الإثنين 2024/5/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 38.95 مئويـة
فوق المعلق اية صحافة هذه !
فوق المعلق اية صحافة هذه !
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب الدكتور صباح ناهي
النـص :

حين تتلمس طريقك في درب الصحافة التي نذرت عمرك فيها ولها وفي فنائها وعوالمها ،ونكتشف إنها تراجعت قيميا ومعرفيا ، وصار من هب ّ و دب ّ يعمل في بلاطها دون وجل او مسؤولية ، وتكتشف إنك تدور في قارب المهنة بمجداف واحد ،،لعلك تدور مع مثلك وأخلاقيات المهنة التي تعلمتها او تربيت في كتفها ، مهنة كانت ذات يوم عصية على الداخلين اليها ، والماكثين فيها ، حين لا مجال آخر غير الصدق والتعبير عن جوهر أخلاقيات ، العمل الصحفي حين يكون رسالة وثقة تتوافق مع الثقة الممنوحة لك من القارى اللبيب الذي أوكل لك مساحة الصحيفة لتكون مؤتمنا على أعمدتها وخطوطها ، يثق بك وياخذ عن الصحفين وزادته من المعرفة. انقلب الحال كليا بمشاركة وسائط التواصل الاجتماعي ودخول عالم الفرد الصحفي الذي يكتب او يرسل لك اي شي يفكر او لايفكر بجدواه ، حتى غدى عالم الصحافة أسير لتلك الظاهرة الكونية وضاع المتلقي واحترب الناس وصاروا يتقاتلون فيما بينهم ، وانتقلت العدوى من الوسائط الى  وسلئل  الإعلام من صحف وتلفزيونات وإذاعات ، التي تخل الكثير  منها عن المصداقية ، نحورالفورية وعدم تمحيص المصادر فدبت الفوضى في أوساطها ، واندس الكثيرون من غير المهنين وتسلقوا جدران الصحف وأبنية المحطات التلفزيونية ، واخترقوا المهنة وحولوها إلى مقاطعات وجماعات وأحزاب ، وخربت الدنيا بأسماء ومسميات ، وانحسرت المواهب الحقيقية امام المغامرين وطلاب المجد ( الصحفي ) بغير دستور او قانون يحمي المهنية وكسر حائط الاحترام للمهنية وانداح فيضان الأسماء التي تريد ان تشغل اروقة صاحبة الجلالة ، ولعلهم يسخرون من هذه التوصيف ، لانهم صاروا في سلم هرمها عنوة وخلسة ،،

 لعلك تتذكر قصيدة الجواهري ( كلاي ) وهو يصف موهبة الملاكم الذي يسقط الخصوم بضرباته الانيقة ويكسب البطولات ، ويبقى دور المبدع التصفيق والتفرج ؛ تتذكر الجواهري الناقم على موهبته الرفيعة امام ضربات الزمان المتمثل بكلاي :

 

من قصيدة كلاي للشاعر الجواهري

 

شِسْعٌ لنعلِكَ كلُّ مَوْهِبةٍ

وفداءُ " زندِك " كلُّ موهوبِ

وصدى لُهاثِكَ كلُّ مُبتَكَرٍ

من كلِّ مسموعٍ ومكتوبِ

من كلِّ ما هَجَسَ الغواةُ بهِ

عن فرط تسهيدٍ وتعذيبِ

يا سالبا بِجِماعِ راحتِهِ

أغنى الغنى، وأعزّ مسلوبِ

ما الشعرُ ؟ .. ما الآدابُ ؟..

ما بِدَعٌ للفكر ؟.. ما وَمَضاتُ أُسلوب ؟

شِسْعٌ لنعلِكَ كلُّ قافية

دوَّتْ بتشريق وتغريب

‫وهذه القصيدة التي اطلقها الجواهري لعلها لسان حال الموهوبين والمخلصين لمهنتنا المخترقة !؟

المشـاهدات 86   تاريخ الإضافـة 07/05/2024   رقم المحتوى 45276
أضف تقييـم