الخميس 2024/5/16 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 31.95 مئويـة
مع إيقاف التنفيذ
مع إيقاف التنفيذ
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد حسن إبراهيم
النـص :

لعلنا ومن دون أدنى شك قد سمعنا بهذه العبارة (مع إيقاف التنفيذ) والتي هي بمثابة مراعاة اعتبارية من قبل القضاء لمن صدر حكم بحقه حول قضية معينة .. فهو (اي المحكوم) في هذه الحالة يعتبر مدان ..ولكن مراعاة لاعتبارات معينة ..كأن يكون ظرف المحكوم او أخلاقه أو سنه أو ماضيه ..الخ ..رغم ثبوت الأدلة والمستندات بأدانته ..الأمر الذي يعني انه شبه التماس من القضاء بعدم العودة إلى ارتكاب الجرم ..فضلا عن كون الجرم حصل دون قصد ..إضافة إلى تفاصيل أخرى نحن في غنى عن ذكرها ..هذا فيما يخص القضاء ..في حين ان الامر يشمل مفاصل أخرى ..فقد يكون من هو ذو نفوذ او سلطة او جاه ..لكن مع ايقاف التنفيذ ..فهو يتمتع باللقب فقط مع تجريده من اي صلاحية ..سواء كانت اعتبارية او تشريعية او تنفيذية ..فالمقام مقام تشريفي ليس إلا ..كالوزير بلا وزارة ..فقط عنوان ..لكنه مفرغ من اي مسؤولية او تفويض ..او ما من شأنه منحه شيء مما يسمى بالأمر ..فمثله كمثل (فحل التوث بالبستان هيبة) ..لئن رايته يعجبك حجمه وجسمه ..لكنه كالخشبة المسندة ..هذا اذا ما كانت العلة فيه ذاتيا ..بيد ان الامر قد يكون خلاف ذلك ..فتكون العلة في الطرف المقابل ..أولئك الذين لا يطيعون كبيرهم مقاما اوسنا وان كان راشدا ..كما هو الحال مع الأمام أمير المؤمنين (ع) ..وهو القائل .. (ماذا نفعل باناس يملكوننا ولانملكهم) ..ذاك هو علي بن ابي (ع) طالب ..الذي قال لقومه .. (والله لو شئت لقومتكم بسيفي هذا ولكن هيهات ان اصلحكم بافساد نفسي) ..علي (ع) قالع باب خيبر ..وهو القائل (لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت عنها) بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج41 ص68 ..هذا هو علي (ع) ..انه قادر على تقويمهم بالطريقة التقليدية لدى الحكام ..لكنه لا يتبع لا منطق العدل والانصاف وحكم الحق الذي هو حكم الله تعالى ..بالتالي فإن المركزية في الحكم قد تكون ملزمة احيانا لتنفيذ أمر ما ..وهذا ممكن لمن كان يملك القرار ..اما وقد سلب منه القرار بصورة او بأخرى فلا ضرورة له بقدر ما يتمتع به من سطوة ..عينا كما يقال في المثل الشعبي (خشب مرفع لا يضر ولا ينفع) ..والمرفع هو الكرسي الذي يحمل كوز الماء ..والذي يصنع من اردىء انواع الخشب كونه لا يصلح لأي شيء سوى حمل الكوز ..بالتالي فمن كان على هذه الشاكلة قد لايملك الا نفسه ..ولأجل إيصال الفكرة فقط ..الأمثال تضرب ولا تقاس ..حيث ورد في كتاب الله الكريم على لسان نبي الله موسى (ع) "ربي اني لا املك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين" المائدة/25 ..في اشارة منه (ع) إلى عدم الطاعة له فيما يأمرهم ..فأوكل الأمر لله تعالى حين وجد انه لا حول ولا قوة بالله ..سيما وان ربه قد أمره ان يدعوهم بالقول اللين ويأتيهم بالحكمة والموعظة الحسنة ..لكنهم كانوا ذو فكر متحجر ..عينا كما كان عليه قوم نوح النبي (ع) ..حيث ورد في القرآن الكريم على لسان نوح (ع) "قال ربي اني دعوت قومي ليلا ونهارا" 5"فلم يزدهم دعائي إلا فرارا" 6"واني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا اصابعهم في اذانهم واستغشوا ثيابهم واصروا واستكبروا استكبارا" نوح/7 ..والرواية معروفة ..وقد ينسحب الأمر على مستوى أرباب الأسر أيضا ..خلاصة القول ..ان هناك مقومات وعوامل مساعدة لمنع إيقاف التنفيذ الا وهي الكاريزما وقوة الشخصية ورصانة الكلمة والثقة العالية بالنفس ونجاح المشروع وعدم الأخذ بالحق لومة لائم وإقامة العدل ولو كره الظالمون امتلاك القوة والقدرة على تحقيق وتعزيز المهمة فضلا عن وجوب تلقيه الدعم من جهاة ذات علاقة .."قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وانا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما انت علينا بعزيز" هود/91 ..لكن وللأسف إن أكثرهم للحق كارهون .."إن الإنسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا"المعارج/ 19 - 21 ..اخيرا اقول ماقاله امير المؤمنين (ع) (لا رأي لمن لا يطاع) ..

 

المشـاهدات 62   تاريخ الإضافـة 29/04/2024   رقم المحتوى 44695
أضف تقييـم