يوميّات أبو جبار حجي ابراهيم وصدمة السفر ---------------------------------- أصدقائي وأحبائي , طبعا أنتم عرفتم الحاج ابراهيم , لاعب الطاولي المعروف اللي عاف الراسيز حين أغلق وصودرت خيوله , وجاء إلى مقهى حسن عجمي ليبطش بكل الذين يلعبون الطاولي مقابل المال , يعني يلعبون قمارا , وفي مقدمتهم القاص عبد الستار ناصر بن جدوعnbsp الزوبعي , فهو , صدك خوش يلعب , لكنه دائم الخسارة مع الحاج ابراهيم الصامت الدائم والذي يمسك زارات الطاولي بطريقة غريبة لفتت نظر عبد الستار فذكرها في إحدى قصصه القصيرة , المهم الحاج ابراهيم لا يفوز عليه , كما يقول ويقر ويعترف باستمرار سوى علي السوداني قاهر اللواعيب كما وصفه هو . الحاج ابراهيم , وبعد هزيمة مفاجئة مع أضعف لاعب في العالم بالطاولي وهو صباح العزاوي , قرر أن لا يلعب ثانية مع مثل هذا فهو طاريء على اللعبة ولا يعرف شيئا ولكن quot زاره قوي quot وقد خدمه الحظ ففاز ,nbsp وهكذا جلس الحاج إبراهيم , وانتظر دون أن يلعب مع أحد , حتى دخل عليه علي السوداني , فاستبشرت أساريره وفرح فرحا حقيقيا من كل أعماقه , وحين شاهده السودانيّ جالسا , مرّ على رفّ علب الطاولي واختار علبة , وانتقى حبتين من أفضل الزار الموجود في المقهى , وتوجّ مبتسما صوب الحاج الذي نهض من مكانه وعانق السوداني , فقال له السودانيّ بهدوء , وكما اعتاد وهو يضحك :quot سأبطش بك اليوم بطشا يا حاج , فهل أنت مستعد للمنازلة , لم يجب الحاج على عبارات الاستفزاز التي أطلقها علي السودانيّ وأشار عليه بالجلوس والبدء الحقيقي للمنازلة . وهكذا , كان الحاج متفوقا , في الداس الأول والثاني والثالث والرابع , وحتى العاشر , فما كان من علي السوداني إلا أن قال له , هل تلعب من الدوس العشرة التي غلبتني فيها , فقال له الحاج : هل من المعقول أن أغلبك عشر مرات , وأن تعوّض كل ذلك بفوز واحد ؟ ثم استدرك الحاج قائلا : أتوقع أنك مفلس هذا اليوم وتريد أن تغلب فقط , فما كان من علي السوداني إلا أن تحدث مع الحاج بصراحته المعهودة حيث قال : يا حاج بصراحة إنني سأسافر يوم غد إلى عمّان لأنني تعرّضت ُ هنا إلى مضايقات الجهات الأمنية وربّما يسببون لي المشاكل الدائمة . فوجيء الحاج ابراهيم بالنبأ الذي أفشاه له علي السوداني , وقال حزينا : سأفتقدك يا علي , ولكن , انتظر , فأخرج من جيبه رزمة مال وقال : خذ هذا المبلغ يا علي فالسفر يتطلب أموالا . وكان المبلغ كبيرا , فاجأ علي السوداني , وذلل له الكثير من العقبات والعوز , فما كان منه إلا أن نهض معانقا الحاج ابراهيم , مودعا إيّاه مكبرا فيه موقفه النبيل , فيما لاحظ رقرقة الدموع من عينيّ الحاج , الذي لم يجد منافسا جديدا , بعد اعتزال عبد الستار ناصر وسفر علي السوداني . وهكذا , لم يعد الحاج ابراهيم متواجدا في المقهى بشكل دائم كما عهدناه في السابق , لكنه كان يمر بين آونة وأخرى للسؤال عن أخبار نده وصديقه علي السوداني , الذي ما أن وقف على قدميه في عمّان حتى بعث المبلغ الذي قدمه له الحاج ابراهيم كاملا . nbsp ---------------------------------- كتاب الدستو أضيف بواسـطة : addustor المشـاهدات : 755 تاريخ الإضافـة : 12/02/2020 آخـر تحديـث : 27/03/2024 - 03:15 رابط المحتـوى : http://addustor.com/content.php?id=4405 رقم المحتوى : 4405 ---------------------------------- جريدة الدستور Addustor.com