السبت 2024/5/4 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 18.95 مئويـة
كتاب جديد ليوسف عزيزي عن ايران
كتاب جديد ليوسف عزيزي عن ايران
مسرح
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

بغداد ـ الدستور

الكاتب والصحفي الأحوازي، يوسف عزيزي؛ نشر العام الماضي كتابا لافتا للانتباه ضمن صيرورة أعماله التي أنجزها طوال عقود من المشاركة الثقافية والسياسية والأدبية، سواء أكان باللغة الفارسية أو العربية. تشمل قائمة أعماله تقارير صحفية ومقابلات ثقافية وسياسية وأدبية مهمة للغاية.وقد ساهمت في ازدياد الوعي في المجتمع الأحوازي، خاصة في تسعينيات القرن العشرين. لكن أعماله التي تختص الترجمة فكانت قبل هذا بعقدين من الزمن, وتحديدًا بترجمة أعمال من الروائي المصري الحائز على نوبل الآداب. كذلك جمع الأساطير الشعبية الأحوازية في كتاب بمساعدة زوجته سليمة فتوحي، وكان للكتاب تأثير جيد آنذاك، أما كتاب (نسيم كارون) بجزأيه، يعد من أهم كتبه تأثيرًا في جيل شبابي صاعد في الأحواز، لما تضمن من محتوى جديد بالنسبة للمتلقي حينذاك.جرّب يوسف عزيزي السجن في العهد الملكي، حين كانت آلة القمع في إيران لا رقيب عليها في البطش بأي حراك للشعوب غير الفارسية، خاصة الشعب الأحوازي، ثم جرب الاعتقال في بدايات ثورة عام 1979م التي أطاحت بشاه إيران وأبقت على الاستبداد الفارسي في سدة الحكم ليستمر في البطش والقمع، كما للمرة الأخيرة جرب السجن ومحكمة الثورة الجائرة، في عام 2005م، حين صرخ بأعلى صوته في اجتماع للصحف الإيرانية والعالمية، اعتراضًا عما كان يحصل أثناء انتفاضة الشعب الأحوازي رفضًا لمشروع استيطاني تسربت معالمه في رسالة أبطحي؛ معاون رئيس الجمهور حينذاك. اضطر للهجرة بعد أن حكمت عليه السلطات بالسجن خمسة أعوام، ليجد نفسه مرحبًا به من قبل المثقفين الأحرار من العرب والأجانب، كما إلى اليوم يعيش في منفاه، لندن.كتاب (عربستان ومصير الدولة-الأمة في إيران)، الترجمة العربية لكتاب يوسف عزيزي، الذي نشره العام الماضي في السويد باللغة الفارسية. هذا الكتاب يختلف عما نشره هذا الكاتب من أعماله سابقة، إذ يظهر فيه تكامل رؤية يوسف عزيزي سياسيًا وثقافيًا في مجال التوثيق التاريخي-السياسي لمفهوم الدولة في إيران، وقد تطرق لمفهوم الدولة من زاوية تجنبها المثقف الإيراني طوال عقود مديدة، وقد ارتكز الكتاب على المصادر الفارسية المعاصر لكل مراحل الحكم في بلاد فارس أو عربستانل/الأحواز، وغيرها من الممالك والأقاليم، وأثبت بجدارة أن الحديث تاريخيا عن دولة إيرانية موحدة، مجرد وهم ليس إلا، لأن كل الوثائق الفارسية تقر بمصطلح (المماك المحروسة)، وممالك هي جمع مملكة، وكل الوثائق تشير إلى أن عربستان مملكة ولها شؤونها السياسية وفي مراحل تاريخية كانت مستقلة تمامًا وتعقد اتفاقيات مع دول وأمبراطوريات، لكن في حالات ضعف الحكومات في الأحواز، تدين اسميا للحكومات في بلاد فارس لتجنب بطشها فقط، أو حتى تدين لها إثر هجمات دموية وهمينة عسكرية.المكتبة العربية، تفتقر لكتاب على هذا الطراز في تاريخ الأحواز، أو صيرورة الدولة في إيران، وجاء ترجمة هذا إضافة مهمة للمكتبة العربية، عن طريق دار صفحات للنشر والتوزيع، في لبنان، ويبقى الأمر رهن وعي مراكز الدراسات والبحوث العربية المختصة بشأن المنطقة أن تلتفت إلى الكتاب وتتزود به لما فيه من معلومات تاريخية خطيرة للغاية، كما أن رفوف أقسام التاريخ في الجامعات العربية بحاجة ماسة لهذا الكتاب القيم والمهم، بغية معرفة التغيرات التي طرأت في الربع الأول من القرن العشرين في المنطقة، خاصة في الأحواز لكي لا يقع المثقف العربي أولا والمواطن العربي ثانيا في قراءة خاطئة لتاريخ المنطقة، الأحواز، وإيران.

 

 

المشـاهدات 67   تاريخ الإضافـة 22/04/2024   رقم المحتوى 44242
أضف تقييـم