الإثنين 2024/5/6 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 23.95 مئويـة
قصة قصيرة جدا رجاء الربيعي
قصة قصيرة جدا رجاء الربيعي
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 الزقاق القديم

 

دون أن أنتظر لحظة انطلاق الفرح ، غامرت وذهبت لنفس المقهى القديم في المحلة التي ولد فيها والدي ،انتظرت مصطفى وهو قريب لنا ،كان من أهم الأصدقاء لي أيضا ،يعرف كل الطرق التي تؤدي لمحلتنا القديمة .

احاديثي كثيرة ومشتعبة ،هل أقول أني مشتاقة للابواب الخشبية تلك التي كنت ادقها واهرب لئلا يراني الجيران ،لذلك الكف النحاسي الملتصق على الباب ،احن لعربة بائع اللبلبي والشونذر في الشتاء وليال المحلة الجميلة ،اشتقت لمرح الطفولة مع مصطفى الذي حول حبه لصداقة يعد ان ياس من اقناعي بالحب .

بعد أن رن هاتفي النقال وسمعت صوته ،هدا  قلبي واستوطن ذاك الكهف المليى ء بالذكريات...كيف استطاع اقناعي أن اعود واعيد فتح البيت وافتح غرفه...كلها كانت امنيات خبأها القدر ،ربما اتيت بالوقت والزمان الخطا ،ربما الذكريات لاتنفع الآن مع الحداثة ،ربما لا انفع أن اكون الطفلة المدللة من جدها...ربما لا انفع أن أكون حبيبة تحل محل الطفلة الشريرة

الازقة القديمة نعم تعرفني ولكن أنا من اضاعت خطوات طريقها نحو المدرسة والسوق ،انا من ضيع في الاوهام عمره.

عندما ولجت الدار القديمة وصحبتي مصطفى الذي حاول أن يمسك كتفي

شعرت بارتخاء ورغبة حزينة في البكاء ولدت لي حقيقةً كانت غائبة عني وهي أني لم اترك لنفسي مكانا للعواطف...ولم انتبه إلى أن دموعي تحفر على وجنتي طرق وعرة ،ولم انتبه كيف دفنت وجهي بين ثياب مصطفى وكاني ابحث عن شيءما. لم انتبه كيف امسكت به ولماذا اضغط عليه هكذا وكاني أحاول عدم السقوط من جبل...ولماذا ائن انين إمرأة ولود.بعدها هدات عندما انتبهت ان الهدوء يملأ البيت.

وهممت الخروح من البيت الضيق إلى فضاء واسع وأنا أحاول أن أجمع شتاتي واهرب من ذكريات البيت العتيق.

 

القاضي

 كلّ ما مرَّ عليها طير ابيض رقصت في داخلها، كأنَّها تريد أن توصل لنفسها فكرة أنَّها بخير وأنَّها تحتاج إلى سعادة أخرى لتصدق أنَّها بخير، القاضي الذي سألها: لمن هذه الوكالة التي ترومين تأمينها هنا؟، أجابت بهدوء موسيقي: إنَّها لي، لنفسي، احاول جاهدة أن امنعها من بيع أملاكي الخاصة جدا، هاتفي النقال، جهاز الكومبيوتر الصغير الذي أحمله للآن معي، أيُّها السيد ارجوك امنعني من بيع سعادتي وذكريات مضت عليها سنوات، فهي الوحيدة القادرة على ابقاء عقلي وذهني يعيشان باسترخاء وهدوء، أما الكومبيوتر فهو الحافظ لكلِّ صوري وخصوصياتي، آه لو تعرف ماذا يدور بهاتفي النقال، لصعقت واصابك الذهول، فيه الكثير من مشاعر الكذب التي سمعتها واتباهى بها، الكثير من مقاطع فيروز التي ارسلها لمن يهوى، رجاءا فأنا يا سيدى احاول أن ادلل ذاكرتي بالحب حتى وإن كان كذبا، استغرب منها القاضي وتخيل أنَّها ربما تعاني من مرض نفسي او خلل بأعصاب الدماغ، كلنا نحاول نسيان الأخطاء إلاّ هذه المرأة تحاول الحفاظ عليها وهي مبتسمة دائما..

 

التؤام 

 

عندما التقيت بتؤامي لأول مرة، كان يحفر الرمال، وكأنه يبحث عن شيء ما... اقتربت منه ثم انهمكت في الحفر مثله ودون استئذان وشعرت انه كان ينتظرني... نظرت إليه، وجدت وجهي فيه... نفس السمات والابتسامة ونفس الجرح.. نفس التكوين الجسماني. أمسكت بيده فإذا هي يدي... رايت في عينيه الحلم الذي أراه كل ليلة

قال معاتباً:

هل خفت مني وهل اترك لك الساحل كله؟

كانت أسئلته تتناثر تباعا، وانا ائن واهتز من الخوف... توأمي حل في جسدي... شعرت بالدف... شممت فيه نسمات حبيبة وتحاملت على نفسي وعلى ارتعاشة جسدي وطوقته بذراعي ودفنت وجهي في ثيابه، حاول التخلص مني، ثم بدا تنفسه يتسارع ويشتد..

انزل يديه إلى كتفي وضمني هو بدفء كبير مسح على شعري ثم وبجهد حاول أن يبتعد عني... فالتصقت به اكثر.. كم هو دافئ وكم هو مريح... همست باذنه

لا أصدق ان جسدي المقبور رغباته قد بعثه الله إلى هذا الساحل لالتقي بتوامي

اجابني

احاول ان ابحث عن توأمي.

المشـاهدات 31   تاريخ الإضافـة 23/04/2024   رقم المحتوى 44306
أضف تقييـم