الأحد 2024/5/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 27.95 مئويـة
الاستاذ...
الاستاذ...
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

هادي عباس حسين

لم تتوقف الحافلة في المحطة المخصصة لها بل ابتعدت كثيرا لذا تنفست وتنهدت بحسرة كوني لا استطيع السير على الاقدام للوراء ، حتى نويت ان انزل من باب الصعود القريبة عني، حدقت في وجه السائق وعاتبته بنظراتي  ما ان راى حالتي قال لي مبتسما

- اسف..لم اتمكن من التوقف عند محطة الوقوف...

لم اهتم بما سمعته بل ارتكأزت على عصاي لاترك السيارة قائلا

_ يا الله..

هواء بارد  واجهني بعث في داخلي شعورا بالبرد حتى دفعني الاسراع بخطى  عوجاء تحت مظلة المحطة ، ثلاث او اربع اشخاص وامرأة  واحدة لما وقع نظرها علي حتى تراصفت فاسحة لي مجالا قائلة

_ تفضل هيا اجلس..

حقيقة استمتعت بالنظر لها ، تجاوزت الاربعين   واعجبتني لون عينيها وخصلات شعرها المتطاير بفعل ريح خفيفة  تمر غير شديدة ، استقر جسدي بادرتها بابتسامة  خفيفة قائلا

_ شكرا سيدتي ..

بسرعة رمقتني بعين مهتمة واجابت

_ انك تستحق يا استاذ..

بقيت اسأل نفسي وبحيرة

_ كيف عرفت باني استاذاا...

لم تكن صغيرة العمر لاتوقع انها من تلميذاتي فانا المدرس الوحيد في مدرسة بنات الحي ،

وجهت سؤالها لي  وقالت

_ كان من المفروض بسائق السيارة الوقوف عند المحطة..

فرحت لافرغ ما جعبتي من كلام فاجبت

_ انه لم يتوقف لان سياقته كان سريعة ..

تابعت ثانية

_ سأتأخر في العودة..

كانها فرصة سنحت لي لاستفسر منها من باب الفضول فقلت لها بلغة المؤدب

_  اظن ان نيتك الذهاب للتسوق..

عادت لتثبت نظاراتها الطبية  لتصمت لحظات وتفتح فمها بالقول

_ لست انا سيدة البيت الذي اسكن به بل يعود الى ولدي وقد كلفتني زوجته ان استبدل خاتمها المرصع بالياقوت..

بعثرت باحثة في حقيبتها السوداء لتخرجه كانها ارادت ان تثبت بالدليل القاطع صحة قولها، ما ان راى الخاتم النور خطفتها يد شاب  بعجل مبتعدا عنها  الى الجهة الاخرى من الشارع  ، اسرع لم يفلت من عجلات سيارة في الجهة المقابلة لترديه في وسط الشارع وقد خرجت الدماء من راسه ، لحظات تجمع تالناس وسواق السيارات وحتى انا من ضمن الواقفين  اسندت مهمة لي ان ابحث عن الخاتم   الذي حاول سرقته  من المرأة تحول نظري باحثا عنها  لكني وجدتها تتجه نحوي وقد ملأها فرحا كبيرا ، لما اقتربت لي قالت وبهدوء

_ استاذ تعال لنعد لمحطة الوقوف فانا استعدت خاتم  ابنتي ، قبل ان نجلس في المحطة  توقف باصا حملها الى مبتغاها بينما انا بقيت جالسا لوحدي محتفظا بسمفونية صدى صوتها لما قالت لي

_ الوداع يا استاذ...

والسؤال بقى يدور في جمجمتي

_ كيف عرفت باني استاذا......

المشـاهدات 38   تاريخ الإضافـة 07/05/2024   رقم المحتوى 45309
أضف تقييـم