمي ولا يستدعون المتخصص، بل يسعون لجلب من يملك معجبين أكثر.المسرح لا يزال محافظاً على تقاليده، وهو مواجهة حقيقية تكشف بصورة مباشرة المبدع والهاوي، على عكس الدراما التلفزيونية، التي تعمل وفق قواعد شركات الإنتاج التي تنتج على حساب الجودة في بعض الأحيان.إيمان الجيل الجديد بالمسرح أصبح ضعيفاً، وباتت الوجهة إلى الدراما، لأنها تضمن طريقاً أسرع للشهرة والأموال ولا تحتاج معايير صارمة، على عكس المسرح.هناك اشتباكات أسلوبية، فاليوم أصبح هناك ما يسمى “مسرح ما بعد الدراما”، أما نحن فملتزمون بخط الرواد الأوائل وقواعدهم.أغلب سكان العراق شباب ولديهم نفور من الأجيال التي سبقتهم وما يقدمونه، لذلك يبتعدون عن المسرح وشروطه الصارمة، ويقدمون خطاً مختلفاً، يشعرون بقيمته من خلال مجاملات الناس ووسائل التواصل الاجتماعي التي تصنع من الكارتون بطلاً.رئيس مجلس الوزراء، محمد السوداني قدم 13 ملياراً لدعم الدراما والسينما والفنانين التشكيلين، وفيما يتعلق بالمسرح، تم تخصيص مبلغ 500 مليون دينار، خارج مبادرة السوداني، لدعم إقامة مهرجان المسرح العربي في بغداد لمدة 10 أيام.استلمنا العمل مؤخراً قبل 3 أشهر في دائرة السينما والمسرح المعنية بالإنتاج المسرحي، ونأمل بموسم مسرحي مختلف عما سبق.هناك تخصيصات لهذه الدائرة تصل إلى أكثر من 2 مليار سنوياً لدعم النشاطات المسرحية والسينمائية.

 

المشـاهدات 179   تاريخ الإضافـة 01/04/2024   رقم المحتوى 43088
أضف تقييـم