معظم بلدان العالم الحريصة على صحة وسلامة مواطنيها تصرف الأموال اللازمة لقطاع الصحة من أجل الحفاظ على شعب سليم معافى يمارس حياته بشكل طبيعي .. وهذا يعني ان توفير المستشفيات والمستلزمات الطبية والعلاج والأدوية بشكل دائم ومقبول هو ضرورة ملحة، وخصوصاً في عراقنا الجريح الذي هو بأمس الحاجة الى جهد وعطاء وحرص لبناء قطاع صحي متكامل يتوفر فيه كل شي .. ولا بد من توفير العناية الصحية للمواطنين عموماً بدءاً من (الصحة المدرسية) وشمول كافة الطلبة في المراحل الثلاث الابتدائية والمتوسطة .. والاعدادية بالفحص الطبي والعلاج اللازم ... ولأنه من الصعب مراجعة التلاميذ والطلبة جميعها للمؤسسات الصحية فعلى وزارة الصحة ان تبادر بتشكيل لجان فحص طبية تضم عدداً من الاختصاصين للقيام بجولات دورية على مدار العاصمة بغداد والمحافظات وخصوصاً الواقعة ضمن المناطق السكنية الشعبية والفقيرة ، وفحص الطلبة بشكل مباشر داخل المدرسة .. ولاشك ان هذه الخطوة مهمة جدا فقد لاحظت هذه اللجان ان بعض الطلبة في حالات صحية غير مستقرة وان عوائلهم غير مهتمة بعرضهم على المؤسسات الصحية بسبب انشغالهم بالعمل وتوفير لقمة العيش ...وبالتأكيد ان كشف الحالات المرضية مبكراً ومن خلال هذه اللجان الصحية المدرسية هو خطوة مهمة وسليمة ، وخصوصاً في حالة وجود امراض وبائية .. وكل حالة مرضية صغيرة ام كبيرة تجعلنا أمام مسؤولية عظيمة في الحفاظ على صحة الطلبة ومشاركة عوائلهم في تأسيس جيل يفهم الحياة وكيف يعيش وكيف يتطور وهو معافى من الاوبئة والامراض.

نهاد العبيدي / بغداد