الأدب والمؤدب في كتاب أبي العلاء «الفصول والغايات».. أبو العلاء مدرسة وحده لإحياء العربية |
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : موفق خراط
وقد وضع نفسه في امتحان دائم، في شعره ونثره وسلوكه. وهيهات لعبقري مثله أن يرضى عن نفسه تمام الرضى، أمام نفسه وأمام الله. عن «الأدب المؤدب» في كتاب أبي العلاء «الفصول والغايات» الذي برزت فيه شخصية أبي العلاء المربي كانت محاضرة د. عيسى العاكوب، عضو مجمع اللغة في دمشق، وعميد كلية الآداب في جامعة حلب، في مجمع اللغة العربية في دمشق بالأمس. وقد عنى المحاضر د. عاكوب بـ «الأدب المؤدب» تلك النصوص الأدبية الرفيعة، التي تقصد تعليم الناس الخير ومحبة الخير والفضيلة، والسلوك القويم. ذلك أن الأدب، بما يمتلك من أدوات التأثير في النفس، يمكن توظيفه بطريقة فنية راقية، لتعزيز إنسانية الإنسان، ومضاعفة إحساسه بالمسؤولية إزاء نفسه، وإزاء الخلق والمخلوقات جميعاً. وقد انطلق المحاضر، في محاضرته أساساً، من فرضية مهمة، تتمثل في أن أبا العلاء أعد نفسه، ليكون معلماً للعربية، بمعجمها الواسع جداً وعلومها المختلفة، وأعدها أيضاً للحكمة والحياة العملية التي تفضي الى السيرة الطيبة، وحسن الخاتمة. ولكي يحقق د. عاكوب هدفه من المحاضرة، فقد ناقش جملة قضايا، بدت واضحة المعالم في كتاب أبي العلاء «الفصول والغايات»، وهي أولاً: أبو العلاء العالم المعلم للعربية و الحكمة الإيمانية. ثانياً: كتاب الفصول والغايات والمقاصد التعليمية فيه. ثالثاً: فضاءات علوم العربية في هذا الكتاب (فضاء اللغة معجماً، وأساليب فضاء النحو والصرف. فضاء العروض والقوافي). رابعاً: دروس الإيمان في كتاب الأصول والغايات. خامساً: الكلمة الأخيرة وقد أبان المحاضر عند هذه المرحلة أن أبا العلاء المعري أخذ نفسه في حياته بمقولة: «التعليم بالجمال» التي تقود – في رأيه- الى ما سماه «الأدب المؤدب» أي المعلم المربي. فقد كان أبو العلاء –في رأي المحاضر- يدرك أن النفس تسهل قيادتها إذا قيدت بما يوافق هواها وجانس طبيعتها. وأوضح المحاضر د. عاكوب أن أبا العلاء حكمته في كتابه «الفصول والغايات» بواعث تعليمية معالمها واضحة فقد جاء عمله في الكتاب مثالاً جيداً للأدب المؤدب الذي يحرص على إيصال المعارف والخبرات في قالب أدبي، يجذب النفوس ويوقظ الحواس ويبهج العقل. وأكد المحاضر أن أبا العلاء يدرك تمام الإدراك أن اختيار المادة اللغوية الجيدة وتقديمها الى المتعلمين في قوالب أدبية رفيعة، من أسباب تقوية اللغة العربية، ومضاعفة نمائها. ورأى المحاضر- بهذا الشأن- أن أبا العلاء كان وحده مدرسة لإحياء العربية وإنماء شجرتها. وقد حرص المحاضر على أن يمثل للأفكار الرئيسة في محاضرته بمقتبسات وشواهد من كتاب أبي العلاء «الفصول والغايات» وعلى نحو عام جاءت هذه الشواهد ممثلة لطراز رفيع من الأدب المؤدب الآخاذ في لغته وأسلوبه الجامع في مطالبه الفكرية ومقاصده التعليمية، والحكم في معالجته ومناقشته. وفي نهاية المحاضرة، لخص د. عاكوب ما قدمه بالقول: «إن أبا العلاء المعري كان في إملائه «الفصول والغايات» على طلابه محكوماً بقصد ثنائي: تجلى على امتداد المادة العلمية المقدمة، فيما وصل إلينا من الكتاب.. ويتمثل ذلك- يضيف المحاضر- «في أنه أراد أن يعلم غريب العربية، وراقي أساليبها وقضايا تاريخها الأدبي والثقافي من خلال فصول أدبية عالية في فصاحتها، حملها مدلولات إيمانية مستمدة من التقليد القرآني والحديث النبوي، مؤسسة في المقام الأول على تمجيد الخالق العظيم». ت: هشام برازي |
المشـاهدات 41 تاريخ الإضافـة 26/04/2024 رقم المحتوى 44486 |
يوسف القعيد يوقع كتابه ((يحدث الآن في مصر ـ الحرب في بر مصر)) |
صدرت حديثا.. مختارات حروفية للشاعر أديب كمال الدين |
لجنة الجائزة ترشح باسم الشيخ ضمن ٣ شخصيات للفوز بالجائزة الجامعة العربية: جائزة التميز الإعلامي فى دورتها الحالية تحظى بأهمية خاصة |
"ختام ملتقى موعود مع انطولوجيا القصة القصيرة السعودية" في النورس الثقافي بالإحساء |
متابعة الناقد الدكتور "جبار ماجد البهادلي" في ضيافة ملتقى ميسان الثقافي. |