الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 33.95 مئويـة
قصة قصيرة                   التوأم ...وقضية وطن !!!
قصة قصيرة                   التوأم ...وقضية وطن !!!
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب رحيم عزيز رجب
النـص :

طقوس يومية اعتاد عليها الشاب (حسن)  ذو 22 ربيعا ومنذ سنوات قبل ان يهم بالخروج من البيت الى جامعته صباحا. فهو بات قاب قوسين او ادنى من تخرجه من دراسته الجامعية في سنته الاخيرة .محملا بألاحلام وألامنيات الوردية  .ليضيف نبضا الى قلب الاسرة وجمالا وحياة الى روح العائلة والبيت الذي يملؤه صخبا وبهجة. وهو يتنقل بين أرجائها  . فتارة يقف امام المرأة مزهوا ينظر الى نفسه بعنفوان شبابه ووسامته المعهودة .وتارة اخرى . مشاكسا  تجده مع أبويه مازحا ابويه بمزحات مستفزة يخفوا بها ضحكاتهم الخفية . لم ينجوا اخوه التؤام هو الاخر من مشاكساته لينال قسطا من الإزعاج والمزاح الثقيل .فأخوه التوأم المتعب من الواجبات العسكرية .والخفارات الليلة التي يكلف بها بحكم عمله فهو احد منتسبي قوات مكافحة الشغب.  ليزيح عنه مرات. ومرات أغطيته مسببا ازعاجا  بصوته ومايصدر عنه. وهو يتحرك هنا وهناك  مرتطما بأشياء مسببا له قلقا وإرباكا  ليوقظه بين فينة واخرى .ربما هو قاصدا إيقاظه  ليراه قبل ذهابه الى الجامعة .  كان محبوبا بين اقرانه  . دمث الاخلاق .كيس . محبا للخير .لم تغب عن عينه فتاة أحلامه خطيبته ( مها ) التي احبها واقسم ان تكون شريكة حياته وان تقاسمه الهموم والافراح .وانه سيضمها الى بيت الزوجيه .سرعان مايتخرجا معا ويجد ضالته في وظيفة تعينه على العيش. وتوفر له حياة كريمة  .لتكوين اسرة صالحة في مجتمع وقد ملئ بالمشاكل الاقتصادية. التي تكاد تهوي به في مكان سحيق .كان ل (حسن) حس وطني وشعورا بالمسؤولية متلازما متعايشا ومتعاطفا معه .ناقما وحاقدا على الطبقة الفاسدة التي ادت الى انهيار اقتصاد البلد وتدميره  وسببت بروز ظواهر أخلاقية سلبية لم تكن وليدة الماضي .لتخلق   فوارق طبقية في المجتمع بعيدة عن القيم الإسلامية والمبادئ الاخلاقية  .حتى اضحى التمرد الشبابي الذي نتج عن الظلم .والاضطهاد. في قيادة الدولة .كان مهمة  ( حسن ) البحث عن فرصة عمل فهو يحمل شهادته الجامعية  ومؤهل ان يمارس اختصاصه  العملي في اي مجال .ليتاكد بعد بحث مضني وجاد أخذت منه ايام وأسابيع وأشهر دون جدوى . ليتاكد بعدها ويتيقن ان ما توجهوا اليه الشباب الثائر من احتجاجات  انما هو حق كفله الدستور والاعراف والقوانبن الدولية وما التظاهر الا للتعبير عن رفض  حالة سلبية تنتهج لتترك اثارها على الاقتصاد . والمجتمع .كان يتعصب في البيت عائدا من رحلة البحث عن العمل كان يلعن الظروف والفاسدين الذين اوصلوا البلاد والعباد الى ماوصلوا اليه .كان ابيه تنتابه هواجس  القلق والاحباط على مستقبل ابنه وما تذهب اليه هذه الظروف الغامضة  وتبعاتها الطارئة. فيأخذ بتهدءته والحد من هياجه وثورته على الوضع الراهن  .الا ان كلماته تذهب ادراج الريح . أمام تمرد واحتجاج ابنه وثورته البركانية التي يعيشها. حتى قرر اخير ان يتواصل مع اصدقاء دفعته من الخريجين لينضموا الى قوافل المتظاهرين. لاسترداد حقوقهم ومطالبهم المشروعة التي سلبيتها أحلام المارقين وحيتان الفساد.ليكونوا صفا واحدا مرصوصا تحت احدى الخيام التي اتخذوها في الساحة التحرير . اشتد الغضب  بهم يوما بعد اخر فلم يجدوا لضالتهم   صدى  وتجاوب لدى الطرف الاخر وكانها صرخات في وادي تعد. فكثيرا ماتظهر قوات عسكرية حكومية تاتي لتفريقهم وانتشارهم. الا ان هذه المرة تختلف عن سابقاتها  فهذه القوة  التي حضرت فيهم شبيهه والذي حدى بلفت  انتباه زملائه .حتى عرفوا انه اخوه التوأم  حاملا ومتسلحا بادوات القمع والذي يقف بالند والضد من اخوه كممعارض وكأمر عسكري . وما ان التقوا حتى دار حوار بينهم .كلا يدافع عن ما جاء لآجله فهو مكلف  بامر حكومي بتشتيت التظاهر وما ينجم عنهم من إغلاق للطرقات والاعتصام و ماتلحق اضرارا بالدولة وتعطيل الحياة .وما جاء لاجله اخوه  حسن  وهو الدفاع عن حقوقه المسلوبة  بطرق سلمية في ايجاد فرصة  عمل والحياة الكريمة وفضح الفاسدين الذين عاثوا بالارض فسادا .لم يقنع احدهما الاخر بالعدول عن موقفه والرجوع عن قراره . والعودة من اتى .محذرا اياه اخوه حسن ان بقائهم واعتصامهم فيها من التبعات القانونية والنتائج السلبية التي سيتحملون عواقبها وما يتعرضوا ايه من قمع وأذى. لم يبالي حسن بما سمعه من اخوه ليعود الى خيمته واصدقائه  وهو يصر على مواصلة نهجه بالاحتجاج.ليبدأ النزاع ويشتد الوطيس ويحتدم الصراع  باطلاق العيارات والغازات المسيلة للدموع .ليسقط جمعا من الشباب ويسقط الشاب حسن بمن فيهم ليراه اخوه وهو يخر مصرعا مضجرا بالدماء فيهرول اليه تؤامه راميا الدرع الواقي وخوذته التي يرتديها  من بين القوات العسكرية وسط دهشة واستغراب من رفاقه وسط ضجيج وفوضى من الاشتباكات والدخان المتصاعد الذي غطى المتظاهرين . ليصل الى اخيه واضعا راسه على حجره صارخا بكل مااوتي ان يجيبه وينظر اليه .او حتى ان ينظر اليه نظرة فراق او عتاب !!ولكنبعد فوات الاوان  ولات ساعة ندم ليندب حظه ويلعن الظروف الذي ادت به الى هذه النهاية  المفجعة مع من كان اشبه الناس به وبصفاته والاقرب الى قلبه  .....

المشـاهدات 698   تاريخ الإضافـة 16/02/2020   رقم المحتوى 4498
أضف تقييـم