الخميس 2024/5/2 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 19.95 مئويـة
Fighter توظيف متقن للسينما في الصراع السياسي العسكري
Fighter توظيف متقن للسينما في الصراع السياسي العسكري
سينما
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

جمال الدين بوزيان

عادت بوليوود وصناع أفلامها لاستغلال السينما لتغذية الصراع الهندي الباكستاني، وهو استخدامٌ لم يتوقف نهائياً، لكنه بدا في سنوات مضت، وكأنه خفت حدته، وأصبح الكثير من أفلام بوليوود تميل قصصهم للدعوة للتعايش السلمي بين البلدين، أو الابتعاد كلية عن مثل هذه المواضيع، لكن مؤخراً، عادت بقوة مثل هذه النوعية من الأفلام، مع صعود أسهم أفلام الأكشن والجوسسة، وسيطرتها على أرباح البوكس أوفيس الهندي عموماً والبوليوودي خاصةً.

بدأ عرض فيلم Fighter في 25 يناير 2024، وحقق في شباك الإيرادات حوالي 337 كرور، مع ميزانية تقدر بـ 250 كرور، وهو ما يجعله فيلماً متوسط النجاح، مقارنة بالمنتظر منه، وبحجم النجوم الذين تم الاعتماد عليهم في أداء الأدوار الرئيسية، مثل: هيريتيك روشان، ديبيكا باديكون، أنيل كابور، وفي الأدوار المساعدة: كاران سينغ كروفر، أكشاي أوبوروي، سانجيدا شيخ.

عدم تحقيق الفيلم لإيرادات كبيرة جداً، حرمه من التصنيف كفيلم ضارب جداً أو ناجح جداً، أو كما يقال له Blockbuster أو Blockbuster of All Time، ومع ذلك هذا لا ينفي أن الفيلم منجزٌ بإحترافية كبيرة ومستواه كفيلم أكشن حربي، من الناحية التقنية أو أداء الممثلين، كان يمكن أن يصل به بعيداً فيما يخص الأرباح، لكن معادلة البوكس أوفيس السينمائي غير ثابتة، ولا يتحكم فيها أحد، وغير مضمونة العواقب والنتائج مهما كان العمل متقناً، ومهما كانت ميزانيته ضخمة.

تم تصنيف الفيلم من طرف أغلب المواقع الفنية الهندية كفيلم ضارب أو ناجح (HIT)، وكانت ردود أفعال النقاد الهنود والصحافة الهندية أغلبها إيجابية اتجاه الفيلم، وهو أمرٌ متوقع، ما دام الفيلم يعزف على وتر الوطنية والدفاع عن الهند ضد ما يسمى العدو الباكستاني، الذي وحسب قصة الفيلم، يستغل الجماعات الكشميرية المتمردة في صراعه ضد الهند.

جرعة الوطنية في الفيلم زائدةٌ جداً حد التخمة، لكنها تتماشى مع القصة وسير الأحداث وتفاصيلها، مع توابل بوليوودية أخرى، جعلت من الفيلم رومانسياً غنائياً استعراضياً في جزء كبير منه، مع وجود هيريتيك روشان، المصنف مع أوائل راقصي العالم المميزين، مع مايكل جاكسون وآخرين، ومع وجود شريكته في البطولة ديبيكا باديكون، أهم نجمات الهند حالياً، ساهمت الأغاني التي تجمعهما معاً، في الترويج التجاري للفيلم، قبل وأثناء وبعد العرض، إحدى الأغاني تم اقتباس لحنها من الأغنية الشهيرة Staying Alive لفرقة بي جيس، والتي تم استخدامها سابقاً في فيلم "جون ترافولتا" الأمريكي الشهير Saturday Night Fever سنة 1977، وكما هو معروف في بوليوود، تم اقتباس الأغنية بنجاح، لتكتسب خصوصية هندية بوليوودية، وكأنها أغنيةٌ أصلية، وهو أمر يبرع في الهنود طيلة مشوار صناعتهم السينمائية التي تعدت الـ 100 عام.

تضمن الفيلم خمس أغان، أشهرها، هذه المقتبسة من فيلم ترافولتا، وأخرى تم عرضها في تتر النهاية، وكانت صادمة للبعض، من شدة الإغراء والعري الذي ظهرت بهما ديبيكا باديكون مع هيريتيك روشان، والذي قام هو أيضاً باستعراض جسمه نصف العاري على البحر في الأغنية، وظهر في مشاهد ذكرتنا بما فعله زميله "جون أبراهام" في فيلم "دوستانا".

لكن هذا الاستعراض لم يثر حفيظة الهنود والهندوس خصوصاً وجماعاتهم المتربصة بأفلام بوليوود، لأنه تم تفادي الألوان والرموز المسيئة للديانة الهندوسية، لعدم تكرار ما حصل خلال إحدى أغاني فيلم "باتان" العام الماضي، الذي أخرجه أيضاً سيدهارت أناند، نفس مخرج "Fighter" وكان من بطولة شاروخان وديبيكا باديكون، التي ارتدت خلاله لباس بحر بلون الزعفران المقدس لدى الهندوس، وكان عنوان الأغنية: اللون القذر.

الجانب التقني والتصوير والغرافيك في الفيلم، كان من أهم دلالات احترافية العمل، حيث كانت المعارك الجوية بالطائرات الحربية والهيليكوبتر، وكذلك المعارك البرية، منجزة بطريقة مبهرة وبمستوى عالمي.

العلاقات الاجتماعية والأسرة، كانت من بين توابل بوليوود الحاضرة أيضاً في هذا العمل، حيث تم عرض بعض تفاصيل عائلات شخصيات العمل، والعلاقات فيما بينهم، أو بينهم وبين عائلاتهم وآبائهم، كما تم توزيع ديانات شخصيات الضباط والجنود أصحاب الادوار الرئيسية والمساعدة، حسب الطوائف الموجودة بالهند، الهندوسية، الإسلام، المسيحية، السيخية، للدلالة على تضامن كل أفراد المجتمع الهندي ضد عدو واحد يهدد استقرار بلدهم، وهو أمر معروف ومتكرر في الأفلام الحربية الهندية، للتأكيد على وحدة الجيش الهندي على إختلاف طوائفه الدينية

المشـاهدات 144   تاريخ الإضافـة 17/04/2024   رقم المحتوى 43920
أضف تقييـم