الجمعة 2024/5/17 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 30.95 مئويـة
أين نحن ...من أجدادنا العظام !؟
أين نحن ...من أجدادنا العظام !؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عبدالهادي البابي
النـص :

إن مشكلتنا - نحن العرب- أننا نحدث في التاريخ كثيراً كمجدٍ عظيم لنا ،  في الوقت الذي تهز الهزائم والإنتكاسات كل كياننا...إن التاريخ يمثل سباباً للحاضر عندما يكون هو في مواقع المجد ونكون نحن في مواقع السقوط ...وما يجري في غزة وفلسطين المحتلة خير شاهد على هذا الهوان والذل الذي نحن عليه اليوم !!ومن المضحكات المبكيات أن كل واحد منا يردد هذه النغمة دائماً ويقول : نحن أبناء أولئك العظام الذين صنعوا التاريخ وأسسوا الحضارات ، ولقد فتح آباؤنا العالم وأنتصروا على كل الممالك والإمبراطوريات ، وأعطوا العالم علماً وثقافة وأخلاقاً ، وهذا كله صحيج ...نعم لقد فتحوا القلوب والبلدان ،  ونشروا فضائل وقيم الإسلام ،ولكن السؤال الأهم هو : ماذا فتحنا نحن؟ماذا أعطينا ؟ماذا أبدعنا..؟ لذا علينا إذا أردنا أن نرجع إلى التاريخ أن نأخذ منه خلاصته  لنعطيها  مما عندنا  وليتفاعل مايبقي من التاريخ  مع مانصنع في الحاضر ، ونكون كما قال الشاعر العربي :ليس الفتى  من قال كان أبي............   إن الفتى من قال هاأنا ذا..فعلينا أن لانكتفي  ونعيش بأنجازات غيرنا ،حتى وإن كانوا أجدادنا العظام ، وسادتنا الكرام !! بل علينا أن نكون أفضل من ذلك ، وكما يراد لنا من خلال ماتوحي به كلمات الدعاء ( اللهم أجعل مستقبل أمري خيراً من ماضيه ، وخير أعمالي خواتيمها  وخير أيامي  يوم ألقاك فيه ) ..أي نظل في الخط التصاعدي ، فإذا وصل آباؤنا إلى خمس درجات فلا يصح أن نقف عند الدرجة الخامسة فقط ، بل لابد أن نصل على الدرجة العاشرة ، وأن يصل أولادنا إلى الدرجة العشرين ، وأن تصل الأ جيال القادمة إلى الد رجة الخمسين وهكذا ..فعلينا  أن نعيش دائماً حالة قلق التقدم ، وحالة قلق الطموح  وحالة قلق الإبداع ، أي علينا دائماً أن نعيش مع أعلى درجات التفضيل  في العطاء  وفي الإنتاج وفي الحرية  وفي العدالة ، وأن لانجعل من التاريخ قمقم نحبس أنفسنا وأفكارنا فيه ، بل علينا أن ننطلق إلى الأمام بما نمتلكه من ميراث تأريخي عظيم يسدد لنا خطانا ، ويقوّم لنا سلوكنا ، وعلينا أن نكون على الأقل كما قال الشاعر :نبني كما كانت أوائلنا ...............  تبني ونفعل مثلما فعلوا  !! فالأمة عليها أن تصنع تاريخاً جديداً  في وقتها الحاضر، خاصاً بها وبمجهودات أبنائها اليوم ،وإذا أرنا أن نرجع إلى تاريخها العظيم ، فليكن رجوعنا إليه مثل  المبتكر المبدع الذي يبحث في السوق عن أدوات أحتياطية ينجز بها ماتبقى  من عمله الجبار الذي صنعه بنفسه في الوقت الحاضر لتنتفع الأجيال بمنجزه الجديد... فلا يصح أن تكون  عودتنا للتاريخ فقط للتعالى والتفاخر الفارغ من كل قيمة إبداع  وتطور ، ولكن لنستمد منه محاولتنا الجادة لصناعة حاضرنا المشرق...

المشـاهدات 84   تاريخ الإضافـة 01/05/2024   رقم المحتوى 44858
أضف تقييـم