الأربعاء 2024/5/15 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
فيلم الحريفة.. حبكة تجذب الشباب وجمهور الكرة إلى السينما
فيلم الحريفة.. حبكة تجذب الشباب وجمهور الكرة إلى السينما
فن
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

استطاع فيلم “الحريفة” المعروض حاليًا بدور العرض السينمائي في مصر وعدد من الدول العربية أن يجذب قطاعا من جمهور الشباب والمتابعين لكرة القدم بعد أن سار على نهج العديد من الأعمال السينمائية التي حققت نجاحا بالاعتماد على شعبية اللعبة الأولى في مصر، من خلال بطولة لوجوه شابة خدمت فكرة العمل، وسهلت مهمة منتجيه في تقديم محتوى جيد من دون أن يرتبط باسم فنان بعينه.وحقق الفيلم الذي جرى طرحه بداية العام الحالي إيرادات تجاوزت 700 ألف دولار بعد نحو أسبوعين من عرضه، وضعته في المرتبة الثانية بين 12 فيلما جديدا تم طرحها في دور العرض تزامنا مع احتفالات العام الجديد وإجازة منتصف العام الدراسي، بعد فيلم “أبونسب” الذي حقق مليون دولار.وتدور قصة الفيلم حول ماجد لاعب كرة القدم ويجسد دوره الفنان الشاب نور النبوي، الذي تدفعه الظروف العائلية لينتقل من مدرسته الدولية إلى مدرسة حكومية، ويتعرف على مجموعة من زملائه من خلفيات اجتماعية مختلفة، وينضم إلى فريقهم الذي يشارك في مباريات الساحات الشعبية ومراكز الشباب، ويحلمون معا بأن يشاركوا في بطولة كبيرة للكرة القدم، جائزتها مليون جنيه مصري.عمل منتجو الفيلم على تقديم رسالة مفادها أن قيمة اللعب في الشارع التي كانت سائدة في مصر قبل انتشار مدارس وأكاديميات تدريب كرة القدم قادرة على أن تفرز مواهب يمكن رعايتها، وهؤلاء يحتاجون فرصة ليحققوا إنجازا كما حققوا البطولة في نهاية الفيلم.وكان اللاعب المصري محمد صلاح المحترف في فريق ليفربول الإنجليزي أرجع قدرته على المراوغة بسهولة لأكثر من لاعب إلى لعبه كرة القدم وهو صغير في الشوارع، حيث تكسب صاحبها قدرا عاليا من المهارات الفنية في ظل ضيق مساحة الملعب.ويشارك في بطولة “الحريفة” عدد من الوجوه الشابة، بينهم نور خالد النبوي، أحمد غزي، المطرب الشعبي كزبرة، نور إيهاب، خالد الذهبي، عبدالرحمن محمد، سليم الترك، مع ظهور خاص لكل من بيومي فؤاد وشريف الدسوقي، بمشاركة أحمد حسام ميدو، لاعب كرة القدم السابق، كممثل لأول مرة في العمل، والفيلم من تأليف إياد صالح وإخراج رؤوف السيد، وهو أول تجاربه الفنية كمؤلف ومخرج للفيلم.وقالت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي إن النجاح الجماهيري الذي حققه فيلم “الحريفة” يدفع إلى ضرورة دراسة سيكولوجية الجمهور وثقافته التي تجعله أكثر اهتماما بهذا النوع من الأفلام الخفيفة، ومعرفة الدوافع المزاجية التي جذبته إلى العمل، لأن إيرادات شباك التذاكر تبرهن على أن الفيلم لامس احتياجات الجمهور في هذه المرحلة.وأضافت أن نجاح الفيلم يرتبط بالذوق الجمعي بالمستهلك، أي من دفعوا مالا لمشاهدة الفيلم، ما يعكس طبيعة التطور الذي تتزايد فيه الرغبة في الهروب من الواقع والبحث عن قصص صعبة الحدوث وتعبّر عن آمال الشباب.مضى الفيلم على خطى عدد من الأفلام التي اعتمدت على الوجوه الشابة والقصة التي تجذب الجمهور إلى دور العرض السينمائي بدلا من نجوم شباك التذاكر، وهو ما تحقق في العديد من الأفلام المصرية على فترات متباعدة، وأخذ يتصاعد مؤخرا مع نجاح الشباب في أعمال درامية حققوا فيها نجاحا جماهيريا عبر المنصات الرقمية، وخلقوا جمهورهم الخاص بهم، في ظل ما يملكه هؤلاء الشباب من شغف لمشاهدة أعمال سينمائية يقدمونها ولديهم قناعة بأنها ستكون قريبة من أفكارهم.وبدأت معايير جذب الجمهور إلى دور العرض تتغير مع وجود حاجة للتعرف على القضايا والمشكلات التي يطرحها الشباب وإتاحة المجال على مستوى أكبر لتقديم مواهب جديدة بشكل غزير تلبّي مطالب المنصات الرقمية، ومن ثم ففكرة الانتظار إلى حين تحقيق الفنانين انتشارا يؤهلهم لصدارة شباك التذاكر اختلفت، وباتت هناك فرصة لإنعاش السينما بوجوه جديدة بشكل مستمر، لأن البعض من الممثلين الذين يتكرر وجودهم في الأفلام أفلسوا أو لم تعد لديهم عوامل الجذب السابقة.وأثبت نجوم فيلم “الحريفة” من الشباب أنهم يملكون موهبة تبرهن على حسن اختيارهم لأدوارهم، ما يفتح المجال للمزيد من البطولات الشبابية في السينما بعد أن تحقق ذلك بشكل أكبر في مسلسلات عرضت على بعض المنصات الرقمية.ولم يكن نور النبوي، ابن الفنان خالد النبوي، بمفرده من حقق انتشارا عبر المنصات، فهناك عصام عمر بطل مسلسل “بالطو” وحاتم صلاح بطل مسلسل “بواب العمارة”.وأكد الناقد الفني أحمد النجار أن ما ساعد النجوم الشباب على جذب الجمهور هو موضوع الفيلم المرتبط بكرة القدم وهي لعبة قادرة على تحقيق نجاحات كبيرة على مستوى إيرادات دور العرض على مدار تاريخ السينما، باعتبارها لعبة شعبية، كما أسهمت قصة الفيلم في تأهيل أبطاله ليكونوا عنصر جذب للجمهور، فضلا عن التركيبة التي نجح منتجو الفيلم في مزجها عبر وجوه تملك موهبة فنية وآخرين لهم جمهور على منصات التواصل، نهاية باختيار أحد أبرز لاعبي كرة القدم في مصر للمشاركة في بطولته، اللاعب أحمد حسام ميدو.وأوضح أن الإشادة التي حظي بها “ميدو” من نقاد السينما شجعت شريحة من الجمهور لمشاهدته لأول مرة في مجال التمثيل، لأن المراهقين الذين انتهوا للتو من أداء امتحاناتهم ولديهم رغبة في الترفيه والتسلية ويوجه الفيلم إليهم كانوا شغوفين بمشاهدته، حيث يناقش قضية ترتبط بطلاب في مرحلة البكالوريا، وهو ما جعل توقيت عرض الفيلم يصب في صالحه.وشدد الناقد الفني أحمد النجار على أن موسم إجازة منتصف العام الدراسي كان حكرا على الأفلام الرومانسية التي تتماشى مع عيد الحب في شهر فبراير، وتركيز شركات الإنتاج على موسم الصيف لعرض أفلام كوميدية، وهو أمر جرى كسره نمطيته هذا العام مع سيطرة الكوميديا بشكل كبير والتي يمكن وصفها بأنها “حصان أسود” في هذا الموسم، إلى جانب الأفلام الخفيفة التي اعتمدت على التسلية.وحققت أفلام عدة ركزت على طرح قضايا تتعلق بكرة القدم نجاحات جماهيرية وفنية أبرزها فيلم “الحريف” بطولة عادل إمام الذي عُرض عام 1984،، وحكى الفيلم قصة اللاعب الشهير سعيد الحافي، وقدم نموذجًا عن لاعبي الشوارع وحرفيّتهم ومحبي كرة القدم والموهوبين الذين ضاعت عليهم الفرصة، وتعد هذه القصة قريبة إلى حد كبير مما جاء في فيلم “الحريفة”، والذي يتشابه أيضا في الاسم.وقُدمت سلسلة من الأفلام التي تطرقت لكرة القدم، أبرزها: “الدرجة الثالثة” بطولة سعاد حسني، و”4/2/4″ بطولة سمير غانم ويونس شلبي، و”عيال حريفة” بطولة محمد لطفي، و”العالمي” بطولة يوسف الشريف، و”الزمهلاوية” بطولة عزت أبوعوف بمشاركة عدد من نجوم كرة القدم، و”واحد صفر” بطولة إلهام شاهين، و”كابتن مصر” بطولة محمد إمام، وأخيرا فيلم “المطاريد” الذي عرض منذ عام بطولة أحمد حاتم، وحققت نجاحات متفاوتة، وكان العامل المشترك بينها أنها ساعدت عددا من الوجوه الشابة على أن ترسخ أقدامها وجذبت إليهم فئة من المهتمين بالكرة.ودفع النجاح الذي حققه فيلم “الحريفة” صناع فيلم “الملكة” بطولة هالة صدقي وباسم سمرة لطرحه بدور العرض قريبا، وتدور أحداثه حول لعبة كرة القدم النسائية، ويقدم العمل أكثر من تجربة للنساء في احتراف اللعبة التي اقتصرت لفترة على الرجال.

 

أحمد جمال

 

 

 

المشـاهدات 69   تاريخ الإضافـة 28/04/2024   رقم المحتوى 44651
أضف تقييـم