السبت 2024/5/4 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم جزئيا
بغداد 29.95 مئويـة
عيون المدينة وستكون الأيام القادمة شاهداً وحكما ..
عيون المدينة وستكون الأيام القادمة شاهداً وحكما ..
الدستور والناس
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

عزالدين المانع

 

تعرضت البلاد الى استنزاف مادي كبير وهدر في التخصيصات المالية الخيالية التي رصدت لاكثر من الفي مشروع في عموم البلاد ولم يتحقق منها طوال العقدين الماضيين أي واحد منها .. وقد امتصت تخصيصاتها شفاه الفاسدين وحملة الشهادات المزورة من الاميين على مدى عمر الحكومات المتعاقبة منذ تغيير النظام ولغاية تشكيل الحكومة الحالية التي تسلمت زمام الأمور منذ عام وبضعة شهور فقط ..

 

وكانت معظم تلك المشاريع التي أعلنت عنها تلك الحكومات أهدافا ووسيلة للاستحواذ على تخصيصاتها بذرائع وتبريرات لا يجيدها الا الفاسدون ولم ينجز منها مشروع واحد مطلقا !!

 

المعلومات التي أشار اليها مختصون في الشؤون المالية والاقتصادية تؤكد ان خسارة البلاد تقدر بأكثر من مليارين دولار خلال الفترة ما بين 2003 ولغاية 2013 فقط بسبب تلك المشاريع الفضائية التي اهملت وتحولت هياكلها ومخلفاتها الى مجرد اطلال بائسة وحاويات لجمع القمامة والانقاض .. ولم يبادر أي مسؤول في الدولة الى متابعة وكشف أسباب فشلها ومحاسبة الجهة المقصرة والمعنية بتلك المشاريع !!

 

وليس هذا فحسب ، فقد زجت تلك الحكومات التي شكلت عقب حل مجلس الحكم ، البلاد في كمائن البنك الدولي وصندوق النقد وعدد من البلدان الأجنبية وراحت تقترض منها بشروط وضوابط (مُهينة ) لا يمكن الخلاص منها الا بمعجزة حقيقية .. ويقدر المختصون ديون العراق الخارجية بأكثر من (37) مليار دولار . وهي ديون مفتعلة وغير مبررة ولا حاجة للبلاد لها أصلا !!

 

وليس امام الحكومة الحاضرة اذا ما شاءت فعلاً ان تضع حدا لهذا الاستنزاف وإنقاذ البلاد من الديون سوى اعتماد الخطط الكفيلة بتجاوز الثغرات التي تنفذ من خلالها العناصر الفاسدة التي ما زالت تحتفظ بولائها للدول الأجنبية التي ما زالت تحمل جنسيتها !

 

وان ما يدفعنا الى التفاؤل ان السيد محمد شياع السوداني رجل ميداني ومثابر ونزيه وحريص على متابعة برنامج وزارته الذي اطلقه وبدأ بتنفيذ مجموعة كبيرة من المشاريع العمرانية والإسكانية والصناعية والتربوية وبناء مدن جديدة ومجسرات لفك الاختناقات المرورية ومواصلة اعمال الجهد الخدمي التي ما برحت تجري على قدم وساق .. واصراره على اختزال مواعيد الإنجازات .. فعسى ان يحقق النجاح الذي يستحقه وان لا توضع امام عجلة نشاطه وحركته الدؤوبة العقبات والحواجز الحاقدة ، وان يبقى هذا النشاط والتوجه الشامل والجاد لحركة الاعمار والبناء متواصلا .. وستكون الأيام القادمة شاهداً وحكماً بعون الله .

 

المشـاهدات 37   تاريخ الإضافـة 24/04/2024   رقم المحتوى 44391
أضف تقييـم