بغداد ـ الدستور

اكد رئيس هيأة النزاهة الاتحاديَّة حيدر  حنون تحقيق الفريق التنسيقيّ المُرافق لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني في زيارته المُهمَّة للولايات المُتَّحدة إنجازاتٍ مُهمَّة في ميدان استرداد المطلوبين والأموال والأصول المُهرَّبة، فيما اشاد بمتابعة السوداني لملفات الفساد وبحثه تذليل مُعوّقات الاسترداد مع الجانب الأمريكيِّ.وحث حنون، في كلمته خلال الاجتماع الذي ضمَّ رئيس جامعة كركوك، والمدير العام لتربية المُحافظة، وقائد شرطتها ومُديري الدوائر الخدميَّة فيها، وقاضي التحقيق المُختصّ بقضايا النزاهة، والمدير العام لدائرة التحقيقات وثلة من مُنتسبي مكتب تحقيق الهيئة في المُحافظة :"جميع الدوائر في المُحافظة على تقديم الخدمات الفضلى للمواطنين والحفاظ على كرامتهم عند مُراجعتها وعدم اضطرارهم لدفع الرشى"، عاداً "المواطنين الكادحين من أسباب تثبيت أركان الدولة وإعادة هيبتها بعد الانكسار الذي حصل عندما سيطرت المجاميع الإرهابيَّة على بعض المدن العراقيَّة".وأردف حنون بحسب بيان الهيأة إنَّ "على جميع الدوائر التعاون مع الهيئة لتنظيف أروقتها من الفاسدين وسُرَّاق المال العام والاضطلاع بمهمَّاتها التي كفلتها القوانين النافذة"، مُنبّهاً إلى أنَّ "الهيأة تُحكِّمُ المعايير المهنيَّة في عملها، لا سيما في التحقيق في قضايا الفساد"، لافتاً إلى "أنَّها تساعد تلك الدوائر في التخلُّص من العناصر السيّئة التي تعرقل عمل تلك الدوائر وتُدنِّسُ الوظيفة العامة، وليس التشهير بها والانتقاص من مُنتسبيها كما يظنُّ خطاً بعض المسؤولين المحليّين في هذه المحافظة أو تلك".وحذَّر" كلَّ من تُسوِّلُ له نفسه العبث بمُقدّرات الدولة وابتزاز المُواطنين ومساومتهم بأنَّ إجراءات الهيئة - التي يعمل مُحققوها تحت إشراف القضاء - ستلاحقهم إلى أن ينالوا عقابهم وجزاءهم العادل والزجّ بهم خلف قضبان العدالة"، مُنوّهاً "بالتنوُّع القومي في المُحافظة الذي عدَّه من مُقوّمات نجاح برامج برامج الدولة وسياساتها التي ينبغي للجميع الإسهام فيها والحرص على تحقيقها".وبحسب بيان الهيأة، تمَّ خلال الاجتماع طرح بعض الرؤى والمُقترحات والمُداخلات؛ لتيسير عمل مكتب تحقيق الهيئة أثناء التحقيق في قضايا الفساد، والحث على تكاتف جهود جميع الدوائر في التصدّي للفاسدين ونبذهم، والتأكيد على سرعة إنجاز التحقيق الإداري، ومتابعة عمل الممثلين القانونيِّين، وعدم محاولة عرقلة إجراءات قضاة التحقيق أو محققي الهيئة.كما تخلَّلت جولة رئيس الهيأة في محافظة كركوك زيارة محكمة استئناف كركوك واللقاء برئيسها قاسم محمد، والتباحث في تسريع آليات حسم القضايا وضرورة توفير الأدلة ليستطيع القضاء إصدار القرارات المناسبة، فقد وصف حنون القضاء بأنَّه عمود ومرتكز في بناء الدولة وأساس النظام البرلمانيّ والنيابيّ وحامي الدستور والضامن للحقوق والحريَّات.ونوَّه رئيس المحكمة بالتعاون الكبير بين القضاة ومكتب تحقيق كركوك، مشيراً إلى أنَّ "القضاء ينظر في القضايا بوجود الدليل دون النظر إلى انتماء المُتَّهم أو قوميَّته"، واصفاً القضاء والنزاهة من "الجهات القلائل التي حافظت على استقلاليتها وحياديَّتها، ونأت بنفسها عن المُؤثّرات غير الموضوعيَّة".فيما أكَّد رئيس هيئة النزاهة الاتحاديَّة وسفير المملكة العربيَّة السعوديَّة في بغداد أهميَّة تعميق العلاقة بين البلدين وتوسيعها لتشمل مجالات الاقتصاد والاستثمار ومكافحة الفساد. ونوه القاضي (حيدر حنون)، وخلال لقائه السفير السعودي في مقرِّ الهيئة، بالبرامج الحكوميَّة وسياسات الدولة في المرحلة الراهنة التي تسعى للانفتاح على دول العالم بعد عقودٍ من القطيعة؛ جرَّاء الحروب التي شنَّها النظام الدكتاتوري والعمليَّات الإرهابيَّة بعد العام ٢٠٠٣. وأشار حنون إلى أنَّ رئيس مجلس الوزراء (محمد شياع السوداني) وجَّه جميع مؤسَّسات الدولة للانفتاح على الخارج والإفادة من التجارب والخبرات في المجالات كافة، واصفاً العلاقة بين العراق والسعوديَّة بأنهما أسرة واحدة ينبغي السعي لتحقيق المصالح المشتركة ودفع الشرور عنهما، لا سيما الإرهاب والفساد. وشدَّد على أن مكافحة الفساد من العوامل المُهمَّة لتوفير بيئةٍ آمنةٍ للاستثمار وعدم تعرُّض المستثمرين للابتزاز والخضوع للرشوة، مُنبِّـهاً إلى أن توفير الأمن ومحاربة الفاسدين يسهلان للمستثمرين تحقيق إنتاجٍ جيّدٍ ومشاريع رصينةٍ. من جانبه. أشاد السفير السعودي في بغداد (عبد العزير الشمري) بتطوُّر العلاقات بين البلدين في الأعوام المُنصرمة، مُنوّهاً بعمق العلاقة والأواصر المُتجذّرة بين العراق والسعوديَّـة، مُعرباً عن أمله في تكلُّل تلك العلاقة بإبرام اتفاقاتٍ ومُذكَّرات تفاهم، لا سيما في مجال مكافحة الفساد، مشيداً بتجربة هيئة النزاهة العراقية في مكافحة الفساد، لا سيما في المرحلة الراهنة. الشمري قام بدوره بتسليم دعوة من رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد السعودية (مازن بن إبراهيم الكهموس) للقاضي (حيدر حنون)؛ لحضور أعمال الملتقى العربي لهيئات مكافحة الفساد ووحدات التحرّيات الماليّة. المُزمع عقده في الرياض منتصف شهر أيار من العام الجاري.