الأربعاء 2024/4/24 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 28.95 مئويـة
متابعات انتظار جودو في بغداد مدينة الإبداع الأدبي
متابعات انتظار جودو في بغداد مدينة الإبداع الأدبي
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

د. عبدالحسين الدرويش

المستشار الإعلامي لبغداد مدينة

الإبداع الأدبي / اليونسكو

ضيفت منصة رؤيا للخطاب السينمائي في بغداد مدينة الإبداع الأدبي / اليونسكو العرض الخاص لفلم (في أنتظار غودو) بطولة باري مكغوفورن وجولي ميرفي وإخراج مايكل ليزوزي هوغ وتقديم الدكتور صادق رحمه المدير التنفيذي للمدينة الإبداعية ، والأستاذ الدكتور سعد التميمي مدير منصة إبداع وذلك بتاريخ 30/1/2020 على قاعة المدينة في بيت الحكمة .

كان مؤلف النص صاموئيل بيكت (1906 ـ 1989 ) كاتب مسرحي وناقد أدبي وشاعر أيرلندي ، ولد في دبلن وأكمل تعليمه بها ثم سافر متجولاً في عدد من الدول الأوربية وأستقر معظم حياته في فرنسا . وهو لاشك أهم كتاب الحداثة في القرن العشرين ، فقد سار على نهج أبن جلدته جمس جوليس وتأثر كثيراً به وكانت كتاباته الأولى عنه .

حصل على جائزة نوبل للآداب في عام (1969) عن مجمل أعماله التي أحدثت تغييراً هائلاً في شكل الكتابه المسرحية .

وتلقى تعليمه الأول في اللغات الفرنسية والإنكليزية والإيطالية في جامعة في دبلن .

أنضم الى المقاومة الفرنسية في عام (1940) وعمل جاسوساً على مدار سنتين وأستطاع أن يفلت من الجستابو وملاحقاته له في أكثر من مرة .

حيث كان يخبئ المعدات الحربية في حديقته الخلفية لمنزله لذا منحته الحكومه الفرنسية صليب الحرب ووسام المقاومة مكافأة له على مجهوداته .

ومن أعماله :

ـ في أنتظار غودو

ـ نهاية اللعبة (1955)

ـ شريط تراب الأخير 1957

ـ الأيام السعيدة 1960

وخلال حديث الدكتور كان هناك عرض للقطات من الفلم آنف الذكر ، حيث تدور المسرحية حول رجلين يدعيان ( فلاديمير ) و ( أستراغون ) ينتظران شخصاً يدعى ( غودو ) الأيرلندي صمويل بيكيت . وأثارت هذه الشخصية مع الحبكة القصصية الكثير من التحليل والجدل حول المعنى المبطن لأحداثها وقد حازت على تقييم أهم عمل .

واحدة من الأساطير التي تحيط مسرحية (في أنتظار غودو ) التي نحتفل بمرور ستين عاماً على عرضها الأول ، حيث أستلهم بيكيت مسرحيته من لوحة كاسبر دايفيد فريدريش (رجل وأمرأة يرقيان القمر ) رُسمت في الفترة مابين (1830 ـ 1835)والأساطير متعددة ، مثلما هو الحال مع كل الأعمال الفنية الأصيلة التي تتسم بالغموض ، تمثل اللوحة نموذجاً لأعمال فريدريش حيث يتأمل الشخوص ـ وفي هذه الحالة شخصين ـ عظمة الطبيعة ، بقف رجل وأمرأة يرتديان زيين ألمانيين شعبيين تقليديين على تل الى جانب شجرة عجوز نصف ميته ومنزوعة الجذور ومائلة نحو صخرة ، كلاهما ثابت وشاخص البصر نحو السماء ، والقمر وقمم شجر الصنوبر البعيدة . تسكن ذراعي الرجل الى جانبه ، وربما يعقد يديه أمامه بينما تُبقي المرأة إحدى الذراعين الى جانبها وتريح يدها الأخرى برفق على كتف الرجل .

يكتب الناقد روبرت هيوز ( إذا كان هناك كلمة واحدة تصف حالة لوحات فريدريش فهي الحنين ) .

هناك رغبة غير مشبعة في الهرب من الظروف الزمنية للحياة الى الوحدة مع الطبيعة البعيدة والأستغراق بداخلها والحلول في الآخر العظيم سواء كان ذلك الآخر جرف جبلي أوشجرة قديمة لكن راسخة ، أوهدوء بحر ممتد في الآفاق أوسكون السحاب .

وعندما سأل أحدهم ما فريدريش ذات مرة .....ماالذي يفعله الإثنان ؟

أجاب ( إنهما يخططان لبعض الأنشطة الغوغائية ) وهنا نستطيع أن نشاهد مميزات مسرح اللامعقول / العبث المصطلح أوجده مارتن أسيلين في كتابه الذي يحمل ذات العنوان مسرح العبث أواللامعقول والذي رفضه بيكيت على أية حالة .

وهذا نتج كردة فعل على الآثار الكارثية للحرب العالمية الثانية التي زعزعت المواثيق وأكدت فكرة أن الوجود الإنساني لامعنى له .

هو مسرح ضد المسرح

1ـ إنعدام المنطقية ( مسرح غير عقلاني )

2ـ غياب الصراع

3ـ غياب الحبكة لوجود أفكاراً غير متسلسله وغير منطقية

4ـ الحوار مفكك

5ـ فقدان الثقة باللغة وبمعانيها وسقوطها كوسيلة للتواصل حيث أصبحت اللغة أداة أصطلاحية تقليدية تقدم للبشرية نمطية لامعنى لها .

الحوار أقرب الى المونولوج الداخلي وهو مبتور وغامض ويفتقد الى وحدة الموضوع .

ـ اللغة متعددة المعاني تفتقد الى الوضوح وليست أحادية المعنى كما في المسرح التقليدي .

متابعات

انتظار جودو في بغداد مدينة الإبداع الأدبي

 

د. عبدالحسين الدرويش

المستشار الإعلامي لبغداد مدينة

الإبداع الأدبي / اليونسكو

ضيفت منصة رؤيا للخطاب السينمائي في بغداد مدينة الإبداع الأدبي / اليونسكو العرض الخاص لفلم (في أنتظار غودو) بطولة باري مكغوفورن وجولي ميرفي وإخراج مايكل ليزوزي هوغ وتقديم الدكتور صادق رحمه المدير التنفيذي للمدينة الإبداعية ، والأستاذ الدكتور سعد التميمي مدير منصة إبداع وذلك بتاريخ 30/1/2020 على قاعة المدينة في بيت الحكمة .

كان مؤلف النص صاموئيل بيكت (1906 ـ 1989 ) كاتب مسرحي وناقد أدبي وشاعر أيرلندي ، ولد في دبلن وأكمل تعليمه بها ثم سافر متجولاً في عدد من الدول الأوربية وأستقر معظم حياته في فرنسا . وهو لاشك أهم كتاب الحداثة في القرن العشرين ، فقد سار على نهج أبن جلدته جمس جوليس وتأثر كثيراً به وكانت كتاباته الأولى عنه .

حصل على جائزة نوبل للآداب في عام (1969) عن مجمل أعماله التي أحدثت تغييراً هائلاً في شكل الكتابه المسرحية .

وتلقى تعليمه الأول في اللغات الفرنسية والإنكليزية والإيطالية في جامعة في دبلن .

أنضم الى المقاومة الفرنسية في عام (1940) وعمل جاسوساً على مدار سنتين وأستطاع أن يفلت من الجستابو وملاحقاته له في أكثر من مرة .

حيث كان يخبئ المعدات الحربية في حديقته الخلفية لمنزله لذا منحته الحكومه الفرنسية صليب الحرب ووسام المقاومة مكافأة له على مجهوداته .

ومن أعماله :

ـ في أنتظار غودو

ـ نهاية اللعبة (1955)

ـ شريط تراب الأخير 1957

ـ الأيام السعيدة 1960

وخلال حديث الدكتور كان هناك عرض للقطات من الفلم آنف الذكر ، حيث تدور المسرحية حول رجلين يدعيان ( فلاديمير ) و ( أستراغون ) ينتظران شخصاً يدعى ( غودو ) الأيرلندي صمويل بيكيت . وأثارت هذه الشخصية مع الحبكة القصصية الكثير من التحليل والجدل حول المعنى المبطن لأحداثها وقد حازت على تقييم أهم عمل .

واحدة من الأساطير التي تحيط مسرحية (في أنتظار غودو ) التي نحتفل بمرور ستين عاماً على عرضها الأول ، حيث أستلهم بيكيت مسرحيته من لوحة كاسبر دايفيد فريدريش (رجل وأمرأة يرقيان القمر ) رُسمت في الفترة مابين (1830 ـ 1835)والأساطير متعددة ، مثلما هو الحال مع كل الأعمال الفنية الأصيلة التي تتسم بالغموض ، تمثل اللوحة نموذجاً لأعمال فريدريش حيث يتأمل الشخوص ـ وفي هذه الحالة شخصين ـ عظمة الطبيعة ، بقف رجل وأمرأة يرتديان زيين ألمانيين شعبيين تقليديين على تل الى جانب شجرة عجوز نصف ميته ومنزوعة الجذور ومائلة نحو صخرة ، كلاهما ثابت وشاخص البصر نحو السماء ، والقمر وقمم شجر الصنوبر البعيدة . تسكن ذراعي الرجل الى جانبه ، وربما يعقد يديه أمامه بينما تُبقي المرأة إحدى الذراعين الى جانبها وتريح يدها الأخرى برفق على كتف الرجل .

يكتب الناقد روبرت هيوز ( إذا كان هناك كلمة واحدة تصف حالة لوحات فريدريش فهي الحنين ) .

هناك رغبة غير مشبعة في الهرب من الظروف الزمنية للحياة الى الوحدة مع الطبيعة البعيدة والأستغراق بداخلها والحلول في الآخر العظيم سواء كان ذلك الآخر جرف جبلي أوشجرة قديمة لكن راسخة ، أوهدوء بحر ممتد في الآفاق أوسكون السحاب .

وعندما سأل أحدهم ما فريدريش ذات مرة .....ماالذي يفعله الإثنان ؟

أجاب ( إنهما يخططان لبعض الأنشطة الغوغائية ) وهنا نستطيع أن نشاهد مميزات مسرح اللامعقول / العبث المصطلح أوجده مارتن أسيلين في كتابه الذي يحمل ذات العنوان مسرح العبث أواللامعقول والذي رفضه بيكيت على أية حالة .

وهذا نتج كردة فعل على الآثار الكارثية للحرب العالمية الثانية التي زعزعت المواثيق وأكدت فكرة أن الوجود الإنساني لامعنى له .

هو مسرح ضد المسرح

1ـ إنعدام المنطقية ( مسرح غير عقلاني )

2ـ غياب الصراع

3ـ غياب الحبكة لوجود أفكاراً غير متسلسله وغير منطقية

4ـ الحوار مفكك

5ـ فقدان الثقة باللغة وبمعانيها وسقوطها كوسيلة للتواصل حيث أصبحت اللغة أداة أصطلاحية تقليدية تقدم للبشرية نمطية لامعنى لها .

الحوار أقرب الى المونولوج الداخلي وهو مبتور وغامض ويفتقد الى وحدة الموضوع .

ـ اللغة متعددة المعاني تفتقد الى الوضوح وليست أحادية المعنى كما في المسرح التقليدي .

المشـاهدات 692   تاريخ الإضافـة 16/02/2020   رقم المحتوى 4499
أضف تقييـم