ارتفعت حوادث السير خلال الأعوام الأخيرة ارتفاعاً خطيراً في جميع الدول ومنها العراق فمعدل الموت بحوادث المرور ارتفع في العراق إلى ما نسبته 55% خلال الـ 10 أعوام، حيث ارتفع معدل الموت نتيجة حوادث المرور في العراق من 18 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة في عام 2012 إلى نحو 28 وفاة لكل 100 ألف نسمة خلال عام 2022 في حين يبلغ متوسط المعدل العالمي 17 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة حيث حل العراق بالمرتبة 27 من أصل 180 دولة بمعدل الموت بالحوادث، فحوادث المرور وما ينتج عنها من فواجع الموت غدت ظاهرة تكاد تكون يومية تشهدها مختلف المحافظات العراقية ويقف وراء هذه الحوادث أسباب كثيرة منها سوء الطرق وعدم الاهتمام بضوابط التأثيث المروري وتحديد الأماكن المخصصة للوقوف وبناء جسور لعبور المشاة على الطرق الرئيسة، إضافة إلى عدم التزام سائقي السيارات بتعليمات المرور وارشادات السلامة المرورية خصوصاً في أوقات الليل أو تقلبات الطقس أو أوقات الذروة، إضافة إلى عدم توفر شروط الأمن والسلامة في بعض المركبات، فهذه الأسباب مجتمعة هي من تقف وراء كثرة حوادث السير التي يذهب ضحيتها المئات على الرغم من أن مديرية المرور العامة تحمل السائقين المسؤولية الأكبر وتقول أن 80% من الحوادث يكون السائق هو المسؤول عنها، وهذه الذي تذهب إليه مديرية المرور العامة من تحميل السائقين المسؤولية الكبرى في حوادث المرور نجد له سند من الصحة فالسرعة والتهور في القيادة هي من أبرز أسباب الحوادث المرورية فجنون السرعة وخصوصاً من قبل الشباب هو الذي تسبب ويتسبب بحوادث الموت يومياً، حتى باتت أرواح الناس وممتلكاتهم مهددة يومياً من قبل شباب متهور أرعن يقود سيارة حديثة لم يكد ولم يتعب في جمع ثمنها فيعرف قيمتها ويحافظ عليها وإنما فتح عينيه ليجد سيارة حديثة وضعها والده تحت تصرفه، فأنطلق يقود السيارة بكل تهور وجنون فيعرض حياته وحياة الآخرين للخطر، لذا نجد أن كثيراً من العلماء أفتى بحرمة زيادة السرعة ومخالفة قواعد وقوانين المرور لما تمثله هذه المخالفة من تهديد للأرواح والممتلكات وإلقاء بالأنفس إلى التهلكة والله تعالى يقول في محكم التنزيل: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" (البقرة: 195) . ومن خلال الاستقراء والتتبع للكثير من حوادث المرور نجد أنه يقف وراءها كما قلنا السرعة الزائدة أثناء القيادة ويحتل الشباب نسبة كبيرة من ضحايا حوادث المرور بسبب جنون السرعة والتهور في القيادة، لذا لا بد من التوعية بمخاطر السرعة الزائدة ومخالفة قوانين وقواعد المرور وهذه التوعية مسؤولية مشتركة تبدأ من الآباء وأولياء الأمور الذين لا بد أن يقوموا بدورهم بتوعية أبنائهم من مخاطر السرعة الزائدة والقيادة المتهورة للمركبة مروراً بالدور الذي يجب أن تضطلع به المؤسسات الدينية، فالمساجد ومنابر الجمعة لها تأثير كبير في المجتمع من خلال تسليط الضوء على هذه الظاهرة وتوعية الناس بحرمة السرعة الزائدة وأن عدم الالتزام بقواعد وقوانين المرور حرام شرعاً وإن من يتسبب بهذه الحوادث بسبب عدم التزامه بهذه القواعد والقوانين فيعرض حياته وحياة الآخرين للخطر فهو بلا شك آثم ويجب عليه دفع الدية والكفارة إن تسبب بموت أحد، كما على وسائل الإعلام أن تقوم بواجبها في التوعية بمخاطر مخالفة قواعد وقوانين المرور وكذا الجامعات والمدارس يقع عليها واجب التوعية المرورية من خلال الندوات والمؤتمرات والمحاضرات  لا سيما وإن أكثر من لا يلتزم بالسرعة المحددة أثناء القيادة داخل المدن وخارجها، ومن لا يتقيد بقواعد وقوانين المرور هم من الشباب.